الرياض - محمد الدوسري
اهتمت الصحف السعودية الصادرة السبت بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والإقليمي والدولي.
وتحدثت صحيفة "اليوم"، عن قضية اليمن، مبينة أن السعودية ظلت على مدى تاريخها تقف إلى جانب اليمن كعمق استراتيجي، وكجزء من الأمن القومي، وأولتْه عناية خاصة، انطلاقًا من حرصها على سيادته وعافيته أمنًا واقتصادًا وتنمية، تأسيسًا على تلك الاعتبارات الجيوسياسية، وكذلك امتدادًا لمسؤولياتها القومية والإسلامية تجاه كافة الشعوب والبلدان العربية والإسلامية.
وذكرت أن المملكة لعبتْ إلى جانب تذليل قضايا اليمن، دورًا بارزًا في دعمه تنمويًا، من خلال العديد من المشاريع الحيوية التي ساهمت بها للشعب اليمني، في إطار تكريس وحدته واستقراره ورخائه.
وليس أدل على ذلك الاهتمام من تبني ورعاية الاتفاقية الخليجية، التي رسمتْ خارطة الطريق لهذا القطر الشقيق؛ لإخراجه من محنته بعد قيام الثورة ضد نظام علي عبدالله صالح، وعملها الدؤوب على تنفيذ كافة بنود تلك الاتفاقية إلى جانب أشقائها في مجلس التعاون الخليجي؛ تفاديا للانتقال للفراغ أو تغول طرف على آخر.
وأشارت إلى أن كل ما تأمله المملكة هو أن يتخلص الحوثيون من الشعور بغرور القوة، وأوهام القدرة على إخضاع هذا الشعب لإرادتهم، وعلى حساب الآخرين، وأن يصغوا جيدًا إلى صوت الحكمة، ويدركوا أن أي فريق مهما كان فلن يتمكن من أن يحكم بلدًا سبق وأن ثبت بالتجربة أنه لا يُمكن أن يُحكم إلا بالتوافق.
وكتبت صحيفة "الوطن"، تحت عنوان "التعنت الروسي لن يغير الموقف الخليجي من اليمن"، مبرزة أن روسيا تخطئ إن كانت تريد استعادة هيبتها كدولة عظمى على حساب قضايا الشعوب، وهي ستخسر الكثير مستقبلًا، لأنه لن يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح، وعندها ستنقلب الأمور عليها، فتفقد ما بقي من رصيدها لدى الحكومات والشعوب المتضررة بسبب تعنتها في مجلس الأمن.
وأوضحت أن روسيا لم تكتف بحماية النظام السوري وهو يقتل شعبه منذ بداية الثورة السورية، واستمرت في حمايته حتى بعد أن وضح للجميع أنه لا نهاية للفوضى إلا بإسقاط النظام السوري بالتزامن مع تطهير المناطق من التنظيمات الإرهابية، بل تمادت أكثر لتجهض الخميس مشروع قرار خليجي لإصدار بيان في مجلس الأمن لتحميل الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن وإيجاد حل للأزمة.
وتساءلت: ما الذي تريده روسيا لتفهم أن الحوثيين سبب البلاء الحالي في اليمن، أم أنها تجامل حليفتها إيران التي ترعى الحوثيين وتدعمهم، وإن كان على حساب مصائر الشعوب؟.
أما صحيفة "المدينة"، فلفتت إلى أن الحوثيين نفّذوا انقلابهم على الشرعية في اليمن بخطوات ظنوا أنها ستفوت على القوى اليمنية والجوار الإقليمى والمجتمع الدولي.
وحاولوا "شرعنته" عبر إعلان دستوري فصّلوه بحسب رغبة إيران والمتحالفين معها بفكر طائفي عقائدي ضيق لم يقم وزنًا لليمن، وحاولوا اختزال كل مكونات الشعب في صوتٍ "قادم من مران متخندق مع ملالي قم"، وكل هذا مرفوض.
وتابعت: لقد هبت جماهير اليمن وقواه الحية وأعلنت رفضها ومقاومتها للتمدد الحوثي، أو بعبارة أصح اختطاف الحوثي للدولة إلى جهة إيران ومحاولة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح وهذا أيضًا مرفوض.
وبينت أن مجلس التعاون الخليجي، قد أعلن رفضه للانقلاب الحوثي بشكل واضح؛ لما يشكله من مخاطر على اليمن أرضًا وشعبًا، وعلى دول المجلس، وأكد احتفاظه باتخاذ ما يراه مناسبًا لحماية أمنه واستقراره ومصالحه.
وشددت على أن المجتمع الدولي مطالب أيضًا بموقف "تتحول فيه الأقوال إلى أفعال"، وتحريك القرارات الدولية لإنهاء هذه المهزلة، لأن اختطاف شرعية دولة كاملة من قبل فئة متعطشة للسلطة بأي شكل تتبنى أجندة لا علاقة لها باليمن أمر لا يمكن السكوت عليه وتمريره بسهولة.
وأوضحت صحيفة "عكاظ"، أنه ليس هناك شك أن مواجهة تمدد تنظيم "داعش" أصبحت مطلبًا استراتيجيًا ليس فقط خليجيًا وعربيًا بل عالميًا، خاصة أن التنظيم تمادى في إرهابه وقتله وسفكه لدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وعاث في الأرض الفساد وأهلك الحرث والنسل وأساء لصورة الإسلام، والدين الإسلامي منه براء.
ورأت أنه لا بديل عن استراتيجية طويلة المدى لتجفيف مصادر الدعم المالي الذي يتحصل عليه التنظيم وتكثيف المواجهة العسكرية ضده والسعي لبلورة عمليات برية عاجلة وموجعة مدعومة بغطاء جوي لحسم هذه المعركة وكسر عظم التنظيم الذي بات يتمدد بشكل يؤشر إلى أن الضربات الجوية رغم كثافتها إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن.
وأردفت قائلة: المطلوب من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب سرعة بلورة هذه الاستراتيجيات العسكرية لكي يتحطم "داعش" وكل التنظيمات والأنظمة الإرهابية التي تدعمها وعلى رأسها نظام الأسد الهمجي الذي أطعم وسقى هذا التنظيم.
وعن "سوريا.. بين الثابت والمتحول"، كشفت صحيفة "الشرق": بعد ما يقارب الأربع سنوات على اندلاع الثورة السورية كل شيء في سوريا تغير، وتحولت معظم المناطق السورية إلى خراب، والشعب السوري تحول إلى نازحين ولاجئين في بقاع الأرض، وانهارت العملة السورية وفقد الناس المتبقون كل ضرورات الحياة، في حين يعيش الملايين من الناس تحت القصف اليومي والحصار.
وبينت أن سورية فقدت جميع ملامحها ووجهها الحضاري وباتت عرضة لانتهاكات المليشيات والتنظيمات الإرهابية، مع صمت دولي لا يمكن لأحد إدراك معناه.
ورأت أن تطورات كبيرة وكثيرة مرت على السوريين طوال هذه السنوات، فالسوريون من حلم بتغيير النظام وإصلاح ما أفسده طيلة أربعين عامًا إلى تنظيم "داعش" الذي ضاعف من مآسيهم، وباتت المعاناة مزدوجة والضريبة التي يدفعونها اليوم أصبحت أكبر.
ونوهت إلى أن الثابت الوحيد هو استمرار جرائم الأسد وإنكاره لما يجري في سورية، والثابت أيضًا أنه كان عرضة للسخرية منذ البداية وإلى الآن، والثابت أيضًا أنه ليس هو من يحكم سورية، وأنه لولا إسرائيل وإيران لما استمر الأسد إلى الآن وهذا ما يكرره المسؤولون في كلا البلدين باستمرار.
وتحدثت صحيفة "الرياض"، عما أسمته "موت اللغة العربية"، لافتة إلى أن علماء اللغات ودارسوها يتحدثون عن زوال واختفاء آلاف اللغات المحكية في العالم ومنطقتنا مشمولة بها للناطقين بغير العربية والذين يتعرضون للإبادة في سورية والعراق كأكبر بلدين تدور بهما كل أنواع الحروب العسكرية والطائفية والثقافية.
وشددت على أن اللغة العربية، وحتى الآن لغة عالمية، قادرة على أن تتسع للعلوم والمعارف ويحرسها القرآن الكريم الذي حافظ على وجودها من الزوال، لكن التنبؤات التي تخرج من دارسي جميع لغات العالم يتحدثون أنها على خطر، لأنها بقيت لغة راكدة لا تجدد نفسها ولا يحميها أصحابها.
وأصبحت مجامعها اللغوية مهترئة، وجامعات العرب والعالم الإسلامي نصف تدريسها ومحاضراتها تأتي من اللغة الإنجليزية، ولذلك فهي لن تعمر لأكثر من مائة عام لتختفي في ظل اللغات الغازية والمتطورة التي ستفرض وجودها.
وخلصت الصحيفة إلى أن القصور لا يأتي من التشريعات شبه الغائبة، وأنه إذا صدق احتمال اختفاء اللغة العربية، فإنها تأتي من أبنائها قبل غيرهم، ولو صدقتْ هذه الدعوى، فإن جميع التراث العربي والإسلامي سيختفي، وهي مأساة أمة لا تكتفي بالحروب الطائفية، وإنما بالحرب على وجودها وموروثها.