القاهرة ـ إيمان إبراهيم
احتفل الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعيد الـ51 لإذاعة القرآن الكريم المصرية، موجهًّا حديثه إلى مستمعي الإذاعة.
وذكر السيسي، في مستهل حديثه، أن مناسبة الاحتفال بالإذاعة هو مواجهة تحريف نسخ القرآن، إذ صدر في بداية السبعينات نسخة محرفة فاخرة وانتشرت في مصر، ومن هنا قرر وزير الأوقاف آنذاك بإنشاء هذه المحطة بتسهيلات من الدولة، ومن هذا الوقت وهي تقوم بدور تنويري عظيم للمصريين والأمة الإسلامية بأسرها، فيما يخص شؤون المسلمين من خلال علماء الأزهر الكبار في مصر.
وتابع الرئيس: كل كلمة تقولها الإذاعة لها صدى وتأثير كبير، وسنحاسب على كل كلمة سواء كانت طيبة أو غير ذلك، صحيح أن كل البشر محاسبون على أفعالهم وأقوالهم، لكن الخطأ الأكبر هو الخطأ في الدين وتعاليمه، لاسيما وأننا نتحدث في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد والمنطقة والعالم.
وشدد الرئيس على أن "إذاعة القرآن الكريم تقوم بتوجيه المواطنين، وعلينا أن نعزز موقف الإسلام بنشر الكلمة الطيبة لأنها تقوم بدور جميل، وعلينا أن نتوقف كثيرًا لمشاهدة أحوال المسلمين بشكل متجرد، ونتبين مواقع أقدامنا وأفكارنا الإسلامية السمحة ومقارنتها بالأفكار المنتشرة في أفغنستان، وباكستان، والعراق، والصومال، ونيجيريا، والسودان، والعراق، واليمن".
ووجَّه حديثه لأصحاب الأفكار المتطرفة، قائلًا: نحن نسيء إلى الإسلام وأتصور أن الدول الغربية شافت النبي محمد (ص) في سلوكياتنا، ووجهوا إساءات إلى النبي والإسلام، بسبب تصرفاتنا نحن المسلمين، وهو ما يعني أن السبب في الإساءة إلى الدين ليس هم بل هي نتاج تصرفاتنا وسلوكياتنا.
كما وجَّه عددًا من الأسئلة إلى أصحاب الأجندات المتطرفة، بقوله: هل الحق سبحانه وتعالى يريد أن يأتِ بقوم يمارسون العنف في نشر الدين؟ من الذي يقول أن الحق يقبل أن يفرض على الناس أن تقتل؟ من يقول إن ربنا يقبل بهذا الأمر؟ الله خلق كائنات لا نعرف عنهم شيئًا، لكن خلق البشر ليقوموا بأعمالهم في حرية فهو أرادهم أن يعبدوه طوعًا وليس بالإجبار.
واستطرد الرئيس: نحن سنحاسب بشدة لأننا سمحنا للإساءة إلى الدين، وسمحنا بالاستماع إلى الأفكار المغلوطة، معتبرًا أن مرحلة الإساءة إلى الدين لن تستمر طويلاً، وأن أجندات المتطرفين لن تؤثر سلبًا على أجيال الشباب.
وأضاف: لست قلقًا من هذا الأمر، في إشارة إلى عزوف الكثير من الشباب عن الدين، بل واعتبرها مرحلة مؤقتة؛ لأن صدمتنا هنا مرتبطة بـ"ناس قالت لا إله إلا الله محمد رسول الله وهي تنفذ أعمالًا تخريبية من القتل والعنف، هؤلاء الأشخاص تسببوا في تأخر الأمة لسنوات طويلة، على أساس أنها تنشر وتعز الإسلام.
وتابع: أنا أعاني من المرارة منذ سنوات طويلة، بسبب الإساءة لله الحق بسبب ما يقدم من أفكار للناس، نعاني من الذاتية، والله خلقنا حتى نذهب إليه طمعًا وحبًا له لنسعد به ونسعد برضاه، نحن نحتاج أن نتوقف كثيرًا لمواجهة هذه الأفكار.
واختتم قائلاً: الحق حق ولو لم يتبعه أحد، والباطل باطل لو الكل اتبعه.