انتشار إدمان منشطات الميث

تعاني محافظة "كيب الغربية" في جنوب أفريقيا من انتشار وباء إدمان تعاطي منشطات "الميث"، التي أثرت بشكل سلبي على مدى واسع على إمكانيات الطلاب في التعلم ما تسببت في تدهور الحالة التعليمية في البلادويعتبر "الميث"، وهو منشط من مجموعة الأمفيتامين والفينيثيلامين توجد في مجموعة من العقاقير ذات التأثير العقلي، الخيار الأول للمنشطات في جنوب أفريقيا، والتي تُعرف محليًا "بالتيك"، وقد انتشر إدمان المنشطات خلال العقدين الماضيين في محافظة "كيب الغربية"، إحدى محافظات جنوب أفريقيا، وينتج عن استخدام المنشط ضعف الحركة، وتدهور الصحة، بينما تكون أثار هذه المنشطات أوضح في الأطفال الذين يتلقون تعليمهم في المدارس العامة.

وعانت الطفلة، جاستن سامرز البالغة من العمر 7 سنوات، عدة مشاكل في قدرات التعلم، حيث بدت قبل بداية رحلتها في التعليم كسولة، وكانت قدراتها على التعلم محدودة ويرجع السبب في ذلك إلى تعاطي والدتها، أغنيس، عقار الميثامفيتامين أثناء حملها، والتي لا تزال تستخدمه وهي تنتظر مولودها الخامس.

وذكرت لين إسحاق، الأم البالغة من العمر 36 عامًا، التي استخدمت منشطات "التيك" خلال ثلاث فترات حملها: أن الكثير من النساء الحوامل لا يذهبون إلى الطبيب لخوفهم من اكتشاف تعاطيهم العقار. وقد أنجبت لين طفلها الأول في عمر الـ 15 وكانت تتعاطى التيك يوميًا في أول خمسة أشهر من الحمل. وبلغ ابنها أليكس، الآن عمر الـ11 عامًا وقد فشل في اجتياز عام دراسي لأنه يعاني صعوبة في التركيز.  وأوضحت لين أن:" الطفل العادي يجلس في الفصل ولكن إبني لا يستطيع التركيز، فهو شخص مزاجي، وعصبي".  وأضافت:" لا يمكنني أن ألومه فقد كانت غلطتي من البداية".

وتشير بيانات العلاج في مجلس الأبحاث الطبية أنه في عام 2002 اعترف أقل من 1% من المرضى في قسم الاستشارة داخل محافظة كيب الغربية بتعاطي "التيك"، بينما زادت النسبة إلى 52% بعد ذلك بستة سنوات.

ووفقًا لتقرير صدر أخيرًا من قبل مستشفى موبراي للولادة، فإن الأمهات الحوامل، تضاعف تعاطيهم للمخدر ثلاث مرات على مدى السنوات الخمس الماضية، إذ أصبح التيك المخدر الأكثر شيوعًا في المحافظة. 

وأفادت بريدجيت تراتر، مدرسة في الصف الثالث في مدرسة كلينبيرغ، أنّ بعض تلاميذها يتأثرون بالعقار، وتابعت "يجد بعضهم صعوبة في القراءة والكتابة، وبعضهم لا يستطيعون أن يكتبوا أسمائهم، وأعتقد أنهم سيخفقون في دراستهم". فيما وصفت الدكتورة كريستين دونالد، التي تعمل في مستشفى الصليب الأحمر للأطفال في المحافظة، انتشار إدمان العقار "بالوباء" الذي انتشر في جميع أنحاء المدينة، كما قدمت الدكتورة دونالد دراسة عن الخلل الذي يحدث في أدمغة الأطفال التي تدمن أمهاتهم العقار أثناء الحمل. وذكرت "يؤثر العقار على نمو الجنين كما يؤثر على بعض المناطق في المخ". مبينة "يؤثر العقار أيضًا على نمو الطفل بدنيًا، ثم يؤثر على إدراكه وفهمه عندما يدخل المدرسة"، وأشارت إلى أنه "يمكن للمدرسين التعرف على الأطفال المصابين، حيث يكونون شديدي النشاط وقليلي التركيز والانتباه، وعدوانيين ويتشاجرون كثيرًا".

ويعتقد الخبراء أن وباء إدمان العقار يعتبر سببًا رئيسيًا في حدوث نسبة إخفاق كبيرة في الدراسة، وأفاد قسم التعليم بأنه سجل فقط 827.324  من أصل 1،23 مليون طالب لدخول الامتحان النهائي.