تعز ـ عبدالغني يحيى
استيقظ أهالي تعز الخميس، على جريمة اغتيال للحقيقة، راح ضحيتها 3 صحافيين، استهدفتهم ميليشيات الحوثي وصالح، وهم: تقي الدين الحذيفي، ووائل العبسي، وسعد النظاري، الذين دفعوا حياتهم ثمنا، وطمعا في نقل الأحداث والاشتباكات في الميدان.
الصحافيون قتلوا بدم بارد، أثناء تغطيتهم المعارك في الجبهة الشرقية، مقابل بوابة التشريفات في المحافظة، ووفقا لنبيل الأسيدي، عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين، فإن موقع الاستهداف "لا يوجد فيه أي مقاتلين".
لم يكتف الإجرام بقتل ثلاثة صحافيين، بل حاول أيضا النيل من صلاح الدين الوهباني، والمصور وليد القدسي، أصيب الأول بجروح خطيرة، وبترت ساق الآخر.
ويتزامن استهداف الصحافيين في الوقت الذي صعدت فيه الميليشيات الانقلابية من استهدافها المدنيين ومحاولة التقدم إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدد من الجبهات، خصوصا الشرقية والغربية، في محاولة منها استعادة مواقع تم دحرهم منها ولتعويض خسائرهم البشرية والمادية.
لم يتمالك الإعلامي اليمني أحمد الصهيبي نفسه من البكاء، قبل أن يقول: "ما حدث يأتي ضمن سلسلة من التضحيات الجسام التي قدمها الوسط الإعلامي في محافظة تعز، والتي تمثل خسارة كبيرة بالنسبة إلينا، بصفتنا زملاء وأصدقاء"، مضيفا: "لن توقفنا نيران الحرب والميليشيات الانقلابية عن نقل الحقيقة، ولن تقتل أحلامنا في صناعة يمن جديد ومشرق لجميع اليمنيين".
يعود الأسيدي ليقول إن "ميليشيات الحوثي وصالح استهدفت الصحافيين استهدافا مباشرا، في موقع معروف بأنه مكان للصحافيين، وبالتالي هذه جريمة مباشرة واستهداف واضح للصحافيين، ونعتبره اغتيالا للحقيقة والشهود، وجريمة يعاقب عليها القانون الدولي وتعتبر ضمن الجرائم ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم ويجب محاسبة المعتدين".
وذكر أنه "بهذا الرقم، يصل عدد قتلى الصحافيين إلى 24 قتيلا خلال عامين ونصف من الانقلاب.. هذا الرقم المهول يجعل اليمن من ضمن الدول أو على رأس الدول الأكثر خطرا على حياة الصحافيين، ويجعل ميليشيات الحوثي وصالح في المرتبة الأولى في استهداف الصحافيين وقتلهم واعتقالهم واختطافهم"،ويؤكد أن "الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح في مختلف المحافظات، في حين لا يزال هناك 18 صحافيا معتقلا في صنعاء لدى ميليشيات الحوثي وصالح منذ عامين".
وقالت وزارة الإعلام اليمنية إنها "تؤكد أن ما تعرض له الصحافيون في تعز، جريمة حرب يجب أن يحال مرتكبوها إلى المحاكم الدولية، كما تؤكد الوزارة أن الميليشيات الانقلابية استمرأت القتل والتنكيل بحق الصحافيين ووسائل الإعلام وهم الشهود الحقيقيون على جرائمها المتواصلة بحق الشعب اليمني للعام الثالث على التوالي".
ودعت الوزارة جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى إدانة وتجريم المجزرة التي ارتكبتها الميليشيا بحق الصحافيين بتعز والجرائم المماثلة السابقة. وذكر البيان أن "المجزرة التي ارتكبت بحق الصحافيين، هي جزء من المجازر التي ترتكبها الميليشيات في تعز بحق المدنيين منذ بضعة أيام بشكل متواصل من خلال قصف المناطق الآهلة بالسكان، الأمر الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال، وأن كل المجازر التي ترتكب سواء بحق المدنيين أو الصحافيين، تستوجب المحاكمة الدولية بوصفها جرائم حرب".