القاهرة ـ محمد الشناوي
يخضع المدون المصري تيمور السبكي للمحاكمة لاتهامه بإهانة نساء مصر، بعد أن أعلن في برنامج تلفزيوني مباشر أن 30% من النساء المصريات يخنّ أزاوجهن، كما يدير صفحة عبر موقع "فيسبوك" تحت عنوان "يوميات الرجل المخدوع".
وتراجع السبكي على عجل عن آرائه بعد أن انتشرت تصريحاته التلفزيونية التي أدلى بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأدت إلى ضجّة واسعة بل طالب متابعو تلك المواقع بإلغاء البرنامج الذي تبثه قناة "سي. بي. سي" الفضائية.
وذكر المدون المصري خلال البرنامج قائلًا: كثير من النساء يخونّ أزواجهنّ، وأستطيع أن أقول إن 30% من النساء على استعداد للانحراف، لاسيما نساء مدن الجنوب من أسيوط، والمنيا، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، ووصف كلامه عبر "فيسبوك" قبل اعتقاله بأنه أخرِج عن سياقه تمامًا، وأضاف أنه لم يكن يقصد الإساءة إلى أي شخص وكان يتحدث بشكل عام، ولكن الادعاء وجَّه له اتهامًا بنشر أخبار كاذبة من شأنها إزعاج السلم العام.
ويأتي اعتقال تيمور وسط حملة غير مسبوقة في مصر ضد حرية التعبير عن الرأي والمعارضة، وتستطيع الأجهزة الأمنية القمعية أن تستهدف أي شخص في البلاد من دون اتهام، وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الإفراط في انتقاد الحكومة يساهم في إسقاط الدولة، محذرًا المصريين من عدم الاستماع إلى أي شخص، ولم يخض في المزيد من التفاصيل في خطاب بُثّ على الهواء مباشرة، واكتفى بالقول إنه "سيزيل أي شخص من على وجه الأرض يتآمر لإسقاط الحكومة"، كما شهدت مصر في الأسابيع الأخيرة احتجاجات غاضبة بسبب انتهاكات الشرطة الوحشية.
ووثقت جماعات حقوق الإنسان الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء، وحتى القنوات المؤيدة للحكومة دقت ناقوس الخطر بشأن سلسلة من حالات إجهاض العدالة ووحشية الشرطة والمشاكل الاقتصادية، كما ظهر السيسي غاضبًا وهو يخاطب الجمهور الذي ضمّ شخصيات عامة ومجموعات من الشباب وطلاب الجامعات وبعض ضباط الجيش، ووجَّه خطابًا حادًا جاء فيه "احذروا فلا أحد يستطيع أن يستغل صبري وحسن خلقي ويسعى إلى إسقاط الحكومة، وأقسم بالله أن أي شخص يسعى إلى هذا فسأزيله من على وجه الأرض، ماذا تعتقدون أنكم فاعلون؟ من أنتم بالأصل؟ مازال الوقت المبكر جدًا لممارسات ديمقراطية مفتوحة، ونحن بالفعل نعيش في ديمقراطية ولكن الظروف صعبة لذلك دعونا نحمي مصر".