التطور المعرفي لدى الأطفال

يفتقد ربع الأطفال الصغار في البلدان النامية اللعب والقراءة والغناء مع والديهم، وفقا لبحث أجرته منظمة "اليونيسف"، وقد حذّرت وكالة الأمم المتحدة للأطفال في تقريرها من أن التطور المعرفي لملايين الأطفال دون سن الخامسة يتعرض للانهيار لان الآباء لا يتلقون التوجيه الصحيح ولا الدعم الأساسي مثل إجازة الأمومة.

وقال رئيس قسم تنمية الطفولة المبكرة في "اليونيسف"، الدكتور بيا بريتو، إنّ "القيود التي تتعلق بالوقت والمال تعني أن الآباء يجبرون على التركيز على مجرد وضع الطعام على الطاولة لأطفالهم، بدلا من اللعب مع أطفالهم، لا سيما في الظروف الصعبة التي يتفشى فيها النزاع والعنف والفقر المدقع والمرض" .

وسألت دراسة استقصائية، شملت 64 بلدًا ناميًا، الوالدين إذا كانوا قد أمضوا أي وقت في قراءة القصص أو القراءة أو العد أو الرسم أو العزف أو الغناء مع أطفالهم على مدى 3 أيام، ولم يشارك ربع الأطفال في أي من هذه الأنشطة التي تعتبر حاسمة في تعزيز نموهم المعرفي والعاطفي والاجتماعي، وقال بريتو إن النتائج من المحتمل أن تكون مؤشرا على نمط أوسع.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة "اليونيسف"، أنتوني ليك، إنّه "نحن لا نهتم بأدمغة الأطفال بالطريقة التي نهتم بها بأجسادهم - وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، عندما يظهر العلم أن أدمغة الأطفال ومستقبل الأطفال يتشكلان بسرعة فنحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لإعطاء الآباء ومقدمي الرعاية للأطفال الصغار الدعم الذي يحتاجون إليه خلال هذه الفترة الحاسمة لهم".

وبيّن بريتو أنه، "بينما أظهرت مجموعة قوية من الأبحاث فوائد التفاعل بين الأطفال ووالديهم، فان هذا لا يتم دائما بالتواصل مع الأسر، قد لا يدرك بعض الآباء الفرصة الفريدة من نوعها التي تقدمها الطفولة المبكرة، حيث يعتمد نمو الدماغ إلى حد ما على بيئة الطفل وخبراته"، كما وجد باحثو اليونيسف أن أكثر من 20٪ من الأطفال دون سن الخامسة يُتركون بشكل مستقل دون إشراف من البالغين، وفقا للبيانات التي تم جمعها في أكثر من 70 بلدًا، في حين أن 80٪ منهم يتعرضون بانتظام للانضباط العنيف من قبل مقدمي الرعاية.

وحدّد التقرير 3 سياسات أساسية لدعم الأسر التي لديها أطفال صغار، سنتان من التعليم المجاني قبل الابتدائي، وفترات الرضاعة الطبيعية المدفوعة الأجر خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، وإجازة أبوية مدفوعة الأجر، وقالت الدراسة انه لدي 32 دولة، لا تحصل الأسر على أي من هذه الاستحقاقات الأساسية.

وأفاد بريتو بأنه لا يُعترف بالرعاية المقدمة للأطفال الصغار كأولوية، وقال "عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار، فإن معظم الحكومات تفكر في البقاء على قيد الحياة والحفاظ على الأطفال من الأمراض، ومن ثم يفكرون في التعليم في شكل المدرسة الابتدائية"، "بين البقاء على قيد الحياة والمدرسة نفتقد هذا الجزء المبكر من التنمية"، وفي المتوسط، تنفق الحكومات في جميع أنحاء العالم أقل من 2٪ من ميزانياتها التعليمية على برامج الطفولة المبكرة، وقد اقترحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أن يزيد متوسط الإنفاق إلى 10 في المائة، وحثت الحكومات على وضع سياسات ملائمة للأسرة، ويجب على العاملين في مجال الصحة توسيع الخدمات التي تقدمها للأسر لتشمل جميع العوامل المختلفة التي تساعد معا على تشكيل وتحديد العقول الشابة".