امحند العنصر وزير الداخلية المغربي
امحند العنصر وزير الداخلية المغربي
الرباط ـ رضوان مبشور
انتقد وزير الداخلية المغربي، والأمين العام لحزب "الحركة الشعبية" امحند العنصر كيفية تعاطي عبد الإله بنكيران وحكومته مع المشاكل التي تواجه المغرب، لاسيما ما يتعلق في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مؤكدًا أن تدابير الحكومة الحالية لن تحل مشاكل المغرب. واعتبر امحند العنصر أن الوضع السياسي الذي
يعيشه المغرب صعب جدًا، وقال "نحن مهددون بسيادة الفكر الواحد، والحال إن المغرب ميزته التعدد والتنوع الفكري واللغوي والحزبي، وهو ما يجعله استثناءًا في المنطقة العربية"، وأضاف "المغرب ناضل منذ الاستقلال ضد الحزب الواحد، ودفع الثمن غاليًا، لتبقى التعددية الحزبية والسياسية والثقافية، وسلك مسلك النجاة، ولم يعرف نكسات كالتي عرفتها بعض الدول الأخرى".
ووظف وزير الداخلية كلمة "الشعبوية" لمهاجمة عبد الإله بنكيران، حيث قال "إن المغرب ليس محكومًا عليه أن يعيش متخبطًا بين العدميين وبين دعاة الشعبوية"، وعاد في معرض حديثه ليوجه سهامه صوب بنكيران قائلاً "العدميون هم الذين لا يرون إلا الأسود، وليس لهم أي اقتراحات، إلا تحطيم آمال المغاربة وتكسيرها، فيما دعاة الشعبوية الرخيصة هم من يسهلون كل شيء، ولا يزرعون الأمل، وإنما بوادر الغضب".
وهاجم العنصر مبادرات حكومية عدة، إتخذتها حكومة بنكيران، منها إلغاء صندوق موازنة الأسعار، وصرف تعويضات شهرية لـ 3.5 مليون أسرة مغربية، بقيمة 1000 درهم شهريًا (125 دولار)، وقال في هذا الصدد "الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية، ولن تحل المشكلة بالكلام الفارغ، إذ لا يكفي أن نعطي الناس 1000 درهم شهريًا، لنقول إننا قمنا بحل مشاكل المغاربة"، وأضاف "الأمور ليست بهذه البساطة ولا بهذه السطحية، فعلينا أن نصارح المغاربة بالتضحيات التي تنتظرهم، فليس هناك من بإمكانه أن ووفر فرص عمل في وقت قصير".
واستغرب متتبعي للمشهد السياسي المغربي والصحافة المغربية هجوم وزير الداخلية على الحكومة، حيث تساءل البعض عن سر الخروج المدوي لوزير بقيَّ صامتًا، وحسب تفسيرات بعض المصادر، فإن امحند العنصر أراد من خلال هذا الهجوم، الذي شنه ضد بنكيران وضد سياسات الحكومة، التي يشارك فيها، رد الدين لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي قام خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة بدعم مرشح حزب "التقدم والاشتراكية" على حساب مرشح "الحركة الشعبية"، الذي ينتمي إليه امحند العنصر، كما هاجم بنكيران في وقت سابق العنصر، واتهمه باستغلال النفوذ الذي تحظى به وزارة الداخلية، لدعم مرشحي حزبه في الانتخابات. وأضافت المصادر "أن العنصر ظل يتصيد الفرصة للرد، سيما وأن هذا الدعم جر عليه غضب أنصار حزبه، الذي طالبه في أكثر من اجتماع لمكتبه السياسي بتفسير ما حصل".
وبهذا التصرف المدوي، ينضم امحند العنصر إلى الأمين العام لحزب "الاستقلال" حميد شباط، المشارك أيضًا في الائتلاف الحكومي، والذي انتقد سياسات حكومة بنكيران، لاسيما في المجال الاقتصادي والاجتماعي، وهدد في أكثر من مرة بالانسحاب من الحكومة، التي تضم كل من أحزاب "العدالة والتنمية" الإسلامي ذو الغالبية، وحزب "الاستقلال"، و"الحركة الشعبية"، و"التقدم والاشتراكية".