قناة "كا بي سي" الجزائرية

يعقد الشركاء في مؤسسة الخبر المالكة لقناة "كا بي سي" الجزائرية، اجتماعًا عامًا يوم الخميس المقبل للفصل في مصير القناة التّي تواجه ضائقة مالية كبيرة بسبب ارتفاع حجم الديون، وقالت مصادر من القناة في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم" إنّ الشركاء يتجهون للإعلان رسميًا عن توقيفها، حيث بعد مرور ثلاث سنوات من إنشائها لم تحقّق قناة "كا بي سي" الجزائرية أيّ أرباح، وهي تعاني من عجز كبير لم يمكّنها من التعامل مع الديون الكثيرة الناجمة عن قروض بنكية كانت تلجأ إليها القناة لتسديد أجور العاملين وغيرها من المستحقات المادية، إضافة إلى هذا مطالبة رجل الأعمال الجزائري يسعد ربراب الذّي يعتبر رمزًا من رموز النفوذ الإعلامي في الجزائر، باستعادة أمواله التّي ضخها في القناة بعد شرائها إلّا أنّ صفقة الشركة تمّ إبطالها من طرف القضاء الجزائري لمخالفتها قانون الإعلام، وتقدّر قيمة الصفقة بـ406 مليار سنتيم.

واضطرت إدارة القناة إلى توقيف توظيف الصحفيين والعمّال الجدد، بسبب الضائقة المالية الكبيرة التي تمرّ بها، منذ ما يزيد عن 3 سنوات، ونظّم عدد من العاملين وموظّفي قناة "كا بي سي" الجزائرية وقفة احتجاجية في ساحة مقرّ القناة الكائن في ضاحية العاشور في محافظة الجزائر العاصمة بسبب التأخر في الحصول على رواتبهم خلال الأشهر الماضية وطالب المحتجون من صحفيين وتقنيين وسائقين من الإدارة بتسوية أوضاعهم وإيجاد حل لمشكلتهم في أقرب الوقت.

وتختصر المشاكل المالية التّي تتخبط فيها قناة "كا بي سي" وضعية الإعلام الجزائري الذي يدفع اليوم كغيره فاتورة الأزمة الاقتصادية والمالية التّي تمر بها البلاد، وتصاعدت مشاكل هذا القطاع في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ بسبب شحّ الإعلان الحكومي في ظلّ إصرار بعض المؤسسات الرسمية على التحكّم في سوق الإعلان والهيمنة على الصحف، وتناضل صحف مطبوعة في الجزائر من أجل الاستمرار والبقاء تفاديًا لإعلان الإفلاس وإغلاق أبوابها وتسريح العشرات من الصحفيين والعاملين، بسبب شحّ الموارد المالية جراء تراجع الإعلان الحكومي، وتفاقمت هذه الظاهرة خلال فترة وزير الإعلام السابق حميد قرين، الذي عرف في الساحة الإعلامية الجزائرية بأسلوبه القمعي ضد الصحافة المكتوبة في الجزائر، خاصة تلك التّي لا تسير على خطى الحكومة الجزائرية ولا تتبنى خياراته، وشكّل إبعاد قرين متنفّس حقيقي للساحة الإعلامية وفرحة إعلامية معلنة, بسبب سعيه لتركيع الصحافة المناوئة لخيارات الحكومة والسلطة الجزائرية معًا، ويواجه خلفه وزير الإعلام الجديد جمال كعوان تركة ثقيلة وتحدّيات كبيرة  أبرزها وضع حدّ للفوضى التّي تشهدها وكالة النشر والإعلان وطريقة توزيع الإعلان الحكومي على 150 صحيفة جزائرية تزخر فيها الساحة الإعلامية.