كانبيرا - ريتا مهنا
يوصي مركز لوى الأسترالي للأبحاث في ورقة بحثية تصدر عنه الأسبوع المقبل، بضرورة تجاهل دعاية تنظيم داعش في وسائل الاعلام، وأوضحت الورقة البحثية أن داعش استغلت صعوبة تغطية الأحداث في سورية والعراق وأظهرت فهم عميق لصناعة الإعلام من أن تشكيل تغطيتها في الصحافة الغربية.
وأضافت مؤلفة البحث لورين ويليامز وهي صحفية مستقلة ورئيسة تحرير سابقة لجريدة بيروت ديلي ستار ، الثلاثاء : "إنهم يدركون دورة الأخبار وما يستحق النشر ويضعون موادهم الدعائية بناء على ذلك، واستطاعت داعش السيطرة إلى حد كبير على الطريقة التي تم وصفها بها والطريقة التي ينظر إليها بها".
وأفادت وليامز أن وسائل الاعلام في الأونة الأخيرة أصبحت تعرف اللقطات التي تبثها داعش لبثها في الإعلام الغربي وبدأت تخفف من ذلك، وبدا بعض منتجي التليفزيون الفرنسي التعرف على أشرطة فيديو داعش التي تبث باعتبارها نوع من الدعاية للتنظيم، وبيّنت وليامز أنه ينبغي على المؤسسات الإعلامية المثالية تجاهل المواد الدعائية لداعش من مقاطع فيديو ومنشورات وتغريدات، ولكن الحقيقة أن الأمر يخضع لسوق الإعلام التجاري في ظل الإقبال على قراءة قصص تنظيم داعش.
وأشارت وليامز إلى ضرورة اقتران تغطية قصص التنظيم بالخبراء لكشف القرائن والسياقات المختلفة لمزاعمه وهو ما يتطلب مزيدًا من التعاون من الجهات الأمنية والحكومية، مضيفة أن قصص العائدين من أراضي داعش أيضا تمثل نوع من الدعاية لهم، وبينت وليامز أن مواد داعش تركز على ثلاثة اتجاهات هي الاضطهاد والوحشية واليوتوبيا.
وتابعت وليامز: " بدأت اليوتوبيا والمثالية تحل محل المحتوى الوحشي، ممثلة في بث صورة للدولة الإسلامية كمجتمع فعال حيث تعمل الأشياء بنظام وهناك حكومة وشرطة فعالية وأنها مكان جيد للحياة بعيدا عن الحرب".، ومن أمثلة ذلك الفيديو الذي نشر في أبريل/ نيسان للطبيب الأسترالي طارق كاملة والذي وصف الرعاية الطبية الجيدة التي يقدمها التنظيم وحث الأطباء المسلمين الأخرين للانضمام إليه.