الإعلاميين العرب

يحتضن معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، ردهة تختلف بحضورها عن باقي الأماكن في المعرض، وهي ردهة الإعلاميين التي ينقل من خلالها الصحفيون والإعلاميون المتواجدون فيها، أخبار المعرض والفعاليات إلى جميع الوسائل الإعلامية المختلفة، سواءً أكانت قنوات تلفزيونية أو إذاعية أو صحف ومجلات إلكترونية تنتشر في كافة أنحاء العالم.

وتم تجهيز مركز إعلامي خصيصًا لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، يوفر كافة الخدمات الإعلامية واحتياجات الإعلاميين، من خلال تجهيزه بمختلف الأدوات التقنية وأجهزة الحاسوب المحمولة، وشاشات تلفزيونية لنقل الأحداث مباشرة من قلب الفعاليات للإعلاميين، ويقدم لهم ما تنقله المحطات الفضائية من تغطيات لفعاليات المعرض.

واتفق الإعلاميون، في استطلاع حول رأيهم وبخاصة المشاركين والضيوف في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورتها الرابعة والثلاثين، وما مدى اختلاف هذه الدورة عن الدورات السابقة، وآرائهم في بالتنظيم والندوات المقامة في المعرض، ونوعية الكتب المتواجدة ومدى تنوعها، اتفق معظم الإعلاميين على أن المعرض في تطور مستمر عن الدورات السابقة، ويثبت تواجده عاماً عن آخر.

وأشاد الإعلاميون بالتنوع الثقافي والفكري والفني في المعرض، وثمنوا التسهيلات والخدمات التي يقدمها لهم، وتوفيره للمعدات والوسائل التي تسهل لهم نقل مجريات الأحداث والفعاليات من معرض الشارقة الدولي إلى مؤسساتهم الإعلامية التي يعملون فيها، وأكدوا أن فريق العمل المعني بمتابعة شؤون وقضايا الإعلاميين الضيوف على درجة عالية من المسؤولية والكفاءة.

وقال عمر عبد الرازق من إذاعة "بي بي سي" العربية: "إنّ معرض الشارقة الدولي للكتاب يعتبر مناسبة نادرة للتواصل مع الكثير من المبدعين والمفكرين والمثقفين المتواجدين بالمعرض، والوصول إليهم بسهولة عندما تجدهم تحت سقف واحد "، كما دهش من مستوى ونوعية التنظيم وحجم إقبال الجمهور على المعرض.

وأكدت أنيسة كبراك من برنامج عالم الكتب في إذاعة "بي بي سي" العربية أن معرض الشارقة الدولي للكتاب، قدم لها فرصة متميّزة لتبث برنامجها لعدة حلقات من داخل المعرض، مضيفة بأنها لم تكن تتصور هذا العدد الهائل من الحضور للمعرض، ومدى التنوع والاختلاط في الثقافات والجنسيات المتواجدة، وفرصة للقاء المبدعين والمفكرين، فالتقينا الكثير من الأدباء مثل هدى بركات ومحمد المنسي قنديل وغيرهم الكثير".

أما رئيس القسم الثقافي في صحيفة عُمان عاصم الشيدي، فقال: "يعتبر معرض الشارقة الدولي للكتاب من أهم المعارض في دول الخليج ولربما في العالم ككل، وتأتي هذه الأهمية من ناحيتين، الأولى الفعاليات الضخمة المقامة به، إذ حولت المعرض من مكان لعرض الكتب فقط إلى صرح ثقافي وفكري يجمع نخبة من أهم المفكرين والثقافيين والإعلاميين في الوطن العربي والعالم، والناحية الأخرى حجم الفعاليات في المعرض التي تناسب أفراد العائلة كافة".

أما هبة فهمي، الأستاذة في الجامعة الأميركية والمذيعة في قناة مصر، فقالت: "معرض الشارقة الدولي للكتاب من الأحداث الثقافية التي أحرص في كل عام على مشاهدتها".

وأضافت هبة: "التنظيم السهل للندوات ودور نشر يسهل تغطية الفعاليات، والتطور يظهر في كل دورة عن الأخرى من خلال التوسع إقليمياً، فأصبح المعرض يغطي عدداً أكبر من الدول، وذلك يساعد على فتح آفاق جديدة، والتعرف على ثقافات أخرى، ونتمنى إقامة ندوات تفاعلية وورش عمل للخروج بأفكار جديدة".

كما أعربت عن سعادتها بمشاهدتها حفلات توقيع الشباب لإصداراتهم الجديدة، وتمنت التركيز على الشباب أكثر في الدورات المقبل، وأن يكون لهم ركن خاص في المعرض.

وقالت مذيعة في قناة "الحياة" المصرية سالي شاهين: "يعتبر معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد معارض الكتب التي تبحث عن القارئ والمثقف والناشر وكل العاملين في الكتابة، وتوفر لهم مساحات وفضاءات حميمية، وتجمعهم ضمن سقف واحد", وأضافت أن اختيار ضيوف يحملون هذا الثقل الفكري والثقافي، يزيد من نجاح المعرض، وأشادت بتنظيم الرائع الذي يظهر بوضوح في كل التفاصيل التي تتعلّق بالمعرض.

أما جعفر العقيلي وهو كاتب وإعلامي فقال: "لا أعرف إن كان من حسن الطالع أن المعرض يشهد تنافساً مع نفسه عربياً، لكونه سوقً ثقافياً عصرياً بامتياز، فمنذ خمسة أعوام وأنا أشهد التطور الواضح في المعرض على صعيد الكم والنوع، كما هناك فعاليات يتزايد عددها وهناك ضيوف نوعيون يتم استضافتهم في المعرض من جميع دول العالم".

وأشار إلى أن الدعوة التي أطلقها عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بعقد مؤتمر ثقافي ديمقراطي عربي، هي دعوة لا بد من بلورتها وإنضاجها، مضيفًا أنه يعتقد أن إمارة الشارقة هي خير من يشرف على تنفيذها.

وبدوره قال علاء عمران من صحيفة "الجمهورية" في مصر: "هناك إقبال شديد منذ بداية الدورة، وتنوع كبير في الحضور والضيوف ودور النشر، وهناك تزايد بالتواجد الإعلامي المتميّز، والمعرض في تطور مستمر، من حيث نوعية الكتب المتوفرة، والجوائز المقدمة التي أّثّرت المعرض وأعطته المزيد من الأهمية".

وقالت مديرة تحرير ملحق "حياتنا" في صحيفة "الغد": فريهان الحسن، :"شعرت من خلال حضوري لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بأن القراء مازالوا بخير، وأن الثقافة العربية والمحتوى العربي يجدان مكانهما في المعرض"، وأكدت بأن الشارقة هي منارة الثقافة والأدب على المستوى العالمي والعربي، وترسيخ دعائم المعرفة هي أهم مخرجات الشارقة الثقافية.

كما ثمنت دور المعرض الذي أعطى الأطفال جزءًا كبيرًا من الفعاليات، فذلك يساعد في تأسيس جيل مثقف ومتعلّم يهوى القراءة ، وشكرت بدورها المركز الإعلامي الذي سهل مهمة تقديم المعلومة على الرغم من كثرة الفعاليات الموجودة.

ومن جانبه قال محمد جرادات، من صحيفة "الإمارات اليوم": "حقق معرض الشارقة الدولي للكتاب مكانة مهمة في عالم المعارض والكتب، على مدار 34 عاماً، ولا يُنظر إليه كمكان لبيع وتسويق الكتب، بل مهرجان ثقافي فكري، وهو محطة لقاء وتفاعل وتواصل بين مثقفين كثر من داخل دولة الإمارات ومن مختلف بلدان العالم".

وأضاف: "يتميّز المعرض بإقبال كبير من جمهور القراء والباحثين والمشتغلين في القراءة عموماً، حيث يجد كل منهم ما يريده من الإصدارات والوسائل التعليمية، ولا رقابة على الكتب في المعرض، وهو ما ساهم في تعزيز مكانته، ولا تتجاوز الرقابة موضوعي حقوق الملكية الفكرية والأسعار".

أما نجلاء قموع، وهي صحفية في مؤسسة الصباح التونسية، فقالت: "المادة الإعلامية الثرية المختصة الدقيقة  جمعت الكثير من العناوين، وهي نقطة إيجابية في معرض الشارقة للكتاب"، وأضافت بأنها وللأسف لم تجد العديد من الكتب باللغة الفرنسية، وتمنت توسيع حجم المشاركة من قبل دور النشر المتخصصة في الكتب الصادرة باللغة الفرنسية.

وقالت كِنانة عيسى من صحيفة "القدس" الفلسطينية، إنّ معرض الشارقة قادر على أستقطاب هذا العدد من دور النشر،وقادر على أستمرار طوال هذه السنوات فهو دليل كافي على نجاحه، وأضافة بأنها تأمل بالتنوع الجغرافي أكثر بالشخصيات الموجودة وأحضار شخصيات فنية أكثر وأعطاء المزيد من الوقت في ندوات لمناقشة الضيوف .

وأما دارين شبير من صحيفة "البيان" فقالت إن معرض الشارقة الدولي للكتاب يشهد باستمرار تطورات وإضافات كمية ونوعية على مختلف الصعد، وهو ما ينعكس إيجاباً على حجم ونوعية المشاركة المحلية والعربية والعالمية فيه، وأضافت بأنها كانت تتمنى بأن يبقى التركيز كاملاً على الكتب، وعدم إدخال الجانب الإلكتروني من أجل تشجيع الأطفال على القراءة، والتقليل من تعلّقهم بالأجهزة الحديثة، التي أصبح استخدامها بشكل مبالغ فيه في يومنا هذا.