التعليم الجنسي في المدارس

أكّدت المجموعات النسائية، أن مقترحات الحكومة البريطانية بشأن التعليم (التثقيف) الجنسي، بشكل كبير، تركز فقط على تعلم كيفية ضبط النفس، والتي ستفشل إذا لم يتم مراجعتها بدقة وتعديلها، إذ تلفت المنظمات التي استجابت للمشورة العامة بشأن مقترحات التربية الجنسية، التي أُغلقت، الأربعاء، إلى أن الحكومة لم تفٍ بوعدها بإصلاح عملية التعليم الجنسي في المدارس.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن تحالف "إنهاء العنف ضد المرأة"، والذي يضم أكثر من 80 منظمة، بعث برسالة إلى وزير التعليم، داميان هيندز، يقول إن التوجيهات لم تكن مناسبة، حيث لفتت مرة واحدة إلى المواد الإباحية، ولم تصل إلى الحد الأدنى للتوعية بالحيض.

وأتهم التحالف الحكومة بالخضوع إلى الجماعات الدينية لإرضائها، من خلال الفشل في جعل التعليم الجنسي إجباريًا قبل سن الـ15، إذ تقول سارة غرين من المجموعة،" إن هذا الاقتراح تنازل كبير، ولا يتماشى مع تعهدات العام الماضي"، مضيفة، إن مقترحات وزارة التعليم، تعطي الضوء الأخضر للمدارس التي يختار قادتها تعليم أفكار تقليدية فقط عن الجنس والعلاقات والأعراف الجنسية، وعادة ما يشعرون بالحساسية تجاه الجنس.

ولم تحدث الحكومة إرشاداتها بشأن التربية الجنسية منذ 18 سنة، وفي تغيير للقانون الذي دفعت به مجموعة من أعضاء البرلمان من مختلف الأحزاب في عام 2017، وعدت بتجديد العلاقات والتعليم الجنسي في كل مدرسة في إنكلترا للمرة الأولى.

وجاء ذلك بعد عدة استفسارات وتقارير بشأن الاستغلال الجنسي للأطفال، والتعرض للإباحية، ومستويات عالية من سوء المعاملة في العلاقات بين المراهقين، والتحرش الجنسي المتواصل والاعتداء على الفتيات داخل المدرسة وخارجها.

ووفقًا للمشروع المقترح، سيكون التعليم بشأن العلاقة إلزاميا في المدارس الابتدائية، ولكن التربية الجنسية لن تكون كذلك.

كما أعربت جماعات حقوق المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي، ومغايري الهوية الجنسانية، عن قلقها من تقرير المدارس من يتم تدريسه بشأن قضايا الجنس والمتحولين جنسيًا.

وقالت لورا رسل، رئيسة قسم السياسات في التحالف،" على المدارس أن تدرك أهمية إدراج التوعية بشأن المثليين، وعدم التمييز ضدهم، نحن بحاجة إلى إرشادات جديدة تعكس ذلك".

وانتقدت المجموعات، الاقتراح الذي تقدمت به الحكومة لجعل التعليم بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، عن طريق الختان والزواج القسري اختياريًا.

وجاء في الرسالة الموجهة إلى هيمز من التحالف، أن الحكومة فشلت في ربط عدم المساواة بالعنف الذي تعاني منه النساء والفتيات، وقالت إن التركيز على ضبط النفس، وإدارة الضغط على الأقران، ومقاومة الضغط من أجل ممارسة الجنس، يهددون بتفاقم الوضع بالنسبة للضحايا الصغار من الاعتداءات الجنسية من خلال التقليل من دور الجناة وخياراتهم، ويمنع النساء الشابات من المضي قدمًا.

وقالت وزارة التعليم، "إننا نجعل تعليم العلاقات إلزامًا في المدرسة الابتدائية، فضلًا عن العلاقات الإلزامية والتربية الجنسية في المدرسة الثانوية، سيتم تعليم التلاميذ محتوى مناسبًا للفئة العمرية، بشأن مواضيع مثل البقاء بأمان في العلاقات المختلفة، والأنواع المختلفة من العلاقات المحترمة".