كشف العديد من خبراء الإعلام والنقاد عن آرائهم حول برنامج الفنان محمد صبحي " مفيش مشكلة خالص" والذي يقدم عبر شاشة قنوات "سي بي سي". حيث يرى أستاذ الإعلام، محمود خليل بأن برنامج "مفيش مشكلة خالص"، "لا ينتمي إلى برامج "التوك شو" ولا البرامج الإعلامية بقدر ما هو فن يناقش من خلاله المشاكل التي تمر بها البلاد بطريقة ساخرة وعلى هيئة مسرحية يشترك فيها العديد من الفنانين، فهو لم يعطي المشاهد انطباع أنه محمد صبحي الإعلامي، ولكنه أكد على أنه فنان يقدم برنامجا إعلاميا هدفه توعية الناس بما يدور في البلاد بشكل مبسط، وهو نوع من البرامج التي نطلق عليها "ستاند أب كوميدي" فهو برنامج كوميدي سياسي في الوقت ذاته.

ويتابع خليل "لم نشعر بأننا نشاهد جديد، فالفنان محمد صبحي كان دائما ما يسخر من أوضاع البلد في مسرحياته ومن الأزمات التي تمر بها البلاد، لاسيما في مسلسله الأخير "ونيس والعباد وأحوال البلاد" فلم يقدم جديدا إلا أنه يناقش كل أسبوع مشكلة مختلفة، حتى إنه لم يفكر في الاستعانة بفنانين جدد، فقدم الفريق الفني ذاته الذي يشترك معه في جميع أعماله". واستدرك "لكن كعمل متكامل، هو عمل محترم لا يمكننا أن ننتقص من قيمته، وسط هذا الزخم من البرامج الإعلامية الغير هادفة".

ويقول أستاذ الإعلام محمود علم الدين "محمد صبحي فنان محترم نحترمه جميعا ونحترم جميع ما يقدمه، ولكن برنامج "مفيش مشكلة خالص" خرج من عباءة البرامج السياسية أو برامج "التوك شو" الجادة، وقدم نوع مختلف من البرامج لم يتم تقديمه من قبل في مصر، لذا هناك كثيرون يستغربونه، ولكنه شكل متعارف عليه عالميا".

وأضاف علم الدين "ولكن محمد صبحي يقدمه بطريقته الخاصة، فهو يعرض برنامج على شكل مسرحية وتمثيلة توصل المعلومة للمشاهد بطريقة مضحكة ومبسطة دون أن يقوم بعرضها بشكل مباشر، وهو بذلك خرج من اتهامه بأنه ينتقص من شخص أو يهاجم آخر". وزاد "يكفي أنه ليس برنامج خارج، وكل أسرة يمكنها أن تشاهده دون أن تخاف على أبنائها منه، لأنه لا يشبه تلك البرامج التي ترفع لافتة "للكبار فقط" مثل برنامج باسم يوسف، فعلى الرغم من أن برنامج محمد صبحي "مفيش مشكلة خالص" يقدم من المنبر والمسرح ذاته الذي كان الإعلامي باسم يوسف يقدم منه، لكن الموضوع مختلف تماما وشكل البرنامج مختلف للغاية".

وبين الناقد نادر عدلي أن "محمد صبحي لا يقدم برنامجا، بل يقدم مسرحية كل أسبوع توصف بـ "المسرح السياسي" أو "ستاند أب كوميدي"، لكن برنامج "مفيش مشكلة خالص" ليس ببرنامج إعلامي ولكنه برنامج فني من الدرجة الأولى". وأوضح عدلي أن "محمد صبحي لم يخرج من عباءة ونيس، وهو الشيء المؤسف للغاية، فحلقات مسلسل ونيس انتهى بريقها لأنه قام بتكرارها أكتر من مرة، فهو بعد أن قدم أجزائها مع الفنانة الراحلة سعاد نصر، اتجه إلى تقديم ونيس على شكل مسرحية كاملة بتفاصيل المسلسل ذاته".

ولفت إلى أن "صبحي عاد بعد وفاة رفيقة دربه "سعاد نصر" إلى تقديم مجموعة من الأجزاء الخاصة بونيس أيضا، ولكن جزء خاص بونيس وأحفاده وأخرى ونيس والعباد وأحوال البلاد وغيرها، وفي كل هذه الأجزاء كان يشاركه الفريق المعتاد من الفنان جميل راتب وغيرهما كثيرون، وجميع الأجزاء التي قدمت بعد وفاة سعاد نصر لم تحقق نجاحا، فهو لعب على نجاح شخصية ونيس مثلما قدمها في البداية، ولكن للأسف اللعب على شخصية نجحت بتكرارها أكثر من مرة يفقد بريقها وهذا ما فعله صبحي".

ويتفق الناقد محمود قاسم مع الناقد نادر عدلي، بوصف ما يقدمه برنامج محمد صبحي من برنامج تحت مسمى "مفيش مشكلة خالص" بـ "البرنامج المسرحي"، نظرا لما يحتوي من بعض المشاهد المسرحية وهو يسمى أيضا "ستاند أب كوميدي". وأشار قاسم إلى أن محمد صبحي يقدم فنا دون تفاهات ودون إسفاف، وهو ما ترفع له القبعة عليه، بعد أن انتشرت في الآونة الأخيرة البرامج والأفلام والمسلسلات التي تعدت جميع الخطوط الحمراء، ولكن برنامج "مفيش مشكلة خالص" هو برنامج فني من الدرجة الأولى.