"الغارديان"

تفاجأ القرَاء في بريطانيـا خلال اطَلاعهم على الصحف الصادرة صباح الخميس من أجل التعرف على ما تفعله الحكومة بشأن الأطفال اللاجئين السوريين غير المصحوبين، حيث أصابتهم الحيرة مع قراءة العناوين الرئيسية. وذكرت صحيفة "الديلي ميل" فيما نشرته من رواية بأن ديفيد كاميرون رفض الدعوات باستقبال ثلاثة آلاف طفل لاجئ من أوروبا، في حين جاءت القصة الواردة بالصفحة الأولى لصحيفة "الغارديـان" لتقول بأن كاميرون قد عدَل عن رأيه وقرر استقبال بعض الأطفال السوريين غير المصحوبين والذين قدموا إلى أوروبـا.

وحثَت منظمة "إنقاذ الطفولة" وغيرها من المنظمات ديفيد كاميرون على استقبال ثلاثة آلاف من الأطفال السوريين غير المصحوبين من أوروبـا. وعلى الرغم من اختلاف العناوين الرئيسية لصحيفتي "الديلي ميل" و"الغارديان"، إلا أن تناول القصة لم يكن متعارضًا. حيث ركزت صحيفة "الغارديان" على حقيقة أن الأطفال اللاجئين سيتم فتح الباب من أجل دخولهم إلى بريطانيـا قادمين من أوروبا، إلا أنها لم تذكر بأن الأعداد ستصل إلى ثلاثة آلاف.

 ونجد على الجانب الآخر، أن "الديلي تليغراف" تسير على نهج "الديلي ميل" في الكشف عن رفض كاميرون للنداءات باستقبال ثلاثة آلاف طفل مهاجر من أوروبا، إلا أن القصة التي وردت في صحيفة "الديلي ميل" أشارت إلى أن عدد محدود من الحالات للأطفال اللاجئين في اليونان أو إيطاليـا قد يتم السماح بدخولهم بريطانيا.

ويتساءل البعض بأنه ليس من غير المألوف بالنسبة للصحف ذات التوجهات السياسية المختلفة لتفسير الأحداث نفسها بطرق مختلفة، إلا أن جزءًا من التفسير ربما يكون راجع إلى حقيقة وجود ما لا يقل عن إثنين من الإصدارات لبيان صحافي صادر عن وزارة الداخلية حول هذا الموضوع ولكن باختلاف كبير.

وجاءت أحد هذه البيانات الصحافية والتي حصلت عليها "الغارديان" مساء الأربعاء بأن حكومة بريطانيا ستلتزم بتقديم مزيدًا من الموارد للمكتب الأوروبي لدعم اللجوء من أجل مساعدة اليونان وإيطاليا في التعرف على المهاجرين بما في ذلك الأطفال، الذين يمكن جمع شملهم مع أفراد الأسرة المباشر في أماكن أخرى في أوروبا بموجب لائحة دبلن.

 وكشف إصدار آخر من البيان الصحافي الذي تم إرساله من قبل وزارة الداخلية وحصلت على نسخة منه صحيفة "الديلي ميل" صباح الخميس، أنه كان مختلفَا. حيث جاء مضمونه بأن حكومة بريطانيا ستلتزم أيضًا توفير المزيد من الموارد لمكتب الأوروبي لدعم اللجوء من أجل المساعدة في البؤر الساخنة مثل اليونان وإيطاليـا في تحديد وتسجيل الأطفال المعرضين للخطر بمجرد وصولهم إلى أوروبا.

 وذكر البيان أيضًا بأن بريطانيا أرسلت بالفعل خبراء لكلا البلدين للمساعدة في الوضع الراهن. وطلب وزير الداخلية كيفن هايلاند مفوض مكافحة الرق لزيارة المنطقة وتقييم أكثر ما يمكن القيام به لضمان حماية الأطفال اللاجئين غير المصحوبين من المهربين.