دمشق - نور خوام
توصلت القوات السورية و"حزب الله" وعناصر من المعارضة إلى اتفاق يتضمن وقفاً للنار في الزبداني قرب دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، بالتزامن مع إعلان القوات الحكومية، الأحد، هدنة في بلدة أخرى قرب العاصمة.
ويضتمن الاتفاق النهائي الذي يجري التفاوض عليه مرحلتين قد تنتهيان بـ "هدنة لستة أشهر"، بعد القيام بعدد من الخطوات المتبادلة بينها إطلاق سراح ٥٠٠ معتقل لدى القوات الحكومية سجنوا قبل تموز/ يوليو، إضافة إلى خروج جرحى وآلاف المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا وخروج عائلات ومدنيين من الزبداني.
وأشارت مصادر إلى أن الاتفاق، في حال تم إنجازه، سيكون برعاية الأمم المتحدة على أن "يتم تشكيل مجموعة عمل تشمل مندوباً من الأمم المتحدة ومندوباً من إيران ومندوباً من المسلحين، وتُعتبر مرجعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق وحل أي مشاكل قد تطرأ".
وتوقفت الجولة السابقة من المفاوضات بسبب عدم موافقة القوات الحكومية على إطلاق سراح معتقلين كان الوفد الإيراني وافق على إطلاقهم. وأفادت شبكة "الدرر الشامية" المعارضة أن مقاتلي القوات الحكومية و "حزب الله" ومقاتلي المعارضة توقفوا الأحد، عن استخدام الأسلحة الثقيلة بعد التوصل إلى هدنة موقتة "بناء على طلب إيران بعدما أحزر جيش الفتح تقدماً قرب بلدة الفوعة في ريف إدلب" بعد هجوم تضمن تفجير عدد من العربات المفخخة، مشيرة إلى أن "ثوار الزبداني أحبطوا هجوماً لحزب الله على المدينة قبل ساعات من بدء سريان الهدنة".
وبيّن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ مدينة الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا شهدت "هدوءاً تاماً" منذ ظهر الأحد، موضحًا "الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار".
ولفتت مصادر إلى أن "المعارضة في بلدة الطيبة في ريف دمشق الغربي توصلت إلى هدنة مع القوات الحكومية بعدما باءت المحاولات لاقتحامها بالفشل". وأوضحت أن الاتفاق تضمن سيطرة المقاتلين المحليين على إدارة البلدة مقابل تراجع القوات الحكومية إلى مسافة بعيدة منها.
وأشار مدير "المرصد" رامي عبد الرحمن إلى أنّ "75 مقاتلاً جديداً دخلوا إلى محافظة حلب بعدما خضعوا لدورة تدريبية على يد أميركيين وبريطانيين وأتراك داخل معسكر في تركيا".
وأكد الناطق باسم "الفرقة 30"، حسن مصطفى، التي وصل عدد من المقاتلين المدربين إلى مقرها، دخول المجموعة شمال سورية، بعدما خضعوا "لتدريب استغرق شهرين في تركيا" وتوجهوا بعدها مباشرة إلى خطوط التماس مع تنظيم "داعش"، وأوضح أنهم موجودون في بلدة تل رفعت" المجاورة لمدينة مارع المحاصرة من قبل تنظيم "داعش" في محافظة حلب.
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم "يوجد شيء جديد يفوق تزويد سورية بالسلاح وهو مشاركة روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة وهذا شيء أساسي يقلب الطاولة على من تآمر على سورية ويكشف أن الولايات المتحدة وتحالفها لم يوجد لديهم استراتيجية لمكافحة داعش".
كما نقل موقع "كلنا شركاء" المعارض عن المنسق العام لـ "هيئة التنسيق الوطنية" حسن عبد العظيم، أن "أي وجود روسي عسكري في سورية بالتنسيق مع التحالف المناهض للتطرف، سيكون دعماً لجهود مكافحة التشدد كما سيعزز الحل السياسي للأزمة السورية".
وأضاف رداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن "وجود الأسد في الفترة الانتقالية ولو بشكل رمزي ضروري لحماية تماسك الجيش السوري والذي يخوض حرباً ضد داعش والحفاظ على المعارضة المسلحة التي تقاتل التنظيم".