صحيفة الإندبندنت

أثار قرار صحيفتي "الإندبندنت" البريطانية و"السفير" اللبنانية إغلاق نسختيهما الورقية قلقًا متزايدًا في الأوساط الصحافية المصرية والعربية، إذ يلوح ذلك ببدء موجة اختفاء الصحف الورقية والاعتماد على المواقع الإلكترونية فقط، تماشيًا مع التطور التكنولوجي واعتماد شعوب العالم على الهواتف والألواح الذكية في معرفة الأخبار اليومية.

ويرى بعض الأكاديميين والمراقبين للوضع الصحافي الحالي أن الصحافة المطبوعة تواجه شبح الانقراض والاختفاء، مثلما حدث مع الرسائل البريدية والمهن الأخرى التي قضت عليها التكنولوجيا، في ما يتوقع البعض أن تطوير الصحافة الورقية سيكون السلاح الأمثل لمواجهة شبح الاختفاء.

وأكد الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز أن الصحافة المطبوعة أو الورقية تواجه تحديات خطيرة عدة من أهمها ارتفاع أسعار الورق والتجهيزات التكنولوجية مقارنة بتكاليف إصدار الصحف الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت، وهو ما يجعل المنافسة كبيرة للغاية، ويؤخذ في الاعتبار أن الإنسان عادةً ما يميل لاستخدام الوسيلة الاتصالية التي تعطيه الخدمة الأشمل والأكثر جاذبية بأقل جهد ممكن، وبأرخص تكلفة وهنا نجد أن الصحافة المنشورة عبر شاشات الكمبيوتر تتفوق بمراحل على الصحافة المطبوعة في الوقت الجاري.

وأوضح عبدالعزيز أن الصحافة الإلكترونية مقبلة وستتسع للغاية خلال الأعوام المقبلة، في ظل عدم التطوير من الصحف الورقية وعدم التماشي مع حاجات القارئ ووجود اختلاف في الفكرة عن الموجود عبر ساحات الإنترنت حيث يجد القارئ أن ما قرأه في الصحف الورقية اليوم قد قرأه بالفعل أمس.

وهناك دراسات عالمية تشير إلى اختفاء الصحافة الورقية خلال العقد المقبل في الغرب من ثم تتجه إلى الدول العربية والأفريقية الأخرى، وأن أهم أسباب التراجع، هو بزوغ طرق بديلة لاستهلاك الأخبار مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، وذكر أحد مسؤولي توزيع الصحف في مصر أن توزيع الصحف يوميًا لا يتخطى حاجز المليون نسخة من بين أكثر من 4 مليون نسخة تتم طباعتها، وأن الصحف القومية هي التي تحظى بأكثر نسبة توزيع لاسيما صحيفة "أهرام الجمعة".

وأوضح المسؤول، في تصريحات إلى "مصر اليوم"، أن القارئ يجد الصحف الآن كلها تسير على نفس النهج وليست هناك من تختلف عن الأخرى في الفكرة والمعلومة فيلجأ إلى معرفة الأخبار عبر الإنترنت ولا يجد ما يزيد عنها في الصحف الورقية، لذلك لا يحبذ شراء النسخة الورقية والتي ارتفعت أسعارها وأصبحت تزيد عن حاجته في الفترة الأخيرة.

وتشير الخريطة الإعلامية إلى أن الفترة المقبلة ستسير فيها الصحافة المطبوعة مع الصحافة الإلكترونية عبر الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول بشكل متواز، مع تزايد الاتجاه لاستفادة الصحافة المطبوعة من شبكة الإنترنت، كما سيقل بشكل تدريجى الاعتماد على الصحافة الورقية ويزداد الاعتماد على الهاتف المحمول وشبكة الإنترنت في الاستفادة من الخدمات الإعلامية والإخبارية والمعلوماتية التي تقدم من خلال شبكات المعلومات وقواعد البيانات، أما السيناريو الثالث فيتوقع اختفاء الصحف الورقية وأن يكون الاعتماد الأساسي على المواقع والصحف الإلكترونية وهو ما قد يحدث خلال الأعوام العشرة المقبلة.