لندن ـ كاتيا حداد
تم تبرئة 4 من كبار صحافيي "ذا صن" البريطانية، بما في ذلك نائب رئيس التحرير ورئيس التحرير التنفيذي، خلال محاكمة تاريخية، من اتهامٍ برشوة موظفين حكوميين.
وأخلي سبيل جون كاي (71 عامًا) كبير المراسلين من محكمة أولد بيلي في لندن؛ بعد اتهامه بالتآمر مع مسؤول في وزارة الدفاع بيتينا جوردن باربر، ودفع رشوة قدرها 100 ألف جنيهٍ إسترليني؛ للحصول على أخبار ذات صلة بالجيش.
وبعد تداول لمدة 10 أيام، صدر قرار ببراءة كل المتهمين معه، وهم نائب رئيس التحرير جيف وبستر (55 عامًا)، ورئيس التحرير التنفيذي فيرغوس شاناهان (60 عامًا) من الاتهام ذاته.
كما تم تبرئة وبستر من الاتهام الثاني وهو رشوة جندي من أجل خدمات غير معروفة.
وتم تبرئة الصحافي الرابع المحرر الملكي، دنكان لاكرومب من اتهام منفصل وهو مساعدة وتحريض المدرس في كلية ساندهيرست العسكرية، جون هاردي، والذي شارك في حرب الخليج، إذ اتهم بتلقي أكثر من 23 ألف جنيهًا إسترليني من صحافيي "ذا صن" مقابل تسريبات عن كلٍ من الأمير هاري، والأمير ويليام وغيرهم ممن درسوا في الأكاديمية العسكرية.
وفي السياق ذاته، تم تبرئة ساحة كلٍ من هاردي وزوجته كلير، من سوء استغلال المناصب العامة.
كما يمكن الإفادة بأن جوردن باربر، الذي كان يعمل مخطط استراتيجي في وزارة الدفاع، حُكم عليه بالسجن لمدة 12 شهرًا في كانون الثاني/ يناير الماضي لاستغلال منصب عام.
وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن مشاهد الفرح غمرت بهو الطابق الأول خارج المحكمة؛ حيث أدرك جميع المتهمين الستة أن قضيتهم التي استمرت لمدة ثلاث سنوات انتهت، كما أجهش لاكرومب بالبكاء وعانق زوجته وفريقه القانوني، بعد سماع الحكم، ثم صرح "لا أستطيع أن أحتفل بالبراءة اذا استمرت هذه المطاردة ضد صحافيي ذا صن".
وعندما سئل عن شعوره أثناء الانتظار وعند سماع حُكم البراءة، أكد: لم أكن أشعر بالخوف، بل بالغضب داخلي وداخل زملائي لمجرد المضي قدمًا خلال تلك التجربة، أنا ممتن لهيئة المحلفين في السماح للمنطق أن يسود، لكن الأمر سيستغرق مني سنوات للتعافي من الاشمئزاز الذي شعرت به من معاملة الشرطة".
وذكر كاي، الذي وُصِفَ في المحاكمة بأنه "أسطورة حقيقية": ما حدث مصدر ارتياح كبير، فقد كانت الثلاث سنوات قطعة من الجحيم المطلق، الاتهامات كلها مثيرة للسخرية، لقد كانت مسألة ينبغي تناولها في نطاق الإجراءات التأديبية، وليس محكمة قانونية.
وأضاف شاناهان أنه ممتن لهيئة المحلفين على الرغم من أن الحقيقة أخذت وقتًا طويلاً لتظهر في صورة أحكام، في إشارة إلى اضطرار المحكمة لنظر عددٍ هائلٍ من القضايا، أنا أعلم بأنه سيتم تبرئتي في أقرب وقت، عندما أعلن رئيس هيئة المحلفين أن كاي غير مذنب؛ إذ قال رئيس لجنة المحلفين إنهم لم يتمكنوا من العثور على أيّة إدانة لشاناهان ولو بالتستر، كنت أرتجف بشدة.
وذكر: من الواضح أنها لحظة سعيدة بالنسبة لي، ولكن علينا أن نكون واضحين، هذه ليست لحظة سعيدة لأشخاص آخرين مازالوا قيد المحاكمة، في إشارة إلى 10 صحافيين آخرين من صحيفة ذا صن يواجهون حاليًا المحاكمة أو يواجهون اتهامات مماثلة.
وسينظر لأحكام البراءة بمثابة ضربة كبرى إلى جهاز الادّعاء، الذي اتهم حتى الآن 24 صحافيًا من ذا صن والصحف الأخرى كجزء من التحقيق، وسمي "عملية إلفيدينOperation Elveden" إذ اتهم الصحف بالدفع للحصول على قصص إخبارية.
وذكر المحرر السياسي السابق لصحيفة ذا صن، تريفور كافانا، وهو الآن كاتب عمود فيها، أن زملاءه أجبروا على المرور من خلال "المطهر"، وأنه يشعر بالأسف لجوردن باربر، الذي اعترف بأنه مذنب لسوء استغلال المناصب العامة منذ عامين.
ووصف الأحكام بأنها "دفاعًا عما نعتقده دائمًا أن الصحافي ينبغي أن يحقق في جميع القصص التي يكون للجمهور الحق في معرفتها".
كان دفاع كلٍ من كاي ولاركومب دفعوا بأن جميع القصص التي سربت كانت في المصلحة العامة، وكان من بينها الكشف عن جندي بريطاني متهم بضرب سجين حرب عراقي حتى الموت العام 2004 والتحقيق مع جندي وجد معه صور اعتداء على الأطفال على هاتفه.
بما في ذلك فضح قصص أخرى تتعلق بالبلطجة والانتحار في ثكنة ديبكت ونقص المعدات خلال حربي العراق وأفغانستان.
وذكر لاركومب: كانت تقارير الأمير هاري والأمير ويليام ضمن الجهود المشروعة لتوضيح ما إذا كان أفراد العائلة المالكة يحصلون على معاملة خاصة في ساندهيرست أم لا.