حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

والإعلاميين والخبراء والمتخصصين في مجالات العمل الإعلامي، إلى جانب عدد كبير من الطلبة والطالبات الإماراتيين من دراسي علوم الإعلام.
وقام محمد بن راشد آل مكتوم فور وصوله إلى مقر المنتدى ومرافقوه بجولة تفقديّة للمعرض المقام ضمن فعاليات منتدى الإعلام الإماراتي الأول، والذي يشارك فيه 9 مؤسسات إعلاميّة وطنيّة، علاوة على مشاركة عدد من الطلبة والطالبات دراسي علوم الإعلام، وحرص خلال على التحدث إلى الشباب المشاركين في المعرض والتعرف على نوعيّة الأعمال المشاركين بها في الحدث الأول من نوعه في الدولة، وأبدى إعجابه بما شاهده من معروضات، معربًا عن خالص أمنياته لهم بكل التوفيق والسداد في دراستهم وحياتهم العملية.
كما زار أجنحة المؤسسات الإعلاميّة الوطنيّة المشاركة في المعرض، واستمع إلى شرح بشأن ما تقدمه من خلال مشاركتها في المعرض لاسيما في اتجاه دعم جيل الشباب والتواصل الإيجابي مع طلبة الإعلام في الجامعات الوطنيّة، ويهدف المعرض إلى تقديم منصة عملية تجمع بين شقيّ المعادلة الإعلاميّة من الناحيتين الأكاديميّة والعملية بحيث يكون اللقاء فرصة للتعريف بالمجالات المفتوحة أمام الشباب للالتحاق بالإعلام كخيار مهني مجز عقب تخرجهم.
وأكدّ وزير الدولة للشؤون الخارجيّة معالي أنور محمد قرقاش، إدراك دولة الإمارات للتغير الكبير الذي أحدثته طفرة التطور التكنولوجي في العالم وأثّرت بصورة واضحة في قطاع الإعلام إلى حد التأثير في تعريف القطاع ذاته وإخراجه عن الإطار المألوف ليضم وسائل اتصال حديثة باتت تمثل جزءاً من الفسيفساء الإعلامية، حيث لم يعد الإعلام مقتصراً على المؤسسات والإمبراطوريات الكبرى التي تملك الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزة، وانضمت إلى المشهد وسائط حديثة يعبر من خلالها جيش من الأفراد المستقلين عن آرائهم ويعلقون على الأحداث وينقلون الأخبار والمعلومات، حيث كان توالي ظهور مواقع التواصل الاجتماعي منذ 2005، بداية لانتهاء المفهوم القديم للإعلام ووسائله التقليدية المتعارف عليها.
وأوضح أن محمد بن راشد آل مكتوم، هو أول قائد عربي وظّف صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال المباشر مع المواطنين والرأي العام، وهو أكبر دليل على إدراك دولتنا لتلك المتغيرات ومواكبتها إياها، منوّها بمبادرته الأخيرة بدعوة المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في العصف الذهني الأخير حول سبل تطوير التعليم والخدمات الصحية في الدولة، كخير نموذج لاستخدام مواقع التواصل بإيجابية، حيث وسعت المبادرة من دائرة مشاركة المواطنين في طرح الأفكار لتكون المبادرة إحدى تجليات المشاركة الشعبية في صنع القرار.
وأكدّ "أرى أن الإعلام ما زالت قوتهُ تتجلى في موضوعيته ومحتواه وهي قيّم تقليدية لا يمكن للتقنية الحديثة أن تقوّضها، فمازلنا جميعاً نبحث عن المعلومة الدقيقة والتحليل المحايد ووجهة النظر التي تحترم عقولنا، وأرى شخصياً أن هذا الجانب مهم و يعزز مكانة الإعلام الإماراتي".
وأشار قرقاش في كلمته إلى مخاطبة الإعلام الإماراتي للتنوع الذي يمثّل تجربة الإمارات، وأوضح "لا غريب في ذلك، فهناك شريحةٌ واسعة من القراء والمتابعين الذين يتحدثون لغةً دون أخرى، وهذا التنوع نلمسه جميعاً في صحفنا وفضائياتنا وإذاعاتنا، بل التقنية الحديثة أضافت إلى الإعلام أصواتاً جديدة. ومع أن هناك بعض الجسور التي تربط هذه الجزر، إلا أن المشهد الإعلامي في الإمارات يبقى مُعبِّراً عن هذا التنوع بكل إيجابياته وسلبياته، وأرى شخصياً أننا إلى الآن مازلنا في بداية الخطوات نحو خلق منهجيةٍ أفضل نحو الموضوعيةِ والاهتمام بالمحتوى والاستثمار الأفضل للتنوع في المشهد الإماراتي."
وأعرب عن ثقته في أن التقنية الحديثة تضعنا أمام فرص جديدة، ومثال على ذلك أن بعض الحالات تتخطى فيها أعداد متابعي المواقع الإلكترونية للصحف بمراحل أرقام قراء نسخها الورقية، موضحًا أن الفرصة تكمن في إمكانية البناء على نجاح دولة الإمارات والتعبير عن قيم هذا النجاح واستثمار ذلك كله في القدرة على التأثير والانتشار.
واستطرد "لا أخفي عليكم أنني من جيل يحترم التقنية ويدرك قدراتها الكبيرة على توسيع التغيير والتحول، إلا أنني في الآن ذاته من جيل يرى أن القيم الأساسية لأي عمل هي الأرضية الصلبة للنجاح و الاستمرار. ومن هذا المنطلق، فإن عقلانية وثقافة الإعلام إضافةً إلى تدريبه المهني وخبرته تمثل في رأيي المتواضع القيم الأساسية للنجاح؛ فكم من مشروع إعلامي ناجح تأسس على يد إنسان عصامي استثنائي، وكم صحفي تميز بقدرةٍ على المتابعة من خلال اطلاعه الواسع وتواصله مع ما يجري حوله، و كم مُحاورٍ ناجح بانت ثقافته في حواراته و تحليلاته".
وبشأن الموضوع الذي أفرد له "منتدى الإعلام الإماراتي" الأول جلسة كاملة لمناقشته وهو توطين الإعلام في الدولة، أكدّ  قرقاش "أن سياسة الحكومة في هذا الموضوع واضحة ومُعلنة، وقد عرضها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، رئيس المجلس الوطني للإعلام في شهر مايو الماضي أمام المجلس الوطني الاتحادي. فقد أكد سموه أن قضية توطين الكادر الإعلامي في الدولة هدف ومسؤولية وطنية وأخلاقية يجب أن نتكاتف جمعياً لتحقيقها، وكشف سموه أن نسبة التوطين في المؤسسات الإعلامية الوطنية تبلغ 25,2%. وربما تكون هذه النسبة قد ارتفعت قليلاً خلال الأشهر الستة الماضية. والسؤال المهم ... هو كيف نرفع هذه النسبة؟!".
وذكر وزير الدولة للشؤون الخارجيّة أن رئيس مجلس الإعلام الوطني لم يحبذ فكرة تحديد "كوته" أو نسبة محددة للمواطنين في المؤسسات الإعلاميّة وذلك لتفادي ما حدث في قطاعات أخرى من توطين غير حقيقي للوظائف الهامشيّة، مؤكداً أنّ الإعلام يتطلب الجمع بين الموهبة, راجياً أن تضع المؤسسات الإعلامية الوطنية مسألة التوطين كمحور أساسي من محاور عملها.