عناصر من الجيش اللبناني
بيروت ـ جورج شاهين
استمرت أعمال القنص في مدينة طرابلس اللبنانية بين منطقتي جبل محسن والتبانة، الجمعة، والتي أدت إلى مقتل عنصر من الجيش اللبناني و6 مدنيين، وإصابة عدد من العسكريين و37 مدنيًا، بعد ليل متوتر، فيما حمّل الرئيس نجيب ميقاتي قيادة الطائفة العلوية المسؤولية عن أحداث العنف في المدينة.
وكانت جولة
العنف الجديدة قد تمحورت بين مناطق باب التبانة، والحارة البرانية، والشعراني، والسيدة، والبقار، والريفا، والمنكوبين والملولة، وجبل محسن، حيث أطلقت القذائف الصاروخية بشكل كثيف، فضلاً عن رصاص القنص، والأعيرة الرشاشة المختلفة.
وقد تم التعرف على القتلى المدنيين، وهم يحيى فليجي، وسمير حداد، وأحمد مرعي، وعمر فليجي، وبلال العلي، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 37 جريحًا، عرف منهم عبد الله العلي، وأحمد الكسار، وأحمد شقرا، ومحمود موسى، وقاسم معتصم عبد الحميد، وعلاء أديب، وناصر منصور، ونهلا أبو زيد، ومحمد الدهيبي، ووسام دياب، وأحمد الشامي، ومحمود العبد، وعلي دروبي، وأُصيب الطفل عيسى زعاطيطي (12 عامًا)، برصاصة طائشة في ملعب مجاور لمستشفى دار الزهراء في أبي سمراء، ونقل على إثرها إلى المستشفى المذكور للعلاج، حيث أُجريت له عملية جراحية.
وقامت وحدات الجيش بالرد على مصادر النيران، وأقامت حواجز في مختلف مناطق المدينة، وعلم من أسماء الجرحى العسكريين محمد كسار، وعبدالله علي علي، ومحروس دمعة، ومحمد عبد الكريم دلول، وهاني عباس حسن، وحسن هاني زين الدين، وعلي الروبي.
وعمدت القوى الأمنية إلى قطع الأوتوستراد الدولي، الذي يربط طرابلس مع عكار، بين محلتي دوار نهر أبو علي والملولة، وتحويل السير إلى طرق أخرى نتيجة أعمال القنص.
وسجلت حركة نزوح من مشروع الحريري باتجاه عمق المدينة، نتيجة أعمال القنص وتبادل إطلاق النار بين باب التبانة وجبل محسن، فيما سقطت قذيفة "إينرغا" في محيط البيسار، فضلاً عن الانتشار الكثيف وغير المسبوق في مدينة طرابلس, وتسير دوريات في شوارع المدينة، والتواجد الثابت عند مفترق الطرقات وفي الشوارع الرئيسة، وتنفيذ عمليات دهم في باب التبانة وجبل محسن، وتطويق مستشفى طرابلس الحكومي، بعد تجمع أهالي المصابين.
وأعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أنها أوقفت، بعد سلسلة من عمليات الدهم، المدعو جهاد دندشي، وهو أحد المشتبهين الرئيسيين في إطلاق النار على أحد العسكريين في المستشفى الحكومي في محلة القبة ـ طرابلس, مشيرة إلى أنه "بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص"، مؤكدة أن "قوى الجيش تستمر بملاحقة باقي المتورطين في الحادث".
هذا، وقد أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً مع مسؤول العلاقات السياسية في الحزب "العربي الديمقراطي العلوي" رفعت عيد، وبحث معه أوضاع طرابلس, وحمّل ميقاتي رئيس الطائفة العلوية مسؤولية ما يجري في المدينة، بعدما هدد عيد بإشعال المدينة، واستخدام الأسلحة الصاروخية ومدافع الهاون من منطقة بعل محسن.
هذا، فيما تكثفت الاتصالات بين قيادة الجيش وزعماء المسلحين والسياسيين في طرابلس، من أجل تهدئة الوضع، ولإبلاغ المعنيين بأن الجيش لن يسمح باستمرار العمليات العسكرية، كما عقد "اللقاء الإسلامي" في طرابلس، ظهر الجمعة، اجتماعًا في منزل النائب محمد كبارة، لبحث التطورات الأمنية.