المواد المخدرة

القت الجهات الأمنية في محافظة السويداء السورية القبض على عصابة لترويج المخدرات أحد أعضائها طالب في المرحلة الثانوية مهمته بيع مادة الحشيش و حبوب "الكبتاغون" و المخدرات لزملائه في إحدى الثانويات المختلطة في المدينة .

وحسب بعض الطلاب الشهود  في المدرسة فإن مهمة الطالب المتهم  كانت توزيع المواد المخدرة للطلاب بشكل عام و للفتيات خصوصًا بشكل مجاني في البداية، ثم مساومتهم بعد فترة قصيرة على مبالغ نقدية كبيرة بالنسبة للشباب أو على ممارسة الجنس أو تقديم عروض جنسية بالنسبة للفتيات.

وأضاف الشهود  أنه استغل الوضع النفسي و المادي السيئ لبعض الفتيات لاستخدامهم بترويج المواد المخدرة  بين أكبر عدد من زميلاتهن ..وأن عددا من الفتيات قد أجبرن على ممارسة الجنس مع باقي أفراد العصابة أو مع أشخاص غرباء بعد إدمانهن على المخدرات أو تصوريهن وهن تحت تأثير المخدر والتهديد بفضح أمرهن .

وأكد معاون مدير التربية في السويداء "كمال سلام " أنه تم القبض على طالب في المرحلة الثانوية يروج لمادة الحشيش ومواد مخدرة أخرى داخل أحدى الثانويات لكن الموضوع تم كشفه مبكرا ولم يتجاوب معه اي من الطلاب ..وأشار "سلام " أنه تم تضخيم القصة بشكل كبير . وأفاد مصدر في قيادة شرطة السويداء أنه تم القبض على جميع أفراد العصابة التي كانت متورطة في عدة جرائم (ترويح مخدرات وتسهيل دعارة وإبتزاز)..

وأشار المصدر الى أن الجهات الأمنية تضبط يوميًا مجموعات لتهريب وترويج المخدرات... وأن قرب مدينة السويداء من المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية في ريفي " درعا و القنيطرة " يجعلها هدفًا لتجار المخدرات لبيع بضاعتهم .

 ولم يتفق معظم من تم سؤالهم عن الموضوع من أهالي مدينة السويداء مع رأي معاون مدير التربية. و أكدوا أن استخدام مادة الحشيش منتشر بشكل كبير في المدارس الثانوية وفي الكافيتيريات التي يرتادها الطلاب ..حيث يتم تقديم مادة الحشيش في "الأركيلية " وفي سجائر محشوة مسبقًا يجهزها بعض العاملين في تلك الكافيتيريات، فضلا عن انتشار استخدام الحبوب المخدرة بين فئة الشباب.

واعتبرت الباحثة الإجتماعية ماريا شحاف أن انتشار استخدام المواد المخدرة بين الفتيات في المدارس الثانوية لا يقتصر على مدينة أو محافظة بعينها ...بل هو أمر يعتمد على الخلفية الأخلاقية للفتاة و ضعف مراقبة الأهل . وأشارت شحاف الى أن بعض المسلسلات التي عرضت على الشاشات المحلية في الآونة الأخيرة، ساهمت بقصد أو بدونه بتزيين تعاطي المواد المخدرة و إظهاره كأمر واقع، وربط تعاطي المخدرات بالإحتفال و الفرح و الجلسات الحميمة. كما اظهرت تلك المسلسلات الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات كأشخاص منفتحين و يحبون الحياة و لا يأبهون للقيود والخطوط الحمراء التي يفرضها المجتمع .