باريس ـ مارينا منصف
لا يمكن فهم السبب الذي دفع وصول سخرية "شارلي إيبدو" إلى حدود المس بموت الطفل السوري اللاجئ إيلان كردي الذي فجع ملايين حول العالم لمأساته.
فقد شكّل مصرع إيلان، 3 سنوات، الذي جرفته المياه إلى الشواطئ التركية بعد غرق المركب الذي كان على متنه، نقطة الذروة في التعاطف الأوروبي العام مع اللاجئين، لكن التقارير التي يتم تداولها على نطاق واسع عن تورّط لاجئين في اعتداءات جنسية في كولونيا وسواها من المدن الأوروبية ليلة رأس السنة، إضافة إلى الاعتداءات الإرهابية التي نسبت إلى جنسيات معينة، دفعت إلى بروز تيارات معادية للمهاجرين. هكذا تحوّل فعل أفراد إلى إدانة مجموعة كاملة تضم بؤساء وهاربين من جحيم الحروب.
وحاولت الأسبوعية الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو"، من خلال رسم كاريكاتوري التلميح إلى أنه لو تمكن إيلان كردي من العبور إلى أوروبا، لربما تحوّل إلى متحرش جنسي في ألمانيا.
واستفز الرسم كثيرين على مواقع التواصل، الذين اعتبروا الكاريكاتور انتهاكا لحقوق اللاجئين ومساهمة في دعاية سلبية تثير العداء والكراهية تجاههم.
الرسم بريشة لوران سوريسو المعروف أيضاً بـ"ريس"، وهو مساهم مخضرم في الأسبوعية يتولى حاليا منصب مدير النشر فيها. وكان حاضرا في مقر الأسبوعية وأصيب في كتفه خلال الهجوم الذي نفذه متطرفون إسلاميون في كانون الثاني/ ديسمبر العام 2015، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا.