القاهرة ـ محمد الشناوي
دافع المذيع المصري مدحت شلبي، مقدّم برنامج "مساء الأنوار كمان وكمان" على قناة "أم بي سي مصر 2" والمعلّق على مباريات الدوري المصري لكرة القدم التي تنقلها القناة ، عن الفضائيات الرياضية، نافياً بشدة مسؤولية الإعلام الرياضي عن المذبحة التي وقعت الأحد خارج أسوار استاد الدفاع الجوي، الذي استضاف مباراة كرة قدم بين فريقي الزمالك وانبي، مستغربًا اتهامهم بالتسبّب في الفتن.
وتحدّث شلبي عن "فوضى عارمة تضرب مصر" منذ ثورة 25 كانون ثاني/ يناير2011، والتي طاولت الإعلام في رأيه، مستغربًاً "حالة الفرح" التي انتابت مذيعي برامج "التوك شو" السياسية على الفضائيات المصرية لتأجيل مباريات دوري كرة القدم المصري. وأضاف "للأسف الشديد، حرّض بعض الزملاء من الإعلاميين الذين يدركون حجم المنافسة بين برامجهم السياسية والبرامج الرياضية، على وقف مباريات الكرة أملاً منهم في أن يؤثر هذا القرار في شعبية البرامج الرياضية التي تحظى بأكبر نسبة مشاهدة في مصر والعالم العربي، وتحقّق دخلاً كبيرًاً كونها تنال النسبة الأكبر من كعكة الإعلانات".
واعترف شلبي بأنه كان واحداً من بين نجوم "التوك شو الرياضي" الذين طالبوا بعودة حضور الجماهير مباريات الكرة، واصفًاً الملاعب من دون جماهير بالجسد من دون روح.
وكانت اتهامات وُجهت إلى شلبي ومقدّمي برامج رياضية آخرين على الفضائيات المصرية، بأنهم ضغطوا على السلطات واتحاد الكرة وأجهزة الأمن لدفعها إلى إلغاء قرار حظر دخول الجماهير إلى المباريات، الذي كان صدر عقب مذبحة بورسعيد التي وقعت قبل 3 سنوات في مباراة لكرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي، وأدت يومها إلى مقتل أربعة وسبعين من مشجّعي الأهلي.
وطاولت الاتهامات مقدّمي تلك البرامج والقائمين عليها، على أساس أن عودة الجماهير ترفع من أسعار الإعلانات على فضائياتهم، لكن شلبي أكد أن الأمل كان يحدوه وزملاءه في اكتمال مشهد الشاشة عند نقل المباريات بحضور الجماهير، وقال: "كنا نأمل في أن يستفيد الجميع ويتّعظون من حادثة بورسعيد، معتقدين أن ذكريات الماضي الأليمة لهذا الحادث قد علّمتنا دروساً ثمينة. ولا بد أن نذكر هنا أن روابط المشجعين ظلّت تضغط وتطالب بحضور الجماهير لتشجيع فرقها واللاعبين والمدربين والعاملين بالمجال. كما أن هناك آخرين أيضاً طالبوا بحضور المشجعين". وأضاف شلبي: "ونحن كمذيعين ومقدّمي برامج، لدينا شعور بأن الحضور الجماهيري يضفي على المباريات مناخاً حيوياً".
وأقرّ شلبي بأن البرامج والفضائيات الرياضية صارت جزءاً من صناعة كرة القدم، وبأن أموالاً ضخمة تُستثمر في مجال البثّ الرياضي.
وبِشأن ما يقال عن أن الإعلام الرياضي كان سبباً في توحّش روابط المشجّعين، خصوصاً مشجّعي النادي الأهلي المعروفين بـ "أولتراس أهلاوي"، ومشجّعي نادي الزمالك المعروفين بـ "وايت نايتس"، لاستضافته قادتهم في البرامج وعرض أنشطتهم والدخول معهم أحياناً في صدامات، قال شلبي: "
ظهرت هذه الروابط في عام 2007، وفي غضون أشهر قليلة فرضت نفسها على الجميع عندما ضمّت عشرات الآلاف من الأعضاء، فضلاً عن ابتكارها طرقاً جديدة للتشجيع ووقوفها خلف أنديتها، بحيث صارت جزءاً من المنظومة الرياضية، ولم يكن في مقدورنا إلا تغطية أنشطتها وعرضها".
واعتبر شلبي أن الخلط بين السياسة والرياضة سبّب كوارث لمشجّعي الكرة والبرامج الرياضية على حدّ سواء، مضيفاً: "الإعلام مهنة قائمة على المنافسة. وقد ظلت برامج التوك شو السياسية تحظى بنسبة مشاهدة عالية وتحقّق أرباحاً لقنواتها، حتى جاءت البرامج الرياضية لتتفوّق عليها، فبدأت حرب الإعلانات والسباق على كسب نسب المشاهدة، إلى درجة جعلت بعض الزملاء من مقدّمي البرامج السياسية يتّهم نجوم الإعلام الرياضي بالتسبّب في كوارث أمنية، علماً أننا كنا دائماً في برامجنا ننأى بأنفسنا عن الخوض في مواضيع سياسية مركّزين على الأنشطة الرياضية، ولا سيّما كرة القدم. لكن الطامة الكبرى حدثت بعد 25 كانون الثاني 2011، عندما أظهر بعض نجوم الكرة انتماءاته علناً وداخل الملاعب".