دمشق- ميس خليل
أصدر الكاتب المخضرم وليد معماري مجلة خاصة تحمل اسم "مسارات" وهي مجلة شهرية اجتماعية متخصصة بشؤون الثقافة والفن والمنوعات إضافة إلى الإبداعات من قصة وشعر ونقد. وصدر العدد "صفر" التجريبي في ثمانين صفحة بطباعة نظيفة وإخراج أنيق وغلاف يعبر عن معاناة مدينة دمشق التي تشع نورًا وأملًا بالرغم من السواد المحيط بها إضافة إلى هدية مجانية مع العدد، وهي عبارة عن كتاب يضم مختارات من قصص معماري أهداها إلى جيل أكثر تفاؤلًا منه.
وأكد رئيس تحرير المجلة معماري أنه يعتبر صدور المجلة بمثابة مغامرة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها سورية وهو متفائل بأن يكون لها صدى في الأوساط الثقافية وأن تحظى بنسبة قراءة عالية استنادًا إلى المؤشرات التي لمسها منذ اليوم الأول لصدور العدد التجريبي، إذ انهالت الاتصالات عليه وعلى كادر المجلة من داخل سورية وخارجها من مئات الأشخاص المهتمين بالشأن الثقافي، ما يدل على وجود عطش ثقافي لدى الناس .
وأوضح معماري أنّ "مسارات" هي تجربة صحافية غير مسبوقة في سورية لعدم وجود أية مجلة تشبهها ولما فيها من المواد المتميزة والموجهة لجميع الفئات العمرية المهتمة بالشأن الثقافي وليس للنخبة فقط، بعيدًا عن الأسلوب الأكاديمي والتنظيري، وبعيدًا عن الخطاب السياسي الذي لم يعد يجد الاهتمام الكافي لدى القراء .
وبيّن أنّ القارئ يلمس بصمة معماري واضحة في صفحات العدد الذي لا يخلو من الشغب الذي اعتاد عليه الناس في أسلوبه مع مراعاة عدم الإطالة في المواد أو أي إرباك للقارئ، فالمقال الثقافي برأيه يجب أن يعطي معلومة جديدة وأن يتم عرض هذه المعلومة بشيء من الطرافة، حتى أنه أهمل بعض القصص القصيرة التي تنطوي على السوداوية، كما أن لكل مقال حواش وعناوين فرعية وكذلك تم إعطاء مساحات بصرية للصورة التي تشد القارئ.
وعن محتويات العدد، ذكر رئيس التحرير أنه قدّم في البداية عرضًا شاملًا عن مسيرة محمد الماغوط، لكونه مؤسس قصيدة النثر في الوطن العربي ولقرب ذكرى وفاته، مشيرًا إلى أنّ العدد يضم موضوعًا عن شارلي شابلن وكيف جاء إلى دمشق، وهي معلومة جديدة ربما لا يعرفها أحد، وكذلك موضوع المقارنة بين قصيدة طريفة للشاعر الفرنسي جاك بريفيير بعنوان "كلمات" وقصيدة لنزار قباني بعنوان "وجبة فطور" تأثر فيها بقصيدة بريفيير، بالإضافة إلى مقال مهم عن نشأة المسرح الإغريقي، منوهًا في الملحق بالمجلة فكتب على غلافه "ملحق ثقافي مجاني يصدر عن مجلة "مسارات" تشجيعًا على القراءة الورقية" وضمنه سبعة من القصص القصيرة التي نال عليها الجوائز.
بدوره يعتبر المشرف العام للمجلة الشاب خالد معماري أنّ العمل كان مجازفة وهو يتولى عمليات التسويق والطباعة والإخراج والتنسيق مع كادر التحرير والعلاقات العامة، مبينًا أنّ العمل لإنجاز العدد صفر استغرق مدة شهرين من العمل المتواصل، مشيرًا إلى أنه شجع والده على القيام بهذه الخطوة منذ ما قبل الأزمة، إلا أن عدم وجود الجرأة والحافز على اتخاذ الخطوة الأولى من جهة وعدم توفر التمويل من جهة أخرى كان عائقًا إلى أن وفقنا بصديقة مهتمة بالشأن الثقافي ومتفائلة باسم الكاتب معماري فمولت المشروع.
ولفت خالد معماري إلى أنّ كلفة إصدار مجلة قبل الأزمة كانت 75 ألف ليرة سورية أما الآن فقد وصلت كلفة إصدار ألف عدد من مجلتنا إلى ما يقارب 450 ألف ليرة سورية، ويبقى التعويل على الإعلانات، معبرًا عن ارتياحه للشكل الإخراجي الذي صدرت به مجلة "مسارات"، موضحًا أنً "تتميز المجلة بحالة بصرية جديدة يلمس فيها القارئ الهدوء والتوازن البصري والوضوح اللوني بالإضافة إلى الدقة العالية في الصورة"، مشيرًا إلى إمكانية إنشاء موقع الكتروني للمجلة لنشر بعض المواد المنتقاة .
يذكر أنه شارك في تحرير العدد أسماء معروفة لأدباء وصحافيين وفنانين مثل نزار بريك هنيدي، وأسامة الماغوط، وخليل صويلح، وريمون بطرس، وزيد قطريب، وصلاح صالح وغيرهم.