الشارقة ـ العرب اليوم
شهدت سادس أمسيات المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي، تفاعلاً كبيراً بين المسؤولين والمذيعين، في أمسية رمضانية غير تقليدية جمعت مدراء أكثر من 20 دائرة وهيئة حكومية في إمارة الشارقة بنجوم برامج البث المباشر في الإمارات، والتي أقيمت في مركز "إكسبو" الشارقة، في حضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، في محاولة لتعزيز التواصل بين الإعلام والحكومة، بما يسهم في حل المشكلات والتجاوب مع الاقتراحات التي يقدمها المستمعون والمشاهدون.
وشارك في الجلسة التي أدارها مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة محمد خلف، الإعلامي عبدالله بن خصيف (أبو راشد)، مقدم برنامج "الرابعة والناس" في إذاعة "عجمان"، والإعلامي راشد الخرجي (أبو عمر)، مقدم برنامج "البث المباشر" في إذاعة "نور دبي"، والإعلامي محمد غانم مصطفى، مدير عام إذاعة رأس الخيمة.
وأشاد رئيس مركز الشارقة الإعلامي الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، بالدور الذي تلعبه برامج البث المباشر، في تعزيز التواصل بين الحكومة والجمهور، ووضع الحلول المناسبة للقضايا المختلفة، موضحًا أن هذه البرامج بدأت تحظى بالاهتمام المتزايد في الأعوام الأخيرة، بسبب مصداقيتها العالية وسرعتها في إيصال المعلومات، وكذلك بفضل توظيفها لمواقع التواصل الاجتماعي كأداة إعلامية جديدة تساعد هذه البرامج على الوصول إلى جمهور أوسع وأكثر تفاعلاً، كما تعزز هذه البرامج من ثقافة الحوار وتبادل الرأي حول مختلف الموضوعات والقضايا التي يمكن أن يعرضها الجمهور.
وحضر الجلسة، خمـيس بن سالم السويدي، رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، ومحمد علي النومان، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، و علي سالم المدفع، رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وهناء السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعة، والمستشار سلطان بن بطي المهيري، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، ورياض عبدالله عيلان، مدير عام بلدية مدينة الشارقة، وخالد جاسم المدفع، مدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وحسين محمد المحمودي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، والدكتور خالد المدفع، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، وأسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي، والمهندس خالد بن بطي المهيري، مدير دائرة التخطيط والمساحة بالشارقة، وخليفة الشيباني، مدير عام وقاية، وهشام المظلوم، مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام، وعائشة سيف، أمين عام مجلس الشارقة للتعليم، والدكتور جاسم خلفان، ناشط وطني وكاتب اماراتي، وعدد من الشخصيات الثقافية والفكرية والإعلامية.
وأكد مدير مركز الشارقة الإعلامي أسامة سمرة، أن هذه الجلسة أوجدت فرصة مهمة للحوار المباشر بين مقدمي هذه البرامج والمسؤولين، خصوصًا أن إمارة الشارقة تعمل منذ عدة أعوام على بناء منظومة متكاملة للاتصال الحكومي تنفيذاً لتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجاءت برامج البث المباشر لتعزز من هذه المنظومة، مشيراً إلى أن هذه البرامج تتجاوز دورها في حل المشكلات، حيث أصبحت تساهم في دعم المجتمع، من خلال تنظيمها ومشاركتها في حملات جمع التبرعات لأغراض خيرية وإغاثة، وإطلاق حملات التوعية المختلفة.
واستهل الإعلامي راشد الخرجي، مشاركته في الجلسة بتقديم نبذة سريعة عن تاريخ برامج البث المباشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كان لها ذكريات حافلة بالحنين إلى الأعوام الأولى من تاريخ الدولة، ومحدودية وسائل الإعلام وأدوات التواصل في تلك الفترة، ملافتًا إلى أن أقدم برنامج للبث المباشر عرض للمرة الأولى في شهر أكتوبر 1983 عبر أثير إذاعة دبي، وكان يبث لمدة ساعة واحدة يومياً، يقدم خلالها المذيع أخبار حركة مطار "دبي الدولي"، التي كانت تهم قطاعاً كبيراً من الناس في تلك الفترة، بسبب ارتباط حركة الطائرات بالنشاط التجاري والسياحي، إلى جانب تقديم نبذة عن أسعار الخضراوات والفواكه في سوق دبي، موضحًا أن هذه البرامج شهدت تطورات عديدة على مدار الأعوام اللاحقة، وأصبحت تتواصل مع المستمعين، وتستضيف المسؤولين، وتقدم العديد من الفقرات الإخبارية والمعلوماتية والتوعوية.
وذكر الخرجي، أن مداخلات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في برامج البث المباشر، شكلت حافزاً ودافعاً قوياً للمسؤولين من مدراء وممثلي الجهات الحكومية للمشاركة في هذه البرامج، حيث جعلت مداخلات سموه التواصل مع المسؤولين أسهل وأسرع.
وأشاد الخرجي بالتجاوب الكبير من قبل الدوائر والهيئات الحكومية في الشارقة مع برنامج "البث المباشر" في إذاعة "نور دبي"، مؤكداً أن المستمع بالنسبة للإذاعة يعتبر مثل الزبون في الشركة، وبالتالي لا تريد الإذاعة أن تخسر مستمعاً واحداً، مهما كان رأيه، ولكن عليه الالتزام بأدبيات الحوار والنقاش، لأنه هذه البرامج تحظى بمتابعة كبيرة داخل وخارج دولة الإمارات، وعليها أن تقدم صورة إيجابية عن طريقة التعامل مع مشكلات المواطنين والمقيمين وقضاياهم المختلفة.
ونفى أن، تكون برامج البث المباشر أو مقدموها "بعبعاً" لتخويف المسؤولين، مشيراً إلى أن هذه البرامج وجدت لإيصال صوت المستمعين والمشاهدين إلى الحكومة، مضيفاً أنه لا يمانع عرض المشكلات الشخصية في البرنامج لأنها تحمل أحياناً أبعاداً توجيهية، كما أن الاستماع إلى مشكلة شخص معيّن قد تفيد قطاعاً واسعاً من المستمعين وتتحول إلى قضية رأي عام، مؤكداً أن إذاعة نور دبي تحرص على تثقيف المستمع وتوعيته بالأمور القانونية والاجتماعية التي تساعده على مواجهة المشكلات التي قد يمر بها في حياته.
وبين الإعلامي عبدالله بن خصيف، أن التطور الأبرز في مسيرة برامج البث المباشر يتمثل في كونها أصبحت وسيلة لقياس رضا العملاء، وهو ما يزيد من تأثيرها وشعبيتها، بدليل مشاركة المسؤولين الحكوميين في الرد على ملاحظات وآراء المستمعين، نافياً ما يقوله البعض من أن هذه البرامج تركز على المديح أو الإطراء على بعض الجهات، مؤكداً في هذا الخصوص أن شكر الناس مطلوب إذا كانوا يقدمون شيئاً جيّداً يستحق الشكر.
وتابع بن خصيف، أن اتصالات حاكم الشارقة مع برامج البث المباشر، عززت من نجاحها، وأوجد نوعاً من الشفافية الضرورية في العمل الإعلامي، مشيراً إلى أن التنوع في هذه البرامج يزيد من نسبة متابعتها لأنه يمنح المستمعين مساحات أوسع للتواصل مع المسؤولين، كما يثري الحوار ويجعله أكثر تكاملاً، من خلال إتباع كل برنامج لأسلوب معيّن في حل المشكلات أو طريقة عرضها، مطالباً بأن تتمثل النقلة التطورية القادمة في هذه البرنامج بالارتقاء في أدائها ليواكب تطورات العصر.
وشدد محمد خلف، أن الهدف من هذه الجلسة هو الاستماع إلى آراء المسؤولين في الجهات الحكومية حول برامج البث المباشر، وكيفية تعزيز التواصل بين الحكومة والجمهور، مثمناً مبادرة مركز الشارقة الإعلامي إلى إقامة هذه الجلسة الرمضانية التي تتيح الفرصة للعاملين في هذه البرامج وللمتابعين لها والمستمعين إليها لمناقشة القضايا التي تقرب وجهات النظر بين الجانبين، وتحقق الفائدة المرجوة من برامج البث المباشر، التي ما وجدت أصلاً إلا لخدمة الجمهور، ومساعدته على حل القضايا التي لا يجد سبيلاً لحلها بنفسه.
واعتبر خلف برامج البث المباشر، مثل صناديق الشكاوى والاقتراحات في الدوائر الحكومية، ولكنها تكون على الهواء مباشرة، والهدف واحد وهو حل المشكلات، مؤكداً أن عدم مبادرة جهة ما إلى حل مشكلات المتعاملين معها، يدفعهم للجوء إلى البث المباشر، باعتباره الجهة القادرة على الوصول إلى المسؤولين وبالتالي حل المشكلات العامة، وأحياناً الشخصية منها، مضيفاً أن برامج البث المباشر أصبح لها حضورها الإعلامي البارز، في الإذاعة والتلفزيون، ولها جمهور كبير يتابعها حتى من خارج دولة الإمارات لما تتميز به من قدرة على تذليل عقبات التواصل بين الحكومة والمسؤولين.
وشهدت الجلسة، العديد من المداخلات والتعليقات من مدراء ومسؤولي الدوائر والهيئات الحكومية في إمارة الشارقة، الذين أشادوا بدور برامج البث المباشر في تعزيز تواصلهم مع الجمهور، وتوفير قناة جديدة للتعرف على آراء أفراد المجتمع حول الخدمات التي يقدمونها، كما استعرضوا بعض الملاحظات السريعة التي تسهم في تسريع الرد من قبل الجهات الحكومية المختلفة على اتصالات المستمعين بما يحافظ على جودة الخدمات الحكومية في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيسدل الستار، الأربعاء، على الدورة الثالثة من المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي مع جلسة "حوار الفريج" التي يشارك فيها كلٌ من حسن إبراهيم الفردان، رئيس مجموعة الفردان، ود. فاطمة الصايغ، أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات، ود. حمد بن صراي، أستاذ التاريخ القديم في جامعة الإمارات، وأحد خبراء "اللؤلؤ" البارزين في العالم، وسيدير الجلسة التي ستتناول جوانب تراثية وتاريخية من الحياة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، عبد العزيز المسلم، مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.