الرياض - محمد الدوسري
تسائلت صحيفتا الشرق والوطن صباح الاحد الشأن اليمني فتسائلت الشرق اذا كانت موازين القوى المعادلة السياسية ستتغير في اليمن بعد وصول الرئيس هادي إلى عدن وخروجه من قبضة الحوثيين؟ وهل فقد الحوثيون زهوة انتصارهم المسلح، في بلد يملك من السلاح أضعاف أضعاف عدد سكانه؟ وهل يعود الحوثيون إلى مكانهم الطبيعي في صعدة؟ وهل ستراجع بعض القوى الدولية والإقليمية مواقفها بعد أن اعتبروا أن الرئيس هادي أصبح من الماضي، وبدأوا يتعاملون مع الأمر الواقع «الحوثيين».
ورأت الصحيفة تحت عنوان الشرعية في مواجهة الانقلابيين انه لا يزال من المبكر الإجابة القطعية عن هذه الأسئلة، والأيام المقبلة ستلقي الضوء أكثر على الخريطة السياسية الجديدة في اليمن، لكن الثابت أن الحوثيين فقدوا صوابهم بعد استعادة الرئيس هادي حريته، ووضع الرئيس هادي النقاط على الحروف أمس، بإعلانه أن كل الإجراءات التي اتخذت منذ دخول الحوثيين إلى صنعاء باطلة ولا شرعية لها، واعتبر صنعاء محتلة من قِبل الحوثيين حين دعا لعقد هيئة الرقابة على الحوار في تعز أو عدن حتى خروجهم منها، وأعلن تمسكه بالعملية السياسية التي تستند إلى المبادرة الخليجية.
وفي ذات الشأن كتبت "الوطن" تحت عنوان (هادي في عدن.. وأوراق الحوثيين تبعثرت).انه
في الوقت الذي كانت الأخبار تتحدث صباح أمس عن مفاوضات في اليمن لبحث وضع مؤسسة الرئاسة بعد انتهاء المتحاورين من قضية الهيئة التشريعية، ظهر خياران يتم درسهما، إما إقناع الرئيس عبدربه منصور هادي بالعدول عن استقالته مع تعيين نواب له، أو تشكيل مجلس رئاسي يضم المكونات السياسية. ولأن الحوثيين يستطيعون التلاعب في أي من الخيارين، سواء بتعيين نواب رئيس يعملون لصالحهم أو بجعل أعضاء المجلس الرئاسي مجرد واجهة لقراراتهم.. فقد جاءت أخبار كسر الرئيس هادي أمس الحصار المفروض عليه منذ شهور وخروجه من قصره في صنعاء – بعيدا عن الكيفية التي حدث بها – ووصوله إلى منزله في منطقة خور مكسر في عدن، لتشكل متغيرا جديدا ربما خلط كثيرا من الأوراق والحسابات التي لا ثابت فيها إلا سوء نية الحوثيين، بدليل أنهم ما إن سمعوا بمغادرة الرئيس هادي للقصر حتى أدخلوا ميليشياتهم إليه لتشتبك مع حراسه وتنهبه وتعيث فيه خرابا.
وعلقت الصحيفة إذاً الرئيس الشرعي صار في مأمن من سطوة الحوثيين، وثمة أنباء تقول إن فريقه تجمع في قصر "المعاشيق" التابع للرئاسة اليمنية في عدن لمعاودة نشاط أعمال الرئاسة، الأمر الذي يضع الحوثيين في ورطة غير متوقعة، خاصة بعد ما قيل عن رفض محمد علي الحوثي قرار إقالته من رئاسة ما يدعى بـ"اللجنة الثورية العليا"، ما يعني أن الحوثيين يواجهون احتمال حدوث انشقاق وإن كان جزئيا إلا أنه مؤثر، ولو أضيف إليه عدول الرئيس الشرعي عن استقالته – إن حدث - التي كانت خياره الوحيد حينها، وعودته إلى ممارسة مهماته، لوجد الحوثيون أنفسهم بمواجهة قوى لا يسيطرون عليها ولا يستطيعون الوصول إليها على المدى المنظور، إلا إذا قرروا استكمال انقلابهم العسكري وتوجهوا إلى عدن، والأرجح أنهم لن يفعلوا، لأنهم يعرفون أن ذلك انتحار يقضي على أحلامهم ويؤدي إلى كارثة.