طهران ـ مهدي موسوي
اعترضت جريدة "إطلاعات" الإيرانية، على حظر الدولة نشر اسم أو صور الرئيس الإسلامي الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وفي خطوة غير مسبوقة وراء تعقيدات السياسة الداخلية في طهران، كتب مدير تحرير الجريدة التي تديرها الدولة وتحظى بتاريخ منذ قرابة 90 عاما، افتتاحية على الصفحة الأولى، أمس الأربعاء، قائلا إن "الحظر ضد دستور البلاد الذي يحظر الرقابة".
ونشر المقال في شكل رسالة مفتوحة موجهة للرئيس حسن روحاني، من قبل المحرر سيد محمود دعائي، وهو رجل دين إصلاحي، حث الرئيس على التدخل والدفاع عن وسائل الإعلام ضد تهديد حرية الصحافة الذى فرضه القضاء المتشدد، وجاء اسم خاتمى ما لا يقل عن ثلاث مرات فى المقال، وكتب دعائي في المقال "عقد نائب طهران المحترم اجتماعا مع عدد من المحررين بما في ذلك أنا، وطلب منا عدم نشر مقالات أو صور تتعلق بحجة الإسلام خاتمي، وأخربته في الاجتماع أن هذا القرار تعسفي ولا يوجد أي تشريع أو قانون يدعم ذلك، وأن جريدة إطلاعات لن تقبل بذلك".
وأثارت هذه القيود قلق وسائل الإعلام فى إيران، ما دفع الوسائل التقليدية المملوكة للدولة للتحدث عن الموضوع أيضا، وتنتمي جريدة إطلاعات إلى خط الوسط، وتتجنب المسائل السياسية الحساسة، وتبيّن في وقت سابق هذا العام فرض التعتيم الإعلامي فيما يتعلق بخاتمي، الذى سقط ضحية نتيجة دعمه لزعماء المعارضة ومرشحي الرئاسة السابقين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، اللذين وضعا تحت الإقامة الجبرية منذ شباط/فبراير 2011، كما وضعت زهراء رهنود زوجة موسوي، وهي شخصية معارضة بارزة، تحت الإقامة الجبرية أيضا.
ولم يفرض الحظر من قبل حكومة روحاني، ولكن بواسطة القضاء المتشدد ومراقبته الصارمة للإعلام، والتي تعمل بشكل مستقل عن الإدارة، لكن روحاني ملزم بموجب الدستور الإيراني بالحديث والدفاع عن حقوق الناس، وأوضح المنتقدون أنه يتصرف بشكل سلبي تجاه هذه المسألة.
وتحدت جريدة إطلاعات الحظر، السبت، عندما نشرت مقابلة لخاتمى مع جريدة السفير اللبنانية مترجمة إلى اللغة الفارسية، ونشرت صورة خاتمي بجانب المقابلة، ونشرت وكالات الأنباء التابعة للسلطة القضائية، الثلاثاء، أن دعائي تجاهل الحظر المفروض على ذكر اسم وصور خاتمي، بينما نشرت الجريدة أخبارا أخرى عن خاتمس، وقالت إنها سوف تستمر في ذلك رغم التهديدات بالملاحقة القضائية، ولم يتضح بعد ما إذا تم استدعاء دعائس رسميا للمثول أمام المحكمة.
ومن المحير أنه تم تعيين دعائس مباشرة من الزعيم الأعلى للبلاد آية الله خامنئي، باعتباره ممثلا له، وتصدر جريدة إطلاعات أيضا باللغة الإنجليزية، ولديها مجلة شهرية تصدر بالفرنسية تدعى "لاريفو دو طهران"، وتهدف إلى التعريف بالفن والثقافة الإيرانية للناطقين بالفرنسية.
ليست هذه المرة الأولى التي تحظر فيها السلطات ذكر خاتمي في وسائل الإعلام الإيرانية، في العام 2010 صدر حكم مماثل ضد نشر اسم أو صورته، وكذلك موسوي ورهنورد وكروبي، وتم التراخي في هذ القيود أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة في العام 2013، ودعم خاتمي روحاني في هذه الانتخابات، وكان دعمه حاسما في فوز رجل الدين المعتدل، وبعد فوز روحاني كتب خاتمي مقالا لصحيفة "غارديان"، حث في الغرب على العمل مع الرئيس الجديد لإنهاء المواجهة بشأن البرنامج النووي لطهران.
وأوضح دستور الجمهورية الإسلامية بشكل صريح أن الرقابة محظورة، إلا أن إيران لديها واحد من أسوأ سجلات العالم في حرية الصحافة في ظل احتجاز العشرات من الصحافيين والمدونين وراء القضبان، ولا يستطيع الكثير من الصحافيين الإيرانيين الذين يعملون لدى الخدمة الفارسية لـ"بي بي سي" العودة إلى بلادهم خوفا من الاعتقال، وتشمل الوسائل الأخرى لمضايقة الصحفيين منعهم من مغادرة البلاد ومصادرة جوازات سفرهم واستدعائهم للاستجواب.
ويعتبر جيسون ريزيان من بين الصحافيين المحتجزين في السجن، وهو صحافي إيراني لدى "واشنطن بوست"، والذي تم اعتقاله لأكثر من عام لاتهامه بالتجسس ولا يزال مصيره غير واضح.