بغداد – نجلاء الطائي
أحسّت الضحية وتدعى "ف - م" من آلام في المعدة والمريء، وبعد استفسارها عن طبيب جيد في مجاله تم نصحها (ب د.ط) وعند ذهابها للمراجعة مع ولدتها أخذها الطبيب (د.ط) لفحص خلف الستارة، وطلب منها الكشف عن بطنها لكي يقوم بالفحص، أحست الفتاة بشيء من عدم الراحة خاصة أن الطبيب يقوم بتلمّس جسدها وليس فقط معدتها، لكنها لم تفهمه على أنه تحرش، وقامت بإقناع نفسها بأنه لا حياء في الطب.
عند الانتهاء من الفحص طلب الطبيب بأن تعاود المراجعة مرة أخرى ويريدها أن تكون مرتاحة وليست متوترة وأن تسلّم نفسها له، عندها عرفت الفتاة أن ما كان يفعله الطبيب إنما هو تحرّش جنسي، وغادرت العيادة فقط دون أن تقوم بأي فعل.. الضحية لم تعرف بأن من حقها الشكوى ضد الطبيب المتحرش وأنها تستطيع رفع دعوى ضده.
وحذرت وحدة الجميلي، المفوض في المفوضية العليا لحقوق الإنسان، الأحد، من ازدياد ظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات والأطفال في مخيمات النازحين.
وقالت الجميلي في بيان ورد إن "ظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات والأطفال في مخيمات النازحين باتت ظاهرة متفشية رغم أن معظمهم من بيئة محافظة".
وأضافت أن "الفتيات يصعب عليهن البوح بشخص من يتعرض لهن وهن في طريقهن للمدرسة أو إلى الأسواق، خوفا من عوائلهن أو خوفا من عائلة المتحرش"، عازية "سبب لجوء بعض الشباب الطائش والمنحرف إلى التحرش هو العوز والفقر والبطالة والفراغ العاطفي".
ودعت الجميلي "الحكومة إلى الإسراع بعودة النازحين إلى مناطقهم وتوفير التدابير الأمنية والحياتية اللازمة لذلك، كونها الحل الوحيد للحفاظ على كرامة العوائل العراقية ومنعا من تفشي الظواهر السلبية في المجتمع العراقي والتي بدأت في التزايد، ليس فقط في مجتمع النازحين وإنما اتسعت على نطاق واسع، وأصبحت تشكل منعطفا خطيرا في ثقافة المجتمع العراقي المتحفظ".
ورصدت حملة شهرزاد وجود ظاهرة التحرش بالأطفال داخل مخيم بحركة في محافظة أربيل، وتشمل حالات التحرش، تحرش أشخاص بالغين لأطفال من كلا الجنسين، كذلك رصدت حالات تحرش بين الأطفال أنفسهم. وشملت الحالات المرصودة، حالات تحرش بالأطفال عن طريق اللمس وسجلات حالات تجريد الضحية من الملابس، كما سجلت محاولة اغتصاب جماعي لفتاة تبلغ نحو 11 عاما فقط.
وشهدت محافظة السليمانية حالة تحرش جماعي بفتاة وتم تصوير مقاطع فديو وصور للحادثة وقام البعض بنشرها على مواقع التواصل الجماعي "فيسبوك"، ومن الملاحظ أن أغلب التعليقات وردود الأفعال تتضمن إلقاء اللوم على الفتاة، كأنها تبرر المتحرشين. حتى وصل الأمر أن تقوم وسائل الإعلام أيضا بلوم الضحية (ملبسها أو مكان وجودها)، وكان هناك تضامن مع المتحرشين بدلا من أن يكون التضامن مع الضحية.
إزاء ذلك تختلف الآراء بشأن ظاهرة التحرش. ويبرز رأيان، الأول مندد بظاهرة التحرش، ومنتقد بشدة للشباب المتحرشين، ومطالب بوضع حد لهذه الظاهرة دفاعًا عن حرية المرأة وحقوقها وكرامتها اجتماعيًا، والرأي الثاني: المنتقد لملبس الفتاة وشكلها، والذي يعدّها هي السبب في فعل التحرش.