القدس المحتلة - ناصر الأسعد
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزمه على إغلاق محطة تلفزيونية جديدة تحمل العلامة التجارية "فلسطين 48"، الأمر الذي أثار غضب موظفيها والإدارة الذين
أكدوا أنهم لن يجعلوا ذلك يمر مرور الكرام.
وبدأت المحطة بثا تجريبيا صباح الخميس من الناصرة، وبالنسبة إلى الوقت الراهن، فإنَّ الجدول الزمني لإطلاقها يسير كما هو مقرر.
وتستهدف السلطات الإسرائيلية، وحكومة نتنياهو على وجه الخصوص، المؤسسات الثقافية العربية في الأسابيع الأخيرة، حيث قطعت التمويل عن مسرح باللغة العربية في حيفا وتهدد بفعل
الشيء نفسه بالنسبة إلى مسرح للأطفال في يافا الذي يديره ممثل عربي.
وأكدت عضو المجلس الاستشاري لـ"فلسطين 48" سناء حمود، أنَّ حكومة نتنياهو في خضم حملة لإسكات واستبعاد 20 في المائة من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وفي نهاية المطاف نزع الشرعية عن جنسيتهم.
وحذرت حمود، من أن حملة الحكومة تهدد الحريات التي يحميها القانون الدولي والإنساني، مشيرة إلى أنَّ "إسرائيل" ليس لديها دستور، وإنما لديها "القوانين الأساسية"، والتي لها مكانة
دستورية، وأضافت "إذا كان هناك أي شخص ينتهك القانون، فإنه نتنياهو".
وأضافت: "أعتقد أنَّه ينبغي على الحكومة الإسرائيلية، أن ترحب فعلًا بهذا التقدم للتلفزيون الفلسطيني، الذي يملأ الفراغ الناجم عبر أكثر من سبعة عقود بعدما فشلت الحكومة الإسرائيلية في
خلق منصة للحوار الداخلي والمشاورات".
وتابعت: "لأنه لا يوجد أساس قانوني لإغلاق المحطة، فإنَّ حكومة نتنياهو ستعرض نفسها للأذى في نهاية المطاف من خلال ملاحقة فلسطين 48"، وردا على سؤال عما إذا كان من
المشروع للحكومة الإسرائيلية اعتبار المحطة بأنها محاولة من قبل السلطة الفلسطينية لتحدي السيادة الإسرائيلية على المواطنين، أشارت حمود إلى الحرية التي يحميها دستور الاحتلال.
وتعد قناة "فلسطين 48" إحدى قنوات تلفزيون فلسطين الرسمي التابع للسلطة الفلسطينية فى رام الله، وكان من المقرر أن تكون قناة عامة تجمع السياسة والإعلام والترفيه، وتركز أساسًا
على قضايا "فلسطينيي الداخل" (عرب 48)، لتنقل معاناتهم للعالم وتنقل ما يجري في العالم لهم.
وتبث القناة من الناصرة، وقللت من برامجها في شهر رمضان، المعروف بنسبة مشاهدات عالية في العالم العربي، وتخطط لتوسيع عروضها بعد ذلك.
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الاتصالات بنيامين نتنياهو، الأربعاء، بدراسة جميع الأدوات الجزائية والإدارية ووضعها تحت تصرفه من أجل إيقاف بث المحطة.
ويجري تصوير برامج "فلسطين 48" في الناصرة وفي أماكن أخرى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ولكن ليس في استوديوهات ثابتة، فقط مع وحدات بث متنقلة.
وتبث برامج مباشرة إلى استوديوهات هيئة الإذاعة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، ومن هناك، يتم بثه عبر القمر الصناعي والإنترنت عن طريق القمر المصري "نايل سات".
وتعد الطريقة الوحيدة لوقف البث، من الناحية الفنية، في حالة إذا داهمت "إسرائيل" وأغلقت كامل جهاز تلفزيون التابع للسلطة الفلسطينية في رام الله.
وعلَّق وزير الإعلام الفلسطيني، بأنَّ "هدف القناة هو إعطاء منصة لعرب 48 ليتواصلوا مع الوطن العربي ونقل مشاعرهم".
ويمارس الجيش الإسرائيلي انتهاكات بحق وسائل الإعلام الفلسطينية، وحتى الغربية، في رام الله من وقت إلى آخر، حيث داهمت في القدس الشرقية، السلطات الإسرائيلية أستوديو التلفزيون الفلسطيني في منتصف البث، واعتقلت اثنين من الصحافيين ومنتج.