لندن ـ كاتيا حداد
ظهر المصور الصحافي البريطاني جون كانتلي في مقطع فيديو دعائي بثه تنظيم داعش المتطرف، لتكون بذلك المرة الثانية التي يظهر فيها كانتلي في شهر واحد بعد أن أسرته عناصر التنظيم، حسبما أوردت صحيفة ديلي ميل البريطانية، وتبلغ مدة مقطع الفيديو الأخير الذي ظهر فيه كانتلي 47 دقيقة، والذي جاء تحت عنوان "صائدو الدبابات"، وصف فيه كانتلي الوضع الميداني الذي آلت إليه مدينة الموصل المحاصرة.
ويبلغ كانتلي من العمر 45 عامًا، وكان قد وقع في الأسر عام 2012، وكان قد ظهر مطلع الشهر الجاري في مقطع فيديو بثه التنظيم على قناته الخاصة من ولاية نينوى، فيما بث أحدث مقاطعه في الثالث عشر من ديسمبر\كانون الأول الجاري.
وظهر كانتلي في الفيديو مرتديًا خوذة وتحدث عن وضع الحرب الدائرة في الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، واصفًا الوضع بقوله: "لم يسبق لي أن رأيت حرب مثل هذه منذ فترة طويلة، أنا الآن على خط المواجهة في المعركة الدائرة في الموصل وتحديدًا في وسط المدينة"، ويظهر من خلفه مشهدًا يشبه تلك التي ظهرت في فيلم" "Steven Spielberg إلا أن المشهد يختلف بأنه حقيقيًا وليس سنيمائيًا.
وأوضح كانتلي أن المشهد الذي يبدو من خلفه هو قاعدة عسكرية عراقية سابقة، وهي الآن مدمرة عن بكرة أبيها، ثم راح يسرد كيف تم تدمير هذه القاعدة مؤكدًا أن مدرعات الجيش العراقي كان يتم نسفها وكأنها ألعاب بلاستيكية صغيرة، وتحدث مع بعض الجهاديين الذين أفادوا بأن قوات الجيش العراقي ابتلعت الطُعم كما أرادوا له بالضبط، حيث استدرجوهم إلى منتصف المدينة وقضوا عليهم.
وظهر كانتلي في فيديو لداعش في وقت سابق من الشهر الجاري، أدان خلالها الغارات الجوية على الموصل، وكان الظهور الأول منذ ستة أشهر، حيث ظهر لأول مرة مطلقًا لحيته وبدت عليه خسارة الوزن بوضوح، كما أن وجهه كان شاحبًا للغاية، وقد بلغ مجموع الفيديوهات الداعشية التي ظهر فيها ما لا يقل عن تسعة مقاطع، تم تصويرها ما بين سوريا والعراق وكان آخرها في مدينة الموصل العراقية، كان من بينها مقطع تم إطلاقه في يوليو\تموز الماضي ناقش فيه مسألة قصف جامعة الموصل، وظهر في مقطع آخر في الثامن عشر من مارس\آذار.
يذكر أن تنظيم داعش استغل المهارات الصحافية للمصور الحربي كانتلي في محاولة من التنظيم لإضفاء لمحة من المصداقية على ما يعرضه من أفلام دعائية، أنتج خلالها سلسلة من الأفلام جاءت تحت عنوان "أعرني مسامعك"، هذا وقد توفى بول والد كانتلي في 2014 عن عمر ناهز الـ80 عامًا متأثرًا بمضاعفات الإصابة بالالتهاب الرئوي.