رماة الحجارة إثر مواجهات الأقصى

خيّم هدوء حذر على باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة وبلدتها القديمة، وسط تقديرات بأنه لن يدوم طويلاً خصوصاً بعد إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أنه سيواصل السماح لليهود بالدخول إلى باحات الأقصى، وقراره تشديد العقوبات في حق راشقي الحجارة، تزامنًا مع تأكيد الرئيس محمود عباس على أن السلطة الفلسطينية لن تسمح بتقسيم الأقصى، وستفعل كل ما تستطيع لحماية القدس.

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله خلال اتصال هاتفي أجراه مع العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس فرنسوا هولاند ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي "مواقف حازمة" لوقف "الاعتداءات" الإسرائيلية في الأقصى والقدس، وذلك وفق بيان صادر عن الديوان الملكيالأردني.

ورغم انتهاء الاحتفالات اليهودية برأس السنة العبرية،  الأربعاء، إلا أن مجموعة من اليهود المتطرفين اقتحمت صباح الأربعاء، باحة الأقصى لليوم الرابع على التوالي، في ما بدا أنه تطبيع لهذه الاقتحامات وفرضها كأمر واقع. وأوضح شهود أن 35 يهودياً اقتحموا باحات المسجد تحتحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. كما أعلنت شرطة الاحتلال أن ألف يهودي زار الأقصى خلال الاحتفالات برأس السنة العبرية، والتي استمرت ثلاثة أيام.

ورغم عودة الهدوء إلى ساحة الأقصى والقدس ، غير أن هذا الهدوء يبدو هشاً، خصوصاً أن اليهود يحتفلون الثلاثاء بـ "يوم الغفران"، "يوم كيبور"، وبعدها بأسبوع بـ "يوم العرش" (السوكوت)، إذ يتوقع أن تشهد المناسبتان مزيداً من التدفق على البلدة القديمة، ومزيداً من الاقتحامات للأقصى، علماً أن "يوم الغفران" يتزامن للسنة الثانية على التوالي مع عيدالأضحى الأسبوع المقبل.

وتأتي هذه الاحتفالات اليهودية في ظل تأكيد نتانياهو خلال اجتماع طارئ مع العديد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، أنه لن يسمح بمنع زيارات اليهود للمسجد، وإن جدد تمسكه بالحفاظ على الوضع القائم في الأقصى الذي يطلق عليه "جبل الهيكل". وشدد على أنّ "إسرائيل لن تسمح لمثيري الشغب بمنع زيارات يهود للموقع".

كما أعلن نتانياهو خلال جولة في أحياء من القدس "تعديل قواعد الاشتباك" بين الجيش والمتظاهرين الفلسطينيين عبر "تشديد العقوبات" وتحديد عقوبة "رادعة" لرماة الحجارة، وغرامات مهمة في حق القاصرين الذين يرشقون الحجارة وعائلاتهم.

واستضاف الرئيس الفلسطيني وفداً من أهالي القدس الأربعاء، وطالب المقدسيين بمواصلة التصدي للاقتحامات، متعهداً العمل على تعزيز صمود أهل المدينة، ومشيداً بالمرابطين والمرابطات في المسجد، الذين تعتبرهم "إسرائيل" تنظيماً محظوراً. وأكد "لن نسمح بتمرير إجراءاتهم وتقسيم الأقصى لأن الأقصى لنا، والقيامة لنا، ولن نسمح لهم بتدنيسه

بأقدامهم القذرة، وسنعمل كل ما نستطيع لحماية القدس". وجدد التأكيد على أن "دولة فلسطينية من دون القدس لن تكون".
ودعت قوى وطنية وإسلامية في بيانات منفصلة إلى "النفير العام والغضب
الجمعة نصرة للمسجد الأقصى".