الكاتبة جنيفر وينر

كشف استعراض فيدا السنوي عن حصول الكاتبات والمراجعات الإناث على مساحة أكبر في الصفحات الأدبية على مدى العام الماضي، مقابل انحسار كبير للكتاب والمراجعين الذكور.

وأحصت المنظمة الأميركية الانقسام بين جنسي المراجعين مع الكتاب الذين يظهرون في المطبوعات الرئيسية مثل نيويورك ريفيو، وملحق التايمز الأدبي، ومجلة نيويوركر على مدى الأعوام الستة الماضية، وسلطت الضوء هذا العام على تحسينات هاربر حيث زادت الكاتبات بها بنسبة 11% لتمثل 38% من الإجمالي منذ العام الماضي، ما يعكس التزام رئيس التحرير التنفيذي كريستوفر بيها بالتحسين.

وبيّنت "فيدا" أن مجلة غرانتا واصلت تقدمها المنتظم نحو المساواة بين الجنسين حيث تمثل النساء 49% من المساهمين وتمثل النساء نفس النسبة في مجلة الشعر، وفي نيويورك تايمز ريفيو احتلت النساء نسبة 45%، فضلاً عن وجود زيادة كبيرة في مطبوعة نيو ريبابليك، حيث ارتفعت نسبة مشاركة النساء الكاتبات بها إلى 45% بعد أن كانت 27%، وفي مطبوعة بوسكن ريفيو مثلت النساء 46% من المجموع بعد أن مثلت 33% فقط العام 2010.

ونظرت منظمة "فيدا" إلى 26 مطبوعة صغيرة ووجد أن 15 منها تضم نسبة كبيرة من الكاتبات النساء، بما في ذلك مطبوعة أيه بابليك سباس بنسبة 72% وذا نورمال سكول بنسبة 69% وكراب أورشارد ريفيو بنسبة 64%، بينما اقتربت تسعة مطبوعات من المساواة بين الجنسين حيث مثلت الكاتبات فيها 40 -49% من الإجمالي، في ما شغلت النساء أقل من 40% في اثنتين من المجلات الصغيرة.

وتعد الكاتبة المشهورة جينيفر وينر صاحبة الكتب الأكثر مبيعًا من أشد منتقدي التحيز ضد المرأة في مراجعات الكتب، وهاجمت العام 2010 التمييز بين الجنسين في نيويورك تايمز التي أحبت كتابها الأدبيين، وأعربت عن سعادتها لرؤية التقدم الذي تجلى في التحليل الجديد، مضيفة "صوت القراء والكتاب دفع المحررين إلى إلقاء نظرة فاحصة في هذه النسبة محاولين أن يكونوا أفضل، وتسير الأمور في طريقها الصحيح، في إطار محاولة دمج المزيد من النساء إلا أن التنوع يجب ألا يبدأ وينتهي بالمزيد من الفرص للنساء البيض والاتحادات".

وكشفت إحصاءات فيدا الجديدة عن تحيز كبير بين الجنسين في بعض المطبوعات الكبيرة، حيث تمثل الكاتبات في نيويورك ريفيو للكتب نسبة 21% من الإجمالي، بينما سجلت الكاتبات في ملحق التايمز الأدبي نسبة 29% وحققت نسبة 23% في لندن ريفيو، وفي مطبوعة أتلانتيك انخفضت نسبة النساء إلى 30% وهي أقل نسبة منذ ثلاثة أعوام.

وذكرت الشاعرة ورئيس منظمة فيدا، إيمي كينغ، أن "بعد ستة أعوام من الإحصاء تعد معظم المطبوعات الرئيسية في حالة حذر، وهذا لا يعني أنهم يأخذون هذا التفاوت على محمل الجد، ولكن أولئك الذين لم يدركوا الأمر بعد لا يعبرون عن ذلك علنًا، وأعتقد أن المطبوعات أصبحت واعية بشكل أكبر ليس فقط بسبب مجهودات فيدا ولكن بسبب وضوح ثقافة التحيز والاعتداءات التي يمارسونها، وتشعر النساء أنهن أصبحن أكثر تمكينًا للمطالبة بأن تسمع أصواتهن"، مشيرة إلى دور الجماعات الناشطة مثل بلاك ليفز ماتر التي أنشأها النساء، وتابعت "هذا هو السبب في رؤية الاستقطاب العام في انتخابات الرئاسة الأميركية في الوقت الراهن، حيث يعبر الكثير من المواطنين عن رأيهم نيابة عن أولئك الذين أصبحوا غير مرئيين أو تم إسكاتهم، ويمكن ملاحظة ردة الفعل ضد من يطالبون بمساحة أكبر بشكل كبير في معسكر ترامب وكروز".

وفحصت منظمة فيدا للمرة الأولى المراجعات النساء من حيث العرق والهوية الجنسية، وتبيّن أن النساء البيض المعتدلات والقادرات جسديًا كن الأفضل في التمثيل، وأنه تم تمثيل بعض الكاتبات بشكل أفضل في الوسائل المطبوعة، وتسائلت المنظمة في تقريرها "إلى أي مدى أفلس الوضع الراهن في ظل حالة الغياب الصارخة؟ وإذا سيطرت جماعات معينة على المشهد الأدبي كيف يكون المجتمع صحيحًا مع الاستفادة من اختلافنا وقواسمنا المشتركة؟ أليست من الآثار الأدبية إضفاء الإنسانية على الشعوب لتتجاوز أنفسنا".

ونشرت مطبوعة نيو ريبابليك معظم موضوعاتها بواسطة كاتبات من ذوات البشرة الملونة، حيث أفاد مسح فيدا بوجود 17 موضوعًا من بين 47 موضوعًا للمشاركين في الاستطلاع كتب بواسطة نساء من ذوات البشرة الملونة، بينما نشرت نيويورك بوك ريفيو العدد الأكبر من المواضيع ممثلاً في 25 موضعًا بواسطة كتاب مختلطي العرق، وجاءت تاينز ليتراري في المرتبة الثانية من خلال نشر 18 موضوعًا، بينما نشرت نيويوركر وتي.أل.أس مواضيع للكاتبات من جميع فئات الهوية الجنسية.

ونشرت مجلة الشعر 55 موضوعًا لكتاب من غير محبي الجنس الآخر مقارنة بنشر 48 موضوعًا لكاتبات معتدلات من محبي الجنس الآخر، وعلى النقيض نشرت مطبوعة أتلانتيك 19 موضوعًا لكتاب معتدلين من محبي الجنس الآخر، كما نشرت موضوعًا واحدًا فقط لكاتبة صنفت باعتبارها ذات هوية جنسية واسعة، وكشفت نتائج مسح فيدا أن ستة من بين 15 مطبوعة تم فحصها لم تضم أيّة مواضيع لكاتبات معاقات، بينما جاءت معظم المواضيع في مطبوعات تي.أل.أس ونيتبر وتين هاوس بواسطة كاتبات معاقات.

وذكرت الكاتبة نيكولا غريفث التي اكتشفت العام الماضي أن الكتاب يكون أكثر حظًا للفوز بالجوائز إذا كان بطل الرواية ذكر "أنا سعيدة لأن فيدا وسعت إحصاءاتها هذا العام، ومن الواضح وجود عدد قليل من الكاتبات اللاتي ينشرن في هذه الصحف، واللاتي تمكن من التغلب على أكثر من درجة للصعوبة مثل معتدل وأبيض وذكر وقادر جسديًا، لقد وجدت نفسي أبحث عن كتاب مثلي لأنه من المهم أن نعرف أن هناك آخرين يحاولون كسر الحواجز، نحن نبحث عن قبيلتنا المماثلة وكلما صغر حجمها كلما أصبحنا أكثر حاجة للعثور عليها"، وتأمل بأن توسع فيدا نطاق اختصاصها لمسح الجنسين من أبطال الكتب، وفحصت المنظمة الفائزين بست جوائز كبرى ووجدت أن الغالبية كتبت عن شخصيات ذكورية، وأضافت غريفث "شعرت بالفزع من القائمة القصيرة لجائزة بوكر العام الماضي، حيث كانت الروايات عن الرجال".