يخضع الطفل "آريا سومانتري"، وهو اندونيسي يبلغ من العمر 10 سنوات، ويعاني من السمنة المفرطة إلى عملية جراحية لتقليل حجم معدته، حيث يبلغ وزنه 192 كيلوغرامًا، ما جعله يترك المدرسة لأنه أصبح غير قادر على المشي، فيما يُعد هو أسمن طفل في العالم حيث يزن ما يعادل 30 حجرًا.

وقالت والدته رقية (36 عامًا) ووالده آدي سومانتري (45 عامًا)، إن ابنهما كان يأكل خمس وجبات يوميًا من الأرز والشعيرية واللحوم، ومع ذلك كان لا يزال يشكو من الجوع، بينما حاول الأطباء وضع آريا على نظام غذائي صحي، ولكن لم يتناقص الوزن بسرعة كافية، فاختار الأطباء خضوع الطفل لعملية جراحية لتقليل حجم معدته، خاصة وأنه تمكن من خسارة 20 رطلًا فقط في غضون أربعة أشهر قبل العملية في 17 أبريل/نيسان، لكنه خسر 37 رطلًا في الأسبوعين التاليين للعملية، ومنذ ذلك الحين، فقد انخفض وزنه 6 أرطال أخرى.

قبل العملية، كان آريا يأكل خمس عبوات من المعكرونة سريعة التحضير يوميًا، بالإضافة إلى لترات من الكولا، كما أنه كان يأكل خمس وجبات يومياً تحتوي على الأرز والأسماك ولحم البقر وحساء الخضار، وفطيرة "التمبيه" المصنوعة من فول الصويا والكافية لإطعام اثنين من البالغين.

وتسبب وزن آريا والذي كان أكثر مما ينبغي لان يتناسب مع سنه، في جعله يكافح من أجل الوقوف أو التحرك في المنزل، ما أدى لتوقفه عن الذهاب إلى المدرسة، فكانت تلك مهمة مستحيلة، واستبدل ذلك بالمكوث في المنزل، كما أنه كان يضطر للاستحمام في حوض صغير، بالإضافة إلى انه لم يكن يجد الملابس التي تناسبه فكان يقضي اغلب الوقت عارًيا باستثناء قطعة من القماش حول خصره.

وعلقت والدته رقية بقولها "كنا قلقين من وزنه، فقمنا بوضعه على نظام غذائي صحي ليعيش نمط حياة صحي، ومع ذلك كان وزنه لا ينخفض، لذلك كان علينا أن نفكر في الجراحة"، وأضافت:"فقد آريا حتى الآن 20 كيلوغرامًا، ونحن سعداء بهذا لكنه لا يزال يعاني من زيادة الوزن بالنسبة لسنه، ونحن نأمل أن يفقد يومًا ما كل وزن إضافي ويكون صحي مثل الأطفال الآخرين في سنه "، مضيفة :" لا يزال يشعر بالجوع، ولكن أعتقد أن معدته ليست قادرة على الحصول على كمية كبيرة من المواد الغذائية، ففي كل مرة يحاول أن يأكل أكثر، كان يرجعه مرة أخرى".

من جانبه أوضح الدكتور هاندي وينغ، وهو طبيب جراح في مستشفى "أومني"، أن فريقه استغرق ساعتين لإجراء عملية تدبيس المعدة،  لخفض المعدة إلى 15%من حجمها الأصلي، وإصلاحها في شكل أنبوب، كما سيشهد آريا انخفاضًا في الجوع بسبب انخفاض هرمون الغريلين الذي يعرف باسم هرمون الجوع". 

وعادة ما ينصح جراحة تدبيس المعدة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-65 عامًا مع مؤشر كتلة الجسم أكثر من 35، ولكن أوضح الدكتور هاندي أنه بسبب السمنة المفرطة التي يعاني منها آريا، كان من المهم بالنسبة له إنقاص وزنه لأنه كان عرضة لأمراض القلب والسكري واضطرابات التنفس، مضيفًا أنه "في بعض الحالات، مثل آريا، كان مؤشر كتلة الجسم 80 وبذلك يتطلب معالج خاص لتحسين حياته بشكل أفضل، فإذا لم يعط العلاج الطبي المناسب فورًا ، كان من الممكن أن تتعرض آريا للمضاعفات والأسوأ من ذلك، وحتى الموت". ويتابع الأطباء حالة الطفل الاندونيسي أسبوعيًا، ويأملوا أن يصل إلى وزن أقل من 100 كيلوغرام بعد عام.