بيروت ـ فادي سماحة
احتفل عملاق محركات البحث "غوغل"، اليوم الجمعة، بعيد ميلاد كريمة عبّود أول مصورة فوتوغرافية في فلسطين. ونشر "غوغل" على صفحة النسخة العربية من محرك بحثها، رسمًا يدويًا للمصورة الراحلة تظهرها وهي تلتقط الصورة بكاميرا قديمة.
وولدت كريمة عبود في الـ 18 من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1896 في مدينة الناصرة شمالي فلسطين. وتلقت تعليمها الابتدائي في المدينة نفسها قبل أن تنتقل إلى القدس حيث درست المراحل الثانوية، ودرست في أكاديمية مدينة بيت لحم المجاورة.
وبدأت المصورة الراحلة تبدي اهتماماً بالتصوير عندما أهداها والدها القس سعيد عبود آلة تصوير راحت تلتقط عبرها صورا للأماكن التاريخية والمناظر الطبيعية في فلسطين، وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وتعلمت عبود مهنة التصوير الفوتوغرافي لدى أحد المصورين الأرمن في مدينة القدس، وفي عام 1913 بدأت مشوارها في مهنة التصوير، إذ افتتحت استديو لتصوير النساء في مدينة بيت لحم، وعملت في الوقت ذاته على التقط صور للمدن الفلسطينية.
كان لكريمة عبود دور كبير في تلك المهنة التي كانت دخيلة على المجتمع العربي الشرقي، خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بان تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب باستثناء بعض العائلات العريقة التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة في أيام الانتداب البريطاني.
ثم افتتحت استوديو لتصوير النساء في بيت لحم، وكان من شأن هذا الاستوديو أن أتاح للعائلات المحافظة تصوير النساء بلا حرج. ثم افتتحت مشغلاً لتلوين الصور وإكسابها لمعاناً وبريقاً , وفي تلك الأثناء كانت تلتقط الصور المختلفة للمدن الفلسطينية الخمس: بيت لحم وطبرية والناصرة وحيفا وقيسارية. وانتشرت صورها بالتدريج في منازل العائلات المترفة في دمشق والسلط وبيروت والشويفات. وأمكن العثور على مجموعة ثانية لها تعود إلى سنة 1913، وهي تتألف من صور التقطت داخل الاستوديو لنساء بأزيائهن الجميلة.
وفي صيف 2006، تم الأعلان عن البومات من تصوير كريمة عبود لدى جامع مقتنيات قديمة، وهو إسرائيلي من مدينة القدس. ولم تتزوج كريمة وبقيت في مدينة بيت لحم تعيش إلى جانب أختها المربية مثيل عبود، وتوفيت عام 1940 ودفنت في بيت لحم تاركةً مئات الصور التي تجسد مرحلة مهمة في التاريخ الفلسطيني الحديث.