عناصر تنظيم "داعش"

أبدى مرصد الحريات الصحافية في العراق قلقه على حياة صحفيين عراقيين اختطفهم تنظيم "داعش" الاسبوع الماضي. ودعا المرصد الصحفيين والاعلاميين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم الى أخذ الحيطة والحذر لحين إيجاد الأليات المناسبة لمغادرة تلك المدن واللجوء لأماكن آمنة يسعى المرصد لتوفيرها بالقريب العاجل.

ونقل المرصد عن صحفيين محليين في مدينة الموصل إن تنظيم "داعش" المتشدد أقدم على اختطاف ثلاثة من زملائهم داخل المدينة، قبل أن يقتادهم الى أحد مراكز الاختطاف الخاصة به مع عدد أخر من الصحفيين الذين كانوا قد احتجزوا في وقت سابق بعد العاشر من حزيران/ يونيو الماضي.

وأضاف المرصد نقلا عن شهود عيان منطقة النور شمال شرقي المدينة، أن تنظيم “داعش" أقتحم في "31 كانون الأول / ديسمبر 2014، منزل الصحفيين الأخوين محمد وصميم ابراهيم، واقتادهما الى جهة مجهولة”.

 ويعمل محمد ابراهيم مراسلاً لوكالة عين الاخبارية، أما شقيقه صميم فيعمل مصوراً فوتوغرافياً في المؤسسة ذاتها.

وفي السياق ذاته، أكد ممثل مرصد الحريات الصحافية في الموصل أن مجموعة من تنظيم “داعش” "اقتحمت منزل الصحفي عبدالعزيز محمود في منطقة حي الجزائر وسط المدينة"، وانهالت عليه "بالضرب قبل ان يعصبوا عينيه ويقتادوه إلى جهة مجهولة". وبحسب ممثل المرصد فإن عبد العزيز كان يعمل مراسلا لقناة الموصلية الفضائية التي سيطر عليها التنظيم لدى احتلاله الموصل.

وأبلغ صحفيون المرصد بأن خطوة “داعش" جاءت "بعد قرار محكمته الشرعية التي وجهت للصحفيين المختطفين اتهامات بمخالفة التعليمات وممارسة العمل الصحفي وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية وأجنبية”. وقال صحفي، رفض الكشف عن اسمه إن "اتصالات عديدة اجريت بعد اختطاف الصحفيين الثلاثة بهدف التوسط للإفراج عنهم إلا أن قياديي التنظيم رفضوا التدخل في هذه القضية متعذرين بصدور أوامر من الخط الاول”  في قيادته بهذا الشأن.

وأضاف الصحفي أن “أقاربا للمختطفين وشخصيات أخرى أجرت سلسلة اتصالات لمعرفة أماكن احتجاز ابنائهم ليتبين بعدها ن التنظيم اقتادهم لاحد مراكز الاختطاف، في احد منازل المسؤوليين الحكوميين السابقين"، مؤكدا أن "عدد الصحفيين المختطفين تجاوز 14 شخصا".
وأكد صحفيون محليون من داخل الموصل وخارجها لمرصد الحريات الصحفية، أن جميع الصحفيين ممن لم يغادروا المدينة التزموا بشكل قاطع بتعليمات "داعش" بعدم ممارسة المهنة أو الاتصال بأية وسيلة إعلام، سواء عراقية كانت أم أجنبية. وقال صحفي، من داخل المدينة رفض الكشف عن اسمه ايضا، إن "تنظيم داعش يتحجج بتسريب تقارير صحفية عن الموصل تنقل مستجدات أحداث المدينة أولا بأول"، وأن هذه التسريبات تعطي صورة غير حقيقية عما تسمى بـ"دولة الخلافة”.

وكان صحفيون محليون، قد ابغلوا مرصد الحريات الصحفية، في وقت سابق أن تنظيم "داعش" قام باعتقال الصحفيين، بعد مداهمة منازلهم في مناطق متفرقة من الموصل، لكنه عمد لاحقا الى الإفراج عن أكثر من  17 صحفيا بعد التحقيق معهم واخذه تعهدات منهم بعدم ممارسة اي نشاط إعلامي او حتى استخدام اجهزة الهاتف المحمول الخاصة بهم.

وبحسب إحصائيات مرصد الحريات الصحفية فإن تنظيم "داعش” ما زال يحتجز 6 كتاب وصحفيين ومصورين في محافظة نينوى منذ العاشر منذ حزيران/ يونيو الماضي، فضلا عن الصحفيين الثلاثة الذين اختطفهم الاسبوع الماضي، ومنهم الكاتب والصحفي فاضل الحديدي والإعلامي مهند العكيدي. فيما يلف الغموض مصير مقدميّ البرامج في قناة "الموصلية" الفضائية ميسلون الجوادي وجمال المصري ومراسل قناة سما الموصل الفضائية  قيس طلال. كما توصل مرصد الحريات الصحفية الى معطيات تفيد بان الصحفي علي النوفلي، الذي لم يُعرف مصيره في وقت سابق، لا زال معتقلا لدى التنظيم بعد اعتقاله من داخل الموصل قبل شهرين