الرياض – العرب اليوم
واحدة من أكبر الجامعات السعودية أمس الثلاثاء، عدم التجديد لعدد من الأكاديميين السعوديين وغير السعوديين العاملين فيها من المتأثرين بفكر "الإخوان المسلمين" الإرهابي وعدد من التنظيمات الأخرى، وذلك بعد ثبوت تورطهم وتأييدهم لهذه الجماعات بالوثائق. وأوضحت "جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" ومقرها الرياض في بيان لها أمس أن مجلس إدارة الجامعة وبمتابعة دقيقة ومستمرة من مديرها الشيخ الدكتور سليمان أبا الخيل، أوصى بعدم التجديد لبعض المتعاقدين السعوديين وغير السعوديين ممن هم متأثرون بفكر تنظيم "الإخوان" الإرهابي.
من جانبه، وصف الدكتور عبد الله العساف أستاذ علم الاجتماع السياسي، رئيس قسم الإعلام المتخصص في جامعة الإمام محمد بن سعود، قرار الجامعة بـ"الخطوة الجيدة"، مبيناً أن التعليم مخترق من الفكر الإخواني إلى حد كبير ويجب البحث جيداً، لا سيما في ظل وجود بعض الخلايا الكامنة وغير المعروفة.
وتحدث العساف لـ"الشرق الأوسط" عن أهمية تطهير الجامعات والتعليم العام من هذا الفكر، وقال: "هؤلاء المعلمون هم من يغذون الشباب بالأفكار ويوجهونهم، وبالتالي يكون تأثيرهم كبيرا جداً على الشباب، وربما قد ينتقون عينات لحقنهم بتوجيهات خارج كرسي الجامعة، أو تبني هذا الفكر الخبيث الذي يسري في المجتمعات العربية ويؤدي إلى الفتنة والشقاق".
واعترف العساف أن عملية غربلة مؤسسات التعليم من هذا الفكر لن تكون سهلة وتحتاج لجهد كبير، وتابع: "لا شك ستكون صعبة جداً ويجب تهيئة المجتمع وقيادات التعليم وأعضاء هيئة التدريس. ولا بد من الجميع تبني هذا الطرح، الأمر ليس سهلاً، أعتقد أن الخبر سيكون صادماً لهيئات التدريس ليس في جامعتنا فقط بل في جميع الجامعات، وأتمنى أن يطبق هذا الإجراء على جميع قطاعات التعليم سواء العام أو الجامعي".
كما استبعد أستاذ علم الاجتماع السياسي ورئيس قسم الإعلام المتخصص أي ردود فعل كبيرة من هذا التيار، بخلاف بعض التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي والتعبيرات المسيئة على حد قوله، وأردف: قد يعمد البعض إلى شخصنة الأمر على مدير الجامعة، وأنه من يتبنى بمفرده هذا التوجه، وهذا كلام غير صحيح، ولا شك أن الجامعة لديها ما يثبت استندت فيها على قرارها.
وأشارت الجامعة في بيان أصدرته أمس على لسان محمد بن سعيد العلم وكيل الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي، أمين عام مجلس الجامعة، إلى أن القرار شمل من تأثر بأي فكر أو تنظيم إرهابي أو حزبي متطرف، مثل تنظيم داعش الإرهابي وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي كشف عن غيهما ونواياهما الخبيثة تجاه الأمة الإسلامية وشعوبها الآمنة والمستقرة، والمنتمين لتلك الجماعات أو الداعمين لمنهجهم الضال، أو المتعاطفين مع مذاهبهم في كل الأحوال والظروف، والمصغين للدعاة المتطرفين المعادين للسنة النبوية السنية السلفية الوسطية والذاهبين لمواطن تلك الجماعات الذين أفسدوا في الأرض أيما فساد.
وأكدت الجامعة أن هذه الخطوة جاءت من خلال ثبوت الوثائق والحقائق، والمشاركات الإعلامية المؤيدة لهذه الجماعات وغيرها، التي تم رصدها وثبوت تأثرهم بها، وتطبيق الأنظمة والتعليمات في حقهم وتنفيذ الأوامر المتعلقة بذلك، والتي تهدف إلى حماية عقول الناشئة والطلاب والطالبات ومنسوبي الجامعة، من تلك الأفكار الحزبية المنحرفة والتوجهات الخطيرة الضارة والمدمرة.