نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف اتهم زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه حكومة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالمشاركة في الحرب الدائرة في شمال مالي، بطريقة غير معلنة، من خلال تسخير المطارات والموانئ ومرافق الدولة للقوات المشاركة في الحرب، والتي اعتبرها "مشاركة غير شرعية"، كما اتهمه بالعمل على تصفية معارضيه. وأكد أحمد ولد داداه خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر السبت، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، على أن الرئيس الموريتاني يعمل على تصفية المعارضة، لاسيما رجال الأعمال، وقد تجلى ذلك في الحملة التي تستهدف رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، الذي كان من مقربي ولد عبد العزيز، قبل تخندقه في صفوف المعارضة، مشيرًا إلى أنه يتعرض لظلم واضح، حيث وضعت عليه الدولة ضرائب وصلت الى ما يناهز 4 مليارات أوقية على ممتلكاته، وهو ما اعتبره البعض محاولة لاستهدافه وتصفية الحسابات معه.
وعلى صعيد الحرب الدائرة في مالي، أكد ولد داداه أن "موريتانيا في وضع لا تحسد عليه من الناحية الأمنية، باعتبار طول حدودها مع الجارة مالي، الذي يصل إلى 2000 كيلو متر"،  وأضاف "إن ما يحدث في مالي يصعب أن تنجو منه موريتانيا، و شرارة الحرب ستصل إلى موريتانيا، وذلك بحكم القوات الكبيرة التي تشارك في الحرب الدائرة هناك"، مشيرًا إلى أن "أضرار موريتانيا من الحرب لن تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل ستكون لها انعكاسات اجتماعية، بفعل التداخل السكاني بين البلدين"، داعيًا إلى تحمل موريتانيا مسؤوليتها في إيواء اللاجئين الماليين.
وعلى صعيد أخر، أشار ولد داداه إلى أن "البرلمان الموريتاني منتهي الصلاحية منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2011، وليست هناك بوادر في الأفق تعطي قناعة بقرب إجراء الانتخابات، التي يسعى النظام للقيام بها في حزيران/يونيو، لأنه ليس جاهزًا من الناحية السياسية والفنية"، واصفًا الوضع بأنه "كارثي، ولا توجد حتى إرادة لدى النظام سوى في خلط الأوراق، وتراكم العجز والفشل"، معربًا عن تخوفه من أن تأخذ الحرب في مالي توجهًا عرقيًا أو دينيًا، وهو ما رأى أن آثاره سوف تكون كارثية على موريتانيا والمنطقة.
وفي السياق ذاته، أكد ولد داداه على أن "الجبهة الداخلية ممزقة، و تعاني من التشرذم، فعلاقة مختلف الأطراف متدهورة، وقد وصلت حد الكراهية".
كما تطرق زعيم المعارضة الموريتانية إلى الوضع الاقتصادي، حيث أشار إلى أن "الثروات الأساسية تعاني من غياب الدعم، ومن التدمير المخيف"، متطرقًا إلى رؤية حزبه لتعامل النظام الحالي مع مختلف الثروات الوطنية، كما حذر في هذا المجال قائلاً "في ظل هذا الوضع الاقتصادي الخانق، لا استبعد أن يلجأ بعض الشباب وحملة الشهادات إلى الهجرة خارج الوطن، بل والانخراط أحيانًا في نشاط الجماعات الإرهابية".
وأضاف "إن الدولة تشجع الاستثمار الأجنبي، بينما تضايق رأس المال الوطني، وأبرز مثال على ذلك تعامل النظام الحالي مع رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو"، مطالبًا الرئيس ولد عبد العزيز برفع اليد عن رجال الأعمال، وعدم استخدام ملف الضرائب استخدامًا سياسيًا، كما حذر "البنك المركزي" من الكشف لأي جهة عن ملفات رجال الأعمال، باعتبار أن ذلك الكشف غير مسموح به في قانون البنك، بحسب ولد داداه، المحافظ السابق لـ"البنك المركزي".
يذكر أنه تزامنًا مع المؤتمر الصحافي الذي عقده ولد داداه، السبت، تظاهر العشرات من أنصار رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو، وندد المتظاهرون بما وصفوه بـ"حملة الاستهداف" التي تطال رجل الأعمال من قبل النظام، في حين لا زال ولد بوعماتو خارج موريتانيا