غزة – محمد حبيب
أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح الأربعاء، وجود مخطط سري للمصادقة نهائيًا، على تشييد مبنى قرب المسجد الأقصى وعلى 20 في المائة من ساحة حائط البراق، في قلب البلدة القديمة من القدس المحتلة، وأطلقت الصحيفة على المبنى اسم "القلعة الحصينة"
وأوضحت الصحيفة، أن المبنى الذي يسمى "بيت الجوهرة" وتخطط له جميعة "صندوق تراث الهيكل الغربي" سيؤدي إلى طمس البيوت في البلدة القديمة، جمعية تأسست في العام 1988 وجزء من شبكة الشركات الحكومية وتهدف إلى تفعيل أو تشغيل الأنفاق تحت المسجد الأقصى وإدارة ساحة حائط البراق.
وأبرزت أنّ الجمعية تحت إشراف رئيس الحكومة، وأنها هيئة قوية جدًا تمكنت على مدار الأعوام الماضية من السيطرة على مبان عدة في البلدة القديمة، مبينة أنّ المبنى المذكور جزء من مشاريع عدة قيد الإنشاء في البلدة القديمة، وبحسب موقع ""nrg العبري، فإن الحديث يدور عن مبنى من خمسة طوابق وسيغتصب على مساحة تجري فيها حفريات أثرية، مضيفًا أنّ المبنى سيستخدم كمكاتب للجمعية المذكور إلى جانب غرف إرشادية وقاعات وحمامات للموظفين.
وأشار الموقع في تقرير نشره العام الماضي، على أنّ المخطط يحظى بدعم بلدية الاحتلال في القدس، ورئيس البلدية نير بركات الذي شارك في إحدى جلسات لجنة التخطيط اللوائية لدعم المخطط، وذكر حينها، أن المخطط يواجه معارضة وانتقادات في صفوف سكان ما يسمى "الحي اليهودي" في البلدة القديمة الذين قالوا إن لا حاجة للمبنى وأنه سيؤدي إلى تغيير جوهري في شكل ساحة البراق والحفريات الأثرية في المكان.
ويستولي المخطط على نصف دونم من ساحة البراق، وسيشكل خطرًا هندسيا بحسب الخبراء، خصوصا وأن الساحة ضيقة ويزورها يوميًا، الآلاف من السياح، ولفتت الصحيفة إلى أنّه في العقد الأخير، طرحت قضية تشييد المبنى المذكور لكن مشروع البناء تعطل بسبب عدم استصدار التراخيص، وفي الشهور الستة الأخيرة، تقرر تقليص حجم المبنى المخطط كي تصادق عليه لجنة التخطيط والبناء في القدس التي طالبت بعرض مقترحين لتقليص حجم المبنى قبل المصادقة عليه.
وأردفت أنّ قبل شهرين، قدمت الجمعية المقترحين المطلوبين؛ إلا أنها تصر على بناء التصميم الأصلي، على الرغم من أن المقترح الأصغر تصل مساحته إلى 1505 م2، وأشارت إلى أنه كان في الإمكان تقديم الاعتراضات على المخطط حتى الأسبوع الماضي؛ لكن جرى التكتم على ذلك والمخطط في طريقه للمصادقة النهائية.
وزادت أن كبار خبراء الأثار في "إسرائيل" يعارضون المخطط، ونقلت عن البرفيسور يورام تسفرير قوله إنه "عندما تقف أمامك قوى كبيرة جدًا تشعر بأن حائط المبكى (البراق) لها، فهذه مشكلة، استسلمنا أمام هذا الواقع"، كما نقلت عن موظفة في لجنة بحث الاعتراضات في لجنة التخطيط عنات إلباز، قولها إنه على الرغم من انقضاء موعد تقديم الاعتراضات، لكن الإمكانية لا زالت متاحة، إذ سيجري بحث الاعتراضات يوم السادس من الشهر المقبل، أمر غير قابل للتحقيق، إذ من الصعوبة في مكان تقديم اعتراضات جدية على مخطط ضخم خلال أيام، كما أنّ موقف لجنة التخطيط سيكون منحازا.
على صلة، كشفت تقارير فلسطينية، الثلاثاء، عن أنّ سلطات الاحتلال نشرت مناقصة لبناء كنيس ضخم في البلدة القديمة مقبب على ارتفاع نحو 23 مترًا، على ست طبقات، اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها مساحة بناء إجمالية قدرها 1400 متر مربع، وعلى مساحة 378 م2 تكلفتها نحو 50 مليون شيكل، أي ما يعادل 13 مليون دولار، لاستنبات مواقع يهودية "مقدسة" في قلب القدس القديمة، وزرع مبانٍ مقببة توحي لأقدمية الوجود اليهودي في القدس، وتشويه الفضاء العام في القدس.
ومن المخطط أن يكون هذا الكنيس الثاني من حيث الضخامة وعلوا في القدس القديمة بعد ما يسمى "كنيس الخراب"، ويستدل من الخرائط أن الاحتلال سيغتصب الكنيس على ستة طوابق، اثنين تحت الأرض، الأول منها لعرض موجودات أثرية، يدعي بأنها بقايا كنيس يهودي قديم من ضمنها مغطس للطهارة – علمًا أن الكنيس أنشئ على أنقاض مصلى ووقف إسلامي.
أما الثاني فيخصص ليكون حمامات للرجال، ومبانٍ للدعم التقني، أما الثالث، سيكون توازيًا مع مستوى الشارع الموجود، أي سيكون في مثابة الطابق الأول فوق الأرض، فسيخصص كمدخل وحمامات للنساء، أما الطابق الرابع – الثاني فوق الأرض، فيكون في مثابة القاعة الكبيرة للكنيس ويحتوي على كراسٍ وقاعات لصلوات اليهود، وخزانة التوراة، أما الطابق الخامس – الثالث فوق الأرض- فسيكون عبارة عن كنيس مخصص للنساء، أما السادس فسيكون في مثابة مطلة تشرف على مباني القدس القديمة ومحيطها، بحيث ستكون الطوابق الثلاثة الأخيرة مرتبطة مع بعضها يعلوها قبة عالية تختم البناء.
بينما ستخصص أجنحة وغرف في المبنى العام للكنيس كمركز زوار يروّج للتراث اليهودي في القدس-بحسب ادعائهم – كما سيتم إجراء تغييرات في الفناء القريب من الكنيس، ونصب مقاعد واستراحات مظللة للجمهور العام، في خطوة لجذب الزوار اليهود والأجانب.
ويذكر أنّ المبنى سيغتصب في حارة الشرف التي استولى عليها الاحتلال عام 1967، وحولها إلى حي استيطاني باسم "الحي اليهودي"، وذلك على بعد عشرات الأمتار غرب المسجد الأقصى ومنطقة البراق.