جانب من اجتماع ميقاتي مع مفوضة الاتحاد الأوروبي
بيروت ـ العرب اليوم
عقد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اجتماعًا تنسيقيًا مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدة الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جيورجيفا، وكذلك مع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتييرس، وذلك بعد ظهر السبت في السرايا، في حضور وزير الشؤون
الاجتماعية وائل أبو فاعور وسفير الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا ايخهورست وممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينت كيلي، وذلك لبحث تداعيات أزمة اللاجئين السوريين، حيث أعقب الاجتماع مؤتمر صحافي مشترك، تحدث من خلاله كُل من جيورجيفا وغوتييرس، وذلك تزامنًا مع خبر الإفراج عن 4 من جثث المواطنين اللبنانيين الذين قضوا في تل كلخ من قبل السلطات السورية.
وقد تحدثت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدة الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جيورجيفا خلال المؤتمرالصحافي الذي عقد في أعقاب الاجتماع قائلة "أنا هنا مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتييرس بسبب التطورات الدراماتيكية في سورية، والتي تلقي عبئًا ثقيلاً على دول الجوار، بما فيها لبنان"، حيث أكدت أنه "مع تفاقم الأوضاع في سورية يصبح من الصعب مساعدة الأشخاص حيث هم، بسبب تفاقم هذه الإشتباكات، والنقص في الدعم، مما يدفع الناس إلى عبور الحدود، وهذا يعني إزدياد عدد اللاجئين، مما يحتم أيضًا زيادة الدعم".
كما أشارت جيورجيفا إلى أن الاتحاد الأوروبي قد خصص مبلغ 400 مليون يورو لدعم السوريين المتضررين من النزاع، وأكدت أنه "في خلال هذه الزيارة أعلن عن 30 مليون يورو إضافية لمساعدة ضحايا الأزمة السورية، مما يرفع مساهمة المفوضية الأوروبية إلى 126 مليون يورو، ونحن مستعدون لتقديم المزيد".
وأضافت قائلة "أود أن أعبر أيضًا عن إمتناني للحكومة اللبنانية التي عملت على وضع خطة لمواجهة تداعيات الأزمة السورية ومساعدة المهجرين واللاجئين، وأود أن أشكر بالتحديد الجماعات اللبنانية المضيفة، التي كانت لنا فرصة زيارتها في البقاع، فالسكان المحليون يساعدون اللاجئين في هذه الأوقات الدراماتيكية، ومن المهم أن تبقى الحدود مفتوحة، كما أنه من الأهمية عينها أن نتشاطر نحن والمجتمع الدولي العبء مع البلدان المضيفة، مثل لبنان وتركيا والأردن وبلدان أخرى". وأكدت "نحن في أوروبا، سنقوم بما علينا، ونطلب من باقي أعضاء الأسرة الدولية أن يقوموا بما عليهم".
ثم جاء دور مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتييرس فقال "لقد أتيت إلى لبنان اليوم و يسرني أن أكون برفقة المفوضة الأوروبية جيورجيفا، نحن ممتنون جدًا للمفوضية الأوروبية التي تعتبر الداعم الأكبر لبرامجنا في لبنان، لأن دعمهم مهم لاستمرار تقديم الخدمات لمن نعمل معهم، هؤلاء الأشخاص الذين يعانون كثيرًا. ومن الأهمية أن نقر بأننا نعيش لحظات دقيقة في الأزمة السورية، ولسوء الحظ يجب أن نتحضر لمزيد من اللاجئين، وأعتقد أنه على الأسرة الدولية أن تقر بأن هذا النزاع ليس كغيره من النزاعات، فقد تحول إلى نزاع عنيف في إطار مأساة إنسانية، ففي العام 2013 على الأسرة الدولية أن تزيد من دعمها للسوريين المتضررين من النزاع داخل سورية، وللاجئين السوريين على السواء، وللجماعات المضيفة أيضًا في الأردن وتركيا ولبنان والعراق".
وأضاف غوتييرس "هذه الجماعات المضيفة تحتاج و تستحق دعمًا مكثفًا من الأسرة الدولية، لكي تتمكن من مواجهة تحدي كبير على اقتصادهم ومجتمعهم، وحتى على أمنهم، وذلك بسبب النزاع في الجوار، كذلك من الأهمية إيجاد الظروف المناسبة حتى يتمكن من يعانون اليوم من أن يبنوا حياتهم من جديد، لذلك يجب أن نرفق هذه المساعدة الإنسانية بضمانات لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في المنفى، بأن يكونوا قادرين على الحصول على التعليم وتأمين ظروف الحياة الطبيعية لهم".
وتابع غوتييرس حديثه قائلاً "أود أن أختم بالإعلان بأننا سنقدم في 19 من كانون الأول/ديسمبر الحالي خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين، التي ستنعقد تحت إشراف المفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تشمل أيضًا وكالات ومنظمات غير حكومية في البلدان الأربعة المضيفة، هذه الخطة ستترافق مع خطة للاستجابة الإنسانية داخل سورية، التي يتولى تنسيقها المنسق الإقليمي للأمم المتحدة، وسوف نحتاج إلى دعم قوي من الأسرة الدولية، لأننا نتوقع إرتفاع عدد اللاجئين في خلال الأشهر الستة الأولى من العام المقبل".
وأضاف "أما بالنسبة إلى الأرقام في نهاية العام 2012، فهي 710 آلاف لاجئ، و توقعاتنا حتى حزيران/يونيو 2013 تشير إلى وصول العدد إلى مليون ومئة ألف لاجىء، لذا يجب أن نستعد لذلك، ويجب أن نرفع عدد العاملين لدينا، وقد بدأت المفوضية بزيادة عدد العاملين لديها في لبنان، و يجب أيضًا أن نجهز مواد الدعم التي يحتاجها هؤلاء الاشخاص، وأن نتعاون بصورة أكثر فاعلية مع حكومات هذه البلدان".
وردًا على سؤال بشأن أسباب توقع ارتفاع عدد اللاجئين، أجاب غوتييرس قائلاً "توقعنا ذلك لأننا في لحظة حساسة من الأزمة السورية الآن، فحدة النزاع تشتد، ونرى مجددًا بأن أعداد الأشخاص الذين يجتازون الحدود ترتفع، وهذا ما سيكون عليه الوضع خلال الأشهر المقبلة، وأعتقد أن هذا واجبنا. لقد قدمنا خطتنا، والحكومة اللبنانية قدمت خطتها أيضًا، و أناشد الأسرة الدولية دعم الخطة التي قدمتها الحكومة اللبنانية، لأنها خطة واقعية، تقوم على سلسلة فرضيات بشأن ما يمكن أن يحصل، و ارتداد ذلك على المجتمع واحتياجات اللاجئين السوريين والجماعات المضيفة، ومن جهة أخرى، نكثف جهودنا مع الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بخطط الطوراىء، لمواجهة تدفق أعداد كبيرة في حال بلغ النزاع مستويات عالية من العنف".
وردًا على السؤال ذاته أضافت جورجيفا "نحن نساعد الأشخاص داخل سورية، ومقاربة المفوضية الأوروبية تقضي بمساعدة الأشخاص داخل سورية حتى لا يضطروا إلى مغادرة بلادهم. لكن ما شهدناه خلال الأسابيع الماضية هو أن تقديم الدعم داخل سورية أصبح صعبًا للغاية، وفي بعض مناطق البلاد بات تقديم الدعم مستحيلاً. فللمرة الأولى منذ بداية النزاع يتراجع عدد العاملين الإنسانيين داخل سورية، وذلك لازدياد العراقيل، وارتفاع حدة القتال، و تعدد القيادات العسكرية، مما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية، والنتيجة هي ارتفاع عدد اللاجئين، حتى أن اللاجئين الفلسطينيين داخل سورية الذين امتنعوا في البداية عن المغادرة بدأوا هم أيضًا في مغادرة الأراضي السورية، شأنهم شأن السوريين، في حين أن الأشخاص المتضررين يفضلون البقاء داخل بلدهم، غير أن أعمال العنف التي يتحدثون عنها تدفعهم إلى المغادرة، لذلك، وبناءًا على تقييمنا، نحن نرى أن النزاع بلغ مرحلة جديدة، مما يحتم علينا الاستعداد لتفاقم الظروف في دول الجوار، ونحن نصلي للأفضل، لكن يجب أن نستعد للأسوأ. نحن نعتمد كثيرًا على العاملين المحليين، وعلى منظمات المجتمع المدني داخل سورية، وقد بات من الصعب جدًا نقل وتقديم المساعدات عبر ساحات المعارك".
وأضافت "نحن نرى تطورات مؤثرة على الاقتصاد، فمدينة حلب مثلاً كانت تنتج الأدوية والمواد الكيمائية لمعالجة مياه الشرب، غير أن هذا الإنتاج قد توقف، وفي ما يتعلق بالنظام الصحي، نرى أن أعدادًا كبيرة من الأشخاص يقتلون أو يصابون بجروح، لكن في المقابل، فإن المستشفيات تتدمر، والكثير من الخدمات الطبية لم تعد متوافرة في الكثير من الأماكن، وقد قالت لنا إحدى اللاجئات بأن سعر ربطة الخبز قد ارتفع 12 ضعفًا في المدينة التي أتت منها، من هنا يجب أن نبذل المزيد من الجهود مع ارتفاع عدد اللاجئين. وأكرر مجددًا بأننا نصلي للأفضل، ونأمل ألا تصدق توقعاتنا، لكن توقعات المفوضية السامية للأسف تتحقق، فعدد اللاجئين الآن هو حوالي 700 ألف، علمًا بأن التوقعات كانت بأن يصل العدد إلى 500 ألف مع نهاية هذا العام، لكن الرقم الذي بلغناه أعلى بكثير من ذلك، فقد وصلنا إلى 700 ألف".