دمشق ـ جورج الشامي أعلن الرئيس السابق لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة روبرت مود أنه حاول، دون جدوى، ترتيب اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب الأهلية السورية، مشيرًا إلى أنه حان الوقت للتفكير في منطقة لحظر الطيران فوق الأراضي السورية. واعتبر مود أن المزيد من الأسلحة لن يقلل من معاناة النساء والأطفال في أحياء دمشق وحلب وفي المدن السورية الأخرى.
وأفادت شبكة "سانا الثورة" أن الجيش "الحر" استهدف طائرة شحن سلاح إيرانية لدى وصولها إلى مطار دمشق الدولي، فيما نفى الإعلام الرسمي ذلك، بينما قامت الحكومة التركية بترحيل أكثر من 600 لاجئ سوري من أحد المخيمات على أراضيها، على خلفية اشتباكات وقعت، الأربعاء، مع أفراد من الشرطة، في الوقت الذي كشف فيه أعضاء في الائتلاف عن وعود عربية وأوروبية لتسليح المعارضة في الأيام المقبلة.
وعلى صعيد آخر، قال رئيس فريق الأمم المتحدة الخاص بالتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيمياوية في سورية آكي سيلستروم أن "فريقه لن يحاول التوصل إلى الجهة المسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية".
يأتي هذا بالتزامن مع استمرار القصف الجوي والأرضي من قبل قوات النظام لمختلف المحافظات والبلدات السورية، وتعزيز الأمم المتحدة قواتها في هضبة الجولان المحتلة بآليات جديدة، مع تصاعد مخاوف مجلس الأمن من انتهاك اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل، بينما تناقلت وكالات أنباء دولية إشاعة مقتل الرئيس بشار الأسد.
وتَزامن ذلك أيضًا مع تأكيد رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة السورية غسان هيتو من أنه سيشكل حكومة "مصغرة" في غضون ثلاثة أسابيع على أن يعمل جميع وزراء هذه الحكومة "في الداخل السوري".
وأكدت "سانا الثورة" انفجار الذخيرة داخل الطائرة الإيرانية، وارتطامها بطائرات سفر متوفقة في المطار واحتراقها أيضًا، مشيرة إلى أن الحادث تسبب بحرائق ضخمة وانفجارات متتالية وصلت إلى صالة الاستقبال في المطار، حيث أعلنت حالة الإنذار من أعلى الدرجات، وتم حجز الموظفين وإبعادهم عن المكان.
وفي تطور لاحق، ذكرت وكالة "سانا الثورة" أن النظام السوري قام بتحويل هبوط الطائرات من مطار دمشق إلى مطار آخر احتياطي في السويداء، بينما نفى الإعلام الرسمي ذلك، مؤكدًا سلامة المطار الدولي في دمشق، و أمان الطريق إليه.
وأفادت "سانا الثورة" عن قيام الجيش السوري "الحر" بقصف المدينة الرياضية في درعا براجمات الصواريخ، وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى في قصف عنيف من قوات الأسد على حي الحجر الأسود في دمشق، في حين بلغت حصيلة القتلى في سورية، الخميس، 30 شخصًا (حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان).
وسقط العدد الأكبر في دمشق، حيث قُصف حي الحجر الأسود جنوب العاصمة، في وقت دوى انفجار في حي الميدان نتج عن عبوة ناسفة وُضعت قرب قسم للشرطة، مع الحديث عن تكسير قوات النظام السيارات في المنطقة.
وأعلان الجيش "الحر" سيطرته على كراج القابون، وتمكنه من قصف الدبابات والشرطة في تلك المنطقة، وردت قوات النظام على ذلك بتصعيد العملية العسكرية وقصفت القابون وجوبر بالمدفعية الثقيلة، (حسب ما ورد من شبكة "شام" الإخبارية)
ووقعت اشتباكات بين لاجئين مع الشرطة التركية في مخيم "أقجة قلعة"، الذي يضم أكثر من 30 ألف لاجئ، بعد احتجاجات قام بها لاجئون على أوضاعهم المعيشية في المخيم، حسب أحد المسؤولين في المخيم.
وأضاف المصدر السالف ذكره "الذين تم ترحيلهم تورطوا في أعمال العنف، التي وقعت، الأربعاء، وقد تم التعرف عليهم من خلال الكاميرات الموجودة داخل المخيم".
ويستمر التعرف على المزيد من الوجوه التي شاركت في أعمال العنف ليتم ترحيلهم، وفقًا لذات المصدر.
هذا، وقد قتل عدد من الطلاب وجرح آخرون، الخميس، أثر سقوط قذائف هاون على كلية الهندسة المعمارية الواقعة وسط دمشق، حسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري.
وبث التلفزيون في شريط عاجل أن "إرهابيين أطلقوا قذائف هاون على كلية الهندسة المعمارية في دمشق، وأنباء أولية عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف الطلبة"، دون تحديد محصلة.
وفي دمشق أيضًا دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش "الحر" وقوات النظام من جهة الشارع العام قرب كلية الهندسة ومعمل السادكوب وفرع المخابرات الجوية في القدم تترافق مع اشتباكات قرب معمل الكابلات في منطقة السبينة، فيما استهدف الجيش "الحر" مطار "المزة" العسكري بثلاث صواريخ سهم 2.
أما في ريف المدينة فقصف الطيران الحربي بالقنابل العنقودية مدينة يبرود، فيما قتل 3 سوريين في القصف الذي تتعرض له درايا، واستهدفت قوات الناظم داريا بالفوسفور الأبيض المحرم دوليًا، ما أدى لحصول عدد من حالات الاختناق.
وشن طيران النظام غارات جوية على أطراف مدينة القصير في حمص، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، وفي جنوب البلاد قصف الجيش النظامي مدينة داعل في درعا بصاروخ من نوع "أرض أرض"، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش "الحر" وعناصر الحواجز العسكرية التابعة لجيش النظام، والمنتشرة في المدينة، سقط على إثرها العشرات من جنود النظام بين جريح و قتيل جراء ضربات الجيش "الحر".
واستهدف الحر بقذائف الهاون كتيبة المدفعية المجاورة لملعلب البانوراما في درعا، وسط إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة داخل الكتيبة، وقصف الجيش "الحر" المدينة الرياضية في المدينة وهو يعد أكبر معاقل النظام في درعا، أما في القنيطرة حدثت اشتباكات عنيفة في بلدة خان أرنبة.
إلى ذلك، جدد الثوار اتهامهم لقوات النظام باستخدام غازات سامة في قصف مناطق في ريف دمشق، ومع إعلان الجيش "الحر" سيطرته على كراج القابون وتمكنه من قصف رحبة الدبابات والشرطة في تلك المنطقة، ردت قوات النظام بتصعيد العملية العسكرية وقصف القابون وجوبر بالمدفعية الثقيلة، (حسب ما ورد من شبكة شام الإخبارية).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، أن "مفاوضات ببادرة من أكراد، جرت في شمال سورية بين مقاتلين معارضين سنة ومسلحين شيعة، لهدف التوصل إلى هدنة، ورفع حصار مفروض على قرى شيعية، وأوضح المرصد أن "الجهود التي بذلتها وحدات حماية الشعب الكردي في محافظة حلب أسفرت عن مصالحة بين اللجان الشعبية المسلحة في بلدتي نبل والزهراء، واللتان يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، ومقاتلين من الكتائب من بلدات وقرى حريتان وحيان وماير وعندان، التي يطقنها مواطنون من الطائفة السنية".
وأضاف المصدر ذاته أن هذه المفاوضات جاءت "بعد اشتباكات متقطعة وحصار لأشهر عدة لبلدتي نبل والزهراء من قبل الكتائب  حيث كانت المواد الغذائية تنقل إلى البلدتين عبر طائرات عسكرية، أو خلال مقايضة مع بعض حواجز الكتائب  في المنطقة".
في غضون ذلك كشف ممثل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في مجلس التعاون الخليجي أديب الشيشكلي أن "هناك وعودًا من دول عربية وأوروبية بإمداد الجيش الحر بأسلحة تمكننا من تغيير الوضع على الأرض خلال 3 أسابيع على الأكثر".
ورفض الشيشكلي الإعلان عن موعد محدد لوصول الأسلحة أو نوعيتها أو مصدرها، إلا أنه أكد أن "هناك قواعد وضعت من قبل الجيش الحر لتسليم السلاح إلى الكتائب المختلفة".
وفي السياق ذاته، وصف عضو الائتلاف السوري وعضو الوفد السوري في القمة العربية عبد الباسط سيدا قرار الجامعة بإعطاء الدول اختياريًا حق تسليح المعارضة السورية، بـ"التاريخي" ويلقي الكرة في ملعب كل دولة.
وأضاف سيدا "هناك مباحثات بين قادة الائتلاف والقادة العرب في هذا الملف (تسليح المعارضة)، وحصلنا على وعود من بعض القادة".
وكشف سيدا أن "دولاً عربية أعربت عن استعدادها لتسليم السفارات السورية للائتلاف، أسوة بما فعلت دولة قطر"، و أضاف موضحًا أن "ثمة تحركًا إيجابيًا من الدول العربية تجاه ملف السفارات"، غير أنه رفض الكشف عن هذه الدول، "حتى تنهي إجراءاتها الرسمية لتسليم تلك السفارات للائتلاف السوري"، مشددًا على "أهمية هذه الخطوة، والتي تساهم في عزلة نظام بشار الأسد دوليًا".
كما جاء ذلك وسط أنباء عن استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق، في حين اعتبر رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب أن رفض حلف شمال الأطلسي "الناتو" دعم المعارضة بحماية صواريخ "الباتريوت" يشكل دعمًا للرئيس بشار الأسد، تزامنًا مع انتقاد كل من إيران وروسيا منح الائتلاف مقعد سورية الشاغر في القمة العربية، والذي اعتبرته دِمشق انتهاكًا صارخًا لميثاق الجامعة، بينما وَجه الرئيس الأسد رسالة إلى قادة دول مجموعة "البريكس" ، يدعو من خلالها القمة المنعقدة في جنوب أفريقيا إلى المساهمة في وقف العنف.
عززت الأمم المتحدة، الأربعاء، قواتها الموجودة في هضبة الجولان المحتلة، بمعدات مدرعة، في وقت عبر مجلس الأمن الدولي عن "قلقه الجدي" من تكرار حوادث إطلاق النار بين القوات الحكومة السورية، والجيش "الحر" في الهضبة.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة جوزفين غيريرور "إن عربات وسيارات إسعاف مصفحة إضافية في طريقها إلى قوة الأمم المتحدة في الجولان المحتل".
وأضافت غيريرور أن "الحكومة السورية هي المسؤول الأول عن أمن رجال القبعات الزرق، وعليها احترام صلاحيات وحصانة قوات مراقبة الفصل في الجولان".
وتتكون قوة الأمم المتحدة الموجودة في الجولان منذ العام 1974، من 1000 عسكري مسلحين بأسلحة خفيفة، لمراقبة منطقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسورية.
وخطف معارضون مسلحون سوريون مطلع آذار/مارس الجاري، 21 عنصرًا فلبينيًا يعملون في هذه القوة.
من جانبه، عَبَرَ المجلس عن "مخاوف شديدة من وجود الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في منطقة الفصل بين إسرائيل وسورية، ومن انتهاك اتفاق فض الاشتباك".
وقال رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إيرفيه لادسو "إن الاحتجاز وأحداثًا أخرى أجبرت الأمم المتحدة على خفض دوريات الحراسة في هضبة الجولان، وقيامها بدور أقل حيوية بكثير".
وأعلنت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن احتمالات مقتل رئيس النظام السوري بشار الأسد باتت كبيرة، مع تزايد الإشاعات بشأن تعرضه لاغتيال على يد حارسه الشخصي، السبت، لاسيما في ضوء الصمت الرسمي السوري، وعدم تكذيب الخبر.
وأشارت المجلة الأسبوعية الفرنسية إلى أن "أحد الحراس الإيرانيين، ويدعى مهدي اليعقوبي، الذي يتولى حراسة الرئيس السوري، قام بإطلاق الرصاص عليه، وتم نقله إلى مستشفى الشامي في دمشق في حالة خطيرة للغاية".
وتناولت العديد من المصادر أخبار قوية أنه ربما يكون قد لفظ أنفاسه الأخيرة بالفعل، مع الإشارة إلى الانتشار الأمني المكثف لجيش النظام السوري في أحياء دمشق، وفي محيط المستشفى التي تزعم الإشاعات وجوده داخلها.
وقد تناولت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي أنباء اغتيال الأسد وإطلاق النار عليه، لكنها لم تتأكد حتى الآن، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الأسد التقى أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ مضمون برنامج "الحل السياسي" للأزمة في البلاد، دون أن تنشر له أي صورة في موقعها الإلكتروني كما جرت العادة بعد كل لقاء يقوم به رئيس النظام السوري.
وأفاد ناشطون سوريون أن الجيش "الحر" المعارض يحاول اقتحام السرايا التابعة للواء "90" في القنيطرة، وسط اشتباكات مع القوات الحكومية، كما سيطر مقاتلون من الكتائب على 3 سرايا تابعة للقوات الحكومية قُرب بلدة بئر عجم في ريف القنيطرة، وتصاعدت وتيرة الاشتباكات في مخيم اليرموك من جهة شارع الثلاثين، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، واستمرت حتى ساعات الصباح، كما اندلع حريق في شارع صفد في المخيم، نتيجة طلقات حارقة أطلقها قناصة القوات الحكومية.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية "إن القوات الحكومية استخدمت الغازات السامة والأسلحة الكيميائية، في قصفها لبلدة الذيابية في ريف دمشق، الأربعاء، فيما تَدور معارك ضارية بين الجيش الحر والقوات الحكومية في أحياء في العاصمة ومدن وبلدات ريف دمشق، وسط أنباء عن انشاق 200 عسكري من الجيش الحكومي وانضمامهم إلى المعارضة في ريف دمشق، وأن القصف المكثف بالطيران الحربي والمدفعية على مخيم اليرموك وأحياء جوبر والقابون وبرنية، أوقع قتلى وجرحى وسط اشتباكات في محيط تلك المناطق، بينما تعرضت مدن داريا وزملكا ومعضمية الشام وبلدات ببيلا والعتيبة والذيابية ومضايا وسيدي مقداد ومناطق في الغوطة الشرقية، لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، استهدف المناطق السكنية، وسط قتال ضار في داريا، التي تحاول قوات النظام استعادتها من الجيش الحر لليوم الخامس والثلاثين بعد المائة".
وذكر "اتحاد تنسيقيات الثورة" أن "معارك عنيفة تدور في بلدة العتيبة أوقعت قتلى وجرحى، وأن القوات الحكومية شَنت حملات دَهم واعتقالات واسعة في العتيبة، أدت إلى نزوح عدد من الأهالي، وسط تَعزيزات عَسكرية أرسلت إلى منطقة حران العواميد، فيما شهدت الرقة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والحكومي في ناحية عين عيسى في ريف المحافظة الشمالي, تزامنًا مع قصف بالدبابات على القرى المجاورة لناحية الشيخ عيسى، في حين شهدت كفر نبودة في حماة اشتباكات على أطراف البلدة وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف يستهدفها.
وفي حمص جرى قَصف عنيف على حيّ الخالدية براجمات الصواريخ، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني، وتَجدد القصف المدفعي على مدينة داعل في درعا، واستمر القصف المدفعي على خربة غزالة مع سقوط أكثر من 35 قذيفة منذ الصباح".
وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن "عدد القتلى في سورية، ارتفع حتى مساء الأربعاء إلى 122 قتيلاً سوريًا، من بينهم سبع سيدات و11طفلاً، و43 رجلاً في دمشق وريفها، و18في درعا، و12في حلب، و12 في إدلب، وثمانية في حمص، وخمسة في دير الزور، وثلاثة في حماه، واثنين في القنيطرة، وواحد في طرطوس".
واعتبر رئيس الائتلاف الوطني المستقيل أحمد معاذ الخطيب أن "رَفض حلف شمال الأطلسي (الناتو)، دعوته لمد مظلة صواريخ باتريوت على المناطق الشمالية من البلاد، التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة، هو رسالة للأسد مفادها أنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له".
وقال حلف "الناتو"، الثلاثاء، "إنه لن يتدخل عسكريًا في سورية"، في الوقت الذي افتتح فيه الائتلاف، أول سفارة له في العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، وذلك بعد أن اعترفت به جامعة الدول العربية بوصفه الممثل الوحيد لسورية، وقص معاذ الخطيب ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الشريط في مدخل السفارة، في حضور سفراء دول عربية وغربية، حيث تم عَزف السلام الوطني لدولتي قطر وسورية، فيما وقفت شخصيات قطرية وأخرى من المعارضة السورية، تحت علم "الاستقلال" السوري الذي تبنته المعارضة.
وأكدت الحكومة السورية أن "قمة الجامعة العربية في الدوحة اتخذت، الثلاثاء، قرارًا غير مَسبوق في تاريخ الجامعة، يَنتهك بصورة صارخة ميثاق الجامعة وأنظمتها الداخلية وقواعد العمل العربي المشترك".
وقال بيان لحكومة دمشق "في وقت يستهدف هذا القرار سورية، الدور والموقع والنهج المقاوم، فإنه سيترك تداعيات خطيرة على مستقبل الجامعة، وعلى العمل العربي المشترك والأمن القومي العربي، ولقد أسهمت قرارات الجامعة في زيادة سفك الدم السوري، وتَشجيع الإرهاب والإرهابيين، وإعاقة الجهود الحقيقية الخيرة، التي تبذلها الدول والأطراف الحريصة على سورية، لإيجاد حل سياسي يرتكز على الحوار بين السوريين، وعلى رفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية بكل أشكاله وصوره، ووصل العمل غير المسؤول للجامعة إلى إعطاء مقعد سورية في القمة لطرف غير شرعي، ورفع علم غير العلم السوري الوطني، في انتهاك صريح لميثاق الجامعة وأنظمتها الداخلية تجاه عُضو مؤسس لها، وإن هذا القرار شكل سابقة خطيرة ومدمرة للجامعة، وأفقدها ما تبقى من مصداقيتها، وحَرف دورها عن مساره الطبيعي، ومَثل تهديدًا للنظام العربي، لأن استهداف سورية اليوم سيتلوه استهداف لدول أخرى غدًا، وخسارة دول الجامعة العربية والعمل العربي المشترك لسبب هذا النهج وتداعياته، ستكون خطيرة على الأمن العربي، ولا سيما أن المنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار والتوازن، وغياب الأمن في كثير من البلدان العربية، وربما تشهد بلدان أخرى في المنطقة تطورات لا تَقل خطورة عما يجري الآن، وإن سورية تحذر تلك الدول التي تلعب بالنار، عبر تسليح الإرهابيين وتمويلهم وتدريبهم وإيوائهم، من أنها لن تكون بمنأى عن امتداد هذا الحريق لبلدانها، وأن الجمهورية العربية السورية ترفض جملة وتفصيلًا قرارات قمة الدوحة المتعلقة بالأزمة في سورية، مع كل ما يترتب عليها من نتائج وتداعيات خطيرة، وتحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة، دفاعًا عن سيادتها ومصالح شعبها".
من جانبه، أكد رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة السورية غسان هيتو أنه سيشكل حكومة "مصغرة"، في غضون ثلاثة أسابيع، على أن يعمل جميع وزراء هذه الحكومة "في الداخل السوري"، وقال هيتو لوكالة "فرانس برس" للصحافة الفرنسية "سأقدم للهيئة التنفيذية للائتلاف الوطني حكومة خلال أسبوعين أو ثلاثة مع برنامج كامل لهذه الحكومة"، مضيفًا أنها "ستكون حكومة مصغرة، مؤلفة من عشرة إلى 12 وزيرًا وسَتعمل في الداخل، أي إن كل الوزراء سيباشرون مهامهم في الداخل، ولن يكون لهذه الحكومة مقار في الخارج".
وردًا على مطالبة معارضين سوريين بارزين بإعادة النظر بشأن مشروع الحكومة تساءل هيتو "أنا مُنتخب من الائتلاف الوطني السوري من أجل تكوين الحكومة، فكيف يمكن أن يتم التخلي عن الحكومة؟".
من جهة أخرى، قال المبعوث السابق للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان أنه "فات أوان التدخل العسكري هناك، وأن تسليح معارضي الرئيس بشار الأسد لن ينهي الأزمة المستمرة منذ عامين".
وأضاف أنان قائلاً "لا أرى تدخلًا عسكريًا في سورية، تركنا الأمر حتى فات أوانه، لست متأكدًا من أن ذلك لن يحدث مزيدًا من الضرر"، معتبرًا أن "المزيد من عسكرة الصراع، لست واثقًا من أن هذه هي الطريقة المثلى لمساعدة الشعب السوري، أن ينتظر توقف القتل، ونجد أناسًا بعيدين عن سورية هم الحريصون جدًا على حمل السلاح".
 وعن انقسام القوى العالمية قال أنان "بمجرد أن نتحدث عن حكومة انتقالية لها صلاحيات تنفيذية كاملة، فإن هذا يعني أن الحكومة الحالية في طريقها للزوال وأننا سنعمل من أجل التغيير، لكنهم لم يفعلوا هذا، لقد خرجوا من جنيف وبدأوا العراك من جديد".
وتخلى أنان، في آب/ أغسطس الماضي، عن المهمة الموكلة إليه، ملقيًا باللائمة على الانقسامات داخل مجلس الأمن الدولي في عرقلة جهوده.
وكانت فرنسا وبريطانيا قد حثتا الاتحاد الأوروبي على تخفيف حظر للسلاح، الذي يَفرضه الاتحاد على سورية حتى يتسنى للمعارضة الحصول على مزيد من الأسلحة.
وسار الأخضر الإبراهيمي، الذي خلف أنان في المهمة، على ما اتُفِقَ عليه في جنيف، لكنه أخفق في سد تباعد المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا التي ترفض مطالب الغرب بتنحية الأسد.
ودعا الاتفاق الذي توصل إليه الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن إلى تشكيل حكومة انتقالية في سورية، لكنه ترك الباب مفتوحًا أمام الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس الأسد.
وميدانيًا ارتفعت حصيلة شهداء، الخميس، إلى 30 شهيدًا، مع استمرار الاشتباكات في مناطق سورية عدة، كما قتل ثلاثة عناصر من جيش التحرير الفلسطيني، بينهم  ملازم أول، إثر اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب المعارضة في محيط مركزهم في منطقة عدرا.
وقتل ما لا يقل عن 25 من القوات النظامية خلال اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في آليات عسكرية، واستهداف مقار عسكرية في محافظات سورية، بينهم 6 دمشق وريفها، 6 القنيطرة، 4 حلب، 3 درعا، 1 حماة، 5 حمص.