المستشار مرتضى منصور

لم يكن ما حدث في حلقة "العاشرة مساءً" واللفظ الجارح الذي تفوه به السبكي في حق الإبراشي، وأصبح بين ليلة وضحاها حديث الشارع المصري والعربي، وتعددت القضايا بعده وتحول بقدرة قادر إلى قضية رأي عام، هو الأزمة الأولى التي تقع على الهواء مباشرة وعلى مسمع ومرأى ملايين المشاهدين، باستخدام السبكي لألفاظ خارجة وإشارات غير لائقة وقامت الدنيا وقتها ولم تقعد.

سبق الحدث الكثير والكثير من الوقائع التي تم فيها استخدام عبارات وألفاظ من بينها ما هو أصعب مما حدث في "العاشرة مساءً" .

والملفت أن بعض هذه العبارات كان بطلها محمد السبكي شقيق أحمد السبكي، ولعل أبرزها ما حدث في برنامج "من الآخر" الذي كان يقدمه تامر أمين على شاشة "روتانا مصرية"، حيث نشبت مشادة كلامية ساخنة قبل عامين بين المنتج السينمائي محمد السبكي، والمنتج والموزع الراحل محمد رمزي، وتبادل الاثنان الاتهامات حول السيطرة على سوق السينمات.

ولم تكن أحداث "العاشرة مساءً" بين السبكي والإبراشي هي الأولى من نوعها التي تحدث على شاشة القناة ذاتها وفي البرنامج ذاته، فقد فوجئ الملايين في واقعة مؤسفة قبل بضعة شهور بتبادل الفنان المصري مصطفى كامل نقيب الموسيقيين في هذا الوقت، وسما المصري الشتائم على الهواء مباشرة، بعد هجوم سما عليه واتهامها له بشطب اسمها من النقابة لخدمة رئيس نادي "الزمالك" المستشار مرتضى منصور.

حيث ذكر كامل "أنا لا أحب الكلام عن سما المصري، وقرار شطبها من نقابة الموسيقيين كان بالإجماع، فلم أكن محتاج للتحقيق معها حتى أدينها، يكفي ما تقدمه من كليبات فاضحة".

وردت عليه سما المصري بجملة "القلوب عند بعضها"، الأمر الذي أثار نقيب الموسيقيين فبادرها بقوله "انتي قليلة الأدب"، فردت عليه: "وأنت كمان". 

ودائما ما يتم اتهام المستشار مرتضى منصور، باستخدام الشتائم في نقد معارضيه، ولطالما خاض معارك ودخل في قضايا واتهامه بتجاوز الخطوط أثناء انفعالاته، ومؤكد نحن جميعا نتابعه في هذا الصدد، فدائما ما تتحول آراؤه وعباراته لمادة ثرية لموقع "فيسبوك"، بل وبين الأشخاص العاديين في الشارع المصري والعربي.

فكلما اطل المستشار في أحد البرامج سواء بشكل مباشر أو عبر الهاتف خصوصا أوقات الأزمات يقوم الكثير من الصحافيين والقائمين على المواقع بالتفرغ تماما للاستماع لما سيقول وهم على ثقة بأنهم سيحصلون على مادة ثرية لجذب ملايين القراء والمتابعين.

وفي البرنامج الذي كان يقدمه على شاشة "ام بي سي مصر"، فشل الفنان خالد الصاوي في إجراء مصالحة بين زوج وزوجته خلال إحدى الحلقات على الهواء مباشرة، حيث تبادل الزوجان الاتهامات والشتائم فيما بينهما بأفظع الألفاظ، حيث اتهمت الزوجة زوجها بأنه "بتاع حشيش".

والمثير في الأمر حقا أن بداية الألفاظ السيئة التي صدمت آذان المشاهدين جاءت عبر شاشة التليفزيون المصري، فقبل خمسة أعوام من الآن تم التنبيه من قبل قيادات عليا بالإعلام المصري على كل البرامج التي تقدم على الهواء وتتلقى اتصالات هاتفية من المواطنين والمسؤولين بضرورة ضبط هذه الاتصالات والتحكم فيها بشكل أكثر سيطرة وإلا سيتم وقف هذه البرامج فورا وإحالة بعض القائمين عليها للتحقيق، وذلك بعد تكرار الكثير من الأمور المؤسفة قي برامج الهواء، وكان من بينها تلك المداخلة الهاتفية التي قامت بها الفنانة فيفي عبده على الهواء في برنامج "البيت بيتك" إثناء استضافة المطرب حكيم احتفالا بعودته وقتها من حفلات "نوبل".

وتلقى حكيم أثناء الاستضافة الكثير من الاتصالات لتهنئته من قبل بعض الفنانين والفنانات وكان من بينهم فيفي عبده التي خرجت عن النص فقالت له في البداية "عملت إيه في أوروبا يا حكيم يا ترى كلمتهم بالانجليزي ولا الفرنساوي فأجابها قائلًا لا كلمتهم بالصعيدي!!"

فضحك الجميع ثم واصلت هي "ويا ترى عملت إيه مع النسوان هناك، طبعا غصت وعمت يا عم"، هكذا قالت له على الهواء بضم الغين والعين وعلى الفور تدخل محمود سعد قائلا لها "فيفي فيه إيه بالضبط إحنا على الهوا يا فيفي !!"

وانتهى الاتصال عند هذا الحد قبل أن تسترسل هي وتتسبب في أزمة قد لا تحمد عقباها، وأعرب الكثيرون عن استيائهم بسبب الطريقة التي تحدثت بها فيفي عبده فتوالت الشكاوى وهو ما أدى كما قيل إلى صدور القرار المذكور.
 
ناهيك عن سيل الشتائم والألفاظ الخارجة التي اعتدنا الاستماع لها في برامج الجن والعفاريت وغيرها، ونفاجأ فيها بعبارات وإشارات جنسية صريحة وواضحة استغلالا لحالة الفوضى الإعلامية التي أصبحنا نعيشها، وكذلك الآمر بالنسبة لبرامج المقالب التي يقدمها بعض الفنانين في الشهر الكريم وفي مقدمتها برامج رامز جلال كبرنامجه الأخير "رامز واكل الجو"، وهاني رمزي "هبوط اضطراري" وغيرها من البرامج الأخرى، فنفاجأ في الكثير من الحلقات بشتائم وألفاظ نابية وحالات هستيرية أيضا لسنا في صدد إعادة تكرارها فقد استمع لها الملايين .