امتحانات الثانوية العامة في مصر

يبدو أن صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" والتي عملت على تسريب امتحانات الثانوية العامة، كان لها تأثير قوي على فكرة تغيير نظام التعليم في مصر والانتقال من مرحلة التلقين والحفظ إلى التقييم والقدرات والمهارات التي تُميز طالب عن آخر، حيث أعلن الأمين العام للمجلس الاستشاري الرئاسي للتعليم، طارق شوقي، أمس الخميس، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي اقترح نظاماً جديداً للتعليم خلال إفطار الأسرة المصرية. وأضاف: "النظام الجديد لن يضم ثانوية عامة من الأساس".

وأوضح شوقي بحسب تصريحات له خلال إفطار الأسرة المصرية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن النظام المقترح يهدف إلى معالجة مشاكل النظام التعليمي الحالي، واستبداله بنظام تعليم جديد. وقال إن النظام الجديد سيتم تطبيقه على من يلتحقون بالتعليم الأساسي في أيلول/سبتمبر 2017، ويكتمل بعد 12 عاماً بعد وصول أول دفعة لمرحلة الثانوية.

وأشار الأمين العام للمجلس إلى أن النظام الجديد "لا يعتمد على الحفظ والتلقين، ويتضمن آلية حديثة للتقييم، وسيعمل على حل أزمة الغش لأنه سيلغي فكرة امتحان الثانوية، ووضع امتحان قومي واحد للحكم على مستقبل جميع الطلاب، وأن نظام التعليم الحالي تسبب في وجود مافيا الدروس الخصوصية، ووضع أولياء الأمور في عنق الزجاجة، والنظام الجديد يشمل تقييم الطالب على مدار عدة سنوات، وأن تطبيق النظام التعليمي الجديد يتطلب العمل في جميع الاتجاهات من حيث تدريب المعلمين ورفع مستواهم الاجتماعي.

ولاقى هذا المقترح ترحيب العديد من الطلاب المقبلين على الثانوية العامة حيث يعيد فكرة تقييم ما كانوا يصفوه بـ "شبح الثانوية العامة" حيث يخشى الطلاب جميعا هذه المرحلة والتي تحدد مستقبلهم العملي فيما بعد.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن موضوع تسريب امتحانات الثانوية العامة والذي عانى منه الطلاب والأسر المصرية هذا العام، لكن يتكرر مرة أخرى، وشدّد الرئيس السيسي على أن الدولة بصدد إعادة النظر في نظام امتحانات الثانوية العامة برمته، مشيرا إلى أن المجلس الاستشاري للتعليم يعكف حاليًا على إعداد منظومة جديدة للثانوية العامة تراعي المعايير العالمية، حيث سيطرح المجلس في سبتمبر المقبل استراتيجية جديدة لنظام التعليم والثانوية العامة.

وقال السيسي "إن مسألة تسريب أسئلة الثانوية شغل بال الأسر المصرية، مؤكدا أن الثانوية العامة لا يجب أن تظل عبئًا على الأسر المصرية كما هو الحال حاليا وخلال السنوات الماضية، وأن امتحانات الثانوية العامة صارت الشغل الشاغل للأسر المصرية، ومن المعتاد أن يضع الشباب نصب أعينهم اجتياز هذا الامتحان، وبالتالي يحتل مكانة محورية على رأس اهتمامات المواطنين، مشيرا إلى أنه نظرا لأهمية هذا الموضوع فقد تم تناوله في الاجتماع الأخير لمجلس الدفاع الوطني لمراعاة كافة الإجراءات المتعلقة بالامتحانات.