قناة السويس الجديدة

تناولت الصحف الأجنبية الحديث عن مشروع قناة السويس الجديدة وسط حالة من الجدل بين وجهات النظر على صفحاتها، وذلك حول العائد الذي تحققه القناة الجديدة.

وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن مشروع قناة السويس الجديدة يمثل نهضة لمصر، وأن المشروع أثار حماسة وطنية، وأنهى بعض الانقسامات السياسية التي نتجت من الاضطرابات السياسية.

وأوضحت الصحيفة أنَّ "قناة السويس الجديدة تعد إنجازا للشعب المصري، الذي مول ذاتيا المشروع الوطني، وأثبت قدرته على إنجاز العمل بإنشاء القناة في عام واحد، وليس كما كان مخططا له في 3 سنوات".

وأشارت إلى أنَّ "قناة السويس أسرع طريق بين آسيا وأوروبا ويمر من خلاله 8% من حجم التجارة البحرية في العالم، بخاصة مع إدخال تحسينات على القناة بطول 120 ميلا، وبناء قناة موازية بطول 23 ميلا، ما يسهل الحركة المرورية في الاتجاهين، ويقلل فترات الانتظار للسفن".

وأبرزت أن حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي بحاجة للعملة الصعبة وانتعاش الاقتصاد، مؤكدة أنها عملت على إنتاج طوابع لافتتاح القناة وسك عملات ذهبية، وإن إنشاء قناة السويس الجديدة تمثل إنجازا للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد بعض الخبراء، أن القناة الجديدة ستزيد من ازدهار الاقتصاد المصري أكثر الدول العربية سكانا.

وذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن قناة السويس الجديدة عبارة عن مجرى ملاحي جديد بطول 35 كيلومترا والهدف منها هو السماح بحركة ملاحة مزدوجة في اتجاهين في هذه المنطقة من مجرى القناة الأساسية، وتطرح الصحيفة سؤالا مهما هو، ما الجدوى من هذا المشروع الذي تقول إن الحكومة المصرية تسوقه على أنه مشروع ضخم.

ونوَّهت الصحيفة في تقرير لها إلى أن الحكومة المصرية قدمت تقديرات شديدة التفاؤل لعائدات المشروع بحيث تزيد من عائدات قناة السويس السنوية أكثر من الضعف بحلول عام 2023 ليرفعها من نحو 3.2 مليار جنيه إسترليني حاليا إلى نحو 8.5 مليار جنيه إسترليني.

ولفت التقرير إلى أن الجدوى من المشروع قد لا تكون بهذا الحجم في الواقع، حيث تعتمد حركة الملاحة في قناة السويس على مرور حاويات النفط والغاز المسال من الشرق الأقصى والشرق الأوسط باتجاه أوروبا.

وبيَّنت المسؤولة عن التقرير روث مايكلسون، أن "المسؤولين في الحكومة المصرية عندما سئلوا خلال جولة في المشروع نظموها الأسبوع الماضي لبعض الشخصيات الاقتصادية عن مصدر هذه التقديرات لعائدات المشروع لاذوا بالصمت ولم يقدموا إجابة لكن الفريق مهاب مميش قال إنها تقديرات اقتصاديين عالميين فقط".

وعندما سألته الصحفية عن العائدات والفروق الكبيرة بين التقديرات العالمية والتقديرات الحكومية المصرية قال: "لا يمكن أن نعمم وسوف نرى العائدات الحقيقية".

واهتمت وكالة "بلومبرغ" الأميركية بمشروع قناة السويس الجديدة المقرر افتتاحه غدًا الخميس، وقالت إنَّ بناء قناة السويس القديمة استغرق حوالي 10 سنوات، ومات الآلاف من العمال عند حفرها، لافتة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض اقتراح المخططين بأن مدة بناء القناة الجديدة تكون ثلاث سنوات، وأمر بإنجاز المشروع في سنة واحدة.

وزادت الوكالة أنه بعد مرور عام، سيحتفل الرئيس السيسي غدًا الخميس، بأكبر توسعة للقناة منذ عام 1869 بحضور كبار الشخصيات بدءًا من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى نائب زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون.

وأوضحت الوكالة عدم وضوح الفوائد الاقتصادية للمشروع والتي تصفها اللوحات الإعلانية في القاهرة وساحة تايمز سكوير في نيويورك بـ"هدية مصر إلى العالم"، التي ترفع قدرة قناة السويس، وتُقصِّر مسافة إبحار على السفن طولها 193 كيلومتر تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.

وأشارت إلى أن الحكومة المصرية لم تصدر دراسات جدوى حول كيفية كسب عائدات من القناة الجديدة التي تكلفت استثماراتها 8.2 مليار دولار، مشيرةً إلى ما قاله رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش: "إن التوسيع يلبي الطلب في المستقبل، مع توقع مضاعفة حركة المرور إلى 97 سفينة يوميا بحلول العام 2023".