موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يصبح ملتقى السياسيين

عندما أصبحت هيلاري رودهام كلينتون أول امرأة في التاريخ الأميركي تتنزع الترشيح الرئاسي لحزب كبير هو الحزب الديمقراطي، ردَّ عليها منافسها الجمهوري دونالد ترامب بطريقته المعتادة بالقول على صفحته في "تويتر": "أوباما أيد هيلاري العوجاء، يريد أربع سنوات أخرى من أوباما ولكن لا أحد  يريد ذلك".

وبالتالي ردت كلينتون عليه في يونيو/حزيران وكتبت تغريدة على "تويتر" انتشرت حينها بشكل كبير قائلة: "احذف حسابك الخاص"، وهى جملة ساخرة مشهورة على مواقع الانترنت يتم ترجمة معناها الحقيقي بـ "أنت شخص مثير للضحك ويجب أن تختفي من على وجه الأرض".

لا أحد يهتم بالشتائم الرقمية المتداولة في غرفة فارغة، ولمن لا يستخدمون موقع "تويتر"- معظم البريطانيين – يبدو لهم أن هذا الموضوع تافه إلى حد ما.  و موقع "تويتر يمكن أن يحدد جداول أعمال ما يقوم الصحفيون بتغطيه، فكر فقط في تغطية التغريدات التي كتبها ترامب على مدى الأشهر الستة الماضية"، يقول جون بارلملييه مؤلف كتاب السياسة وثورة تويتر.

والظاهر أن "تويتر" يتم استخدمه من قبل السياسيين للتأثير على أصحاب النفوذ الأخرين، انه عالم صغير، يمكنهم أن يتدربوا على كيفية التأثير، ولكن هناك بعض الناس يتساءلون كيف يمكن لهم أن يكون فعالين في حين أن حديثهم موجه الى مجموعة صغيرة من الناس؟" وذلك لأن هذه هي المجموعة التي تشرع".

الامهات في ضواحي ولاية "أوهايو" الأميركية لن تدعم هيلاري لأنها قالت شيئا بارعا على موقع لا تستخدمنه، ولكن اللعبة الحقيقية تكمن في الحصول على الدعم من خلال طرق مثيرة بما فيه الكفاية ليتم انتقاؤها من قبل وسائل الإعلام.

وجاء أحد أبرز التغريدات غير المتوقعة من نائب في حزب المحافظين البريطاني السير نيكولاس سومز والذي قال فيها للاعلامي روبرت بيتسون: "يجب عليك الحصول على قصة شعر، ووضع ربطة عنق وأن تكون اذكى من ذلك"، بالاضافة الى مواجهته أنصار جوليان أسانج والذي وصف سومز خلالها أسانج "بالوغد الجبان الكاذب المجرم الهارب بكفالة الهارب".

وفي صباح أحد ايام شهر يوليو/تموز بعد أن أصبح واضحاً أن أوين سميث يأمل في أن ينافس جيريمي كوربين لزعامة حزب العمال البريطاني، وبما أن معظم ناخبي الحزب ليس لديهم أي فكرة عنه، كتب سميث سلسلة قصيرة من التغريدات من اجل مساعدته في الحصول على المنصب.

قال سميث إنه سأل كوربين ثلاث مرات عما اذا كان يرغب في انقسام الحزب من أجل التمسك بالسلطة، ولكنه لم يتلقَّ منه أي اجابة، مشيرا الى أنه "في الجلسة نفسها، ورداً على نفس السؤال قام جون ماكدونال بهز أكتافه وقوله "نعم اذا كان هذا ما يتطلبه الامر."

كان أمراً استفزازيًا ليقول سميث هذا علناً، لا سيما وأنه اشار لاسم ماكدونال على موقع "تويتر" والتي تعد خطوة عدوانية في الموقع. بعد ذلك وصف ماكدونال قصة سميث "بالهراء"، الأمر الذي دفع زميلة سميث، كيت غرين للتدخل في الحديث قائلة: "لقد كنت في ذلك الاجتماع يا جون وسمعتك عندما قلت ذلك. هل ستتراجع الآن؟"

ويقول الخبير الاستراتيجي الأميركي الذي عمل في ثلاث حملات انتخابية لديمقراطيين سابقين: "إن المعايير قد اختلفت تمامًا ، أنا أتذكر في عام 2012 عندما كنا نحاول وصف ميت رومني بالكاذب بسبب قوله للأكاذيب ولكن ديفيد أكسلرود، كبير مستشارين باراك أوباما قال لنا ان نوصفه بالمزيف.  وترامب لا يملك أيًا من هذه القواعد على الإطلاق. الجملة التي قالتها هيلاري على تويتر "احذف حسابك الخاص" تجاوزت حدود اللباقة، ولكن لا يمكن مقارنة هذا بما يفعله ترامب الذي يقوم باعادة تغريد مشاركات عنصرية ونازية."

ويضيف الخبير الاستراتيجي الاميركي: "لقد اتخذ ترامب قراراً بوصف المكسيكيين بالمغتصبين، ولذلك أظن أنه لا يملك وجهة نظر عالمية."

ويقول طه ياسيري، زميل باحث في معهد أوكسفورد للإنترنت إن الأدلة تشير الى أن التغريدات التي تحتوي على كلمات متطرفة جدا سواء سلبا أو إيجابا من المرجح أن يتم مشاركتها وبالتالي تثبيت اسم سياسي محدد في رؤوس الناخبين.وأضاف: هناك الكثير من الناس ليس لديهم فرصة كبيرة للوصول الى التفاصيل، وقد يكون مجرد سماع اسم شخص بعينه بكثرة كافياً لإقناعهم بالتصويت لهذا الشخص."

وتابع ياسيري أنه على الرغم من أن الحركات السياسية التي بنيت عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تنمو بشكل سريع للغاية، فإنها تميل إلى أن تكون فوضوية. إن المصطلح الذي نستخدمه كثيرا هو "القيادة دون قادة"، فإذا ساءت الأمور، لا يوجد أحد لإلقاء اللوم عليه".