مهاجرة على متن القارب الغريق

زعم الراكب أمير حيدر (22 عامًا) الذي كان على متن القارب الذي أودى بحياة اللاجئين السوريين ومن بينهم الطفل إيلان، أن عبد الله الكردي الذي فقد زوجته وطفليه كان يقود القارب حتى غرق، كما زعمت راكبة أخرى زينب عباس فقدت ابنتها وابنتها على متن القارب الغارق المزاعم نفسها التي نفاها السيد الكردي.
وغرق الطفل إيلان (3 أعوام) وشقيقه غالب (5 أعوام) ووالدتهم بعدما انقلب القارب الذي كان ينقلهم إلى جزيرة كوس اليونانية، وأثارت صورة الطفل الغريق إيلان الذي جرفته الأمواج على شاطئ في "بودروم" تعاطف العالم لدعم اللاجئين السوريين وكذلك الأب الحزين.

وعاد السيد الكردي إلى مدينة كوباني السورية لدفن أفراد أسرته، إلا أن بعض الركاب الذين كانوا معه على متن القارب بدؤوا في توجيه اتهامات ضده.
وأوضح الراكب أحمد هادى جواد، وزوجته زينب عباس اللذان فقدا ابنهما (9 أعوام) وابنتهما (11 عامًا)، أن السيد الكردي أصيب بالذعر وأسرع في قيادة القارب عندما ضربته الأمواج.
وذكر جواد: "القصة التي أخبرها السيد الكردي غير صحيحة، ولا أعلم السبب الذي دفعه للكذب ربما كان الخوف، الكردي كان هو سائق القارب منذ البداية وحتى الغرق".

وأفاد جواد بأن الكردي توسل إليهم بعدم كشف دوره الحقيقي في الحادث، وكشف جواد أنه كان على صله بمهربي البشر، وتحديدًا رجلًا يدعى "أبو حسين"، مفيدًا: "أخبرني أبو حسين أن الكردي هو من نظّم هذه الرحلة".
وأكد السيد حيدر مزاعم جواد، موضحًا أن الكردي والد الطفل إيلان كان سائق القارب، وبيّن أنه كان يعتقد أن الكردي تركيًا في البداية لأنه لم يتحدث لكنه سمعه في وقت لاحق يتحدث باللغة العربية إلى زوجته السورية، وأوضحت السيدة زينب عباس لمحطة التليفزيون الأسترالي "تين" أن ابنة عمتها لارا أكدت أن عبد الله الكردي كان يقود القارب.

وأضافت السيدة عباس، أن الرجل الذي دفعت له للسماح لها بركوب القارب أخبرها أن الرحلة ستكون آمنة لأن السائق يصطحب زوجته وطفليه على متن الرحلة، وتابعت: "عندما فقدت أطفالي فقدت حياتي، كيف استطاع أن يكذب على وسائل الإعلام، وطلب منا ألا نذكر أنه سائق القارب"، مشيرة إلى أن الكردي كان يقود القارب المكتظ بالناس بسرعة، ولم يكن هناك ما يكفي من سترات النجاة، وأن زوجها أخبر الكردي أن يكون حذرًا قبل فترة وجيزة من انقلاب القارب.
وأظهرت التقارير مقتل 12 شخصًا على الأقل الحادثة، وعلق الكردي لجريدة "ميل أونلاين" على هذه المزاعم: "هذه الادعاءات ليست صحيحة، إذا كنت من مهربي الناس فلماذا أضع عائلتي على متن القارب مثل بقية الناس، أنا دفعت نفس المبلغ المطلوب لمهربي البشر، أشعر بالأسف لفقدان عائلتي، وما حدث هو كثير جدًا بالنسبة لي والآن يريدون أن يدمروا سمعتي".

وتابع الكردي الذي أوضح أنه لم يكن يعرف اسم السيدة زينب عباس حتى أخبرته الجريدة به: "كنت أفكر في قيادة القارب لكني لم أفعل ذلك، كل هذه مجرد أكاذيب، أعرف أن هناك عائلة عراقية وطفلين توفوا على متن القارب، ولا أعلم لماذا تقول زينب هذه الادعاءات، فقدت أطفالها مثلما فقدت أطفالي، فقدت ثلاثة من عائلتي ولم يبق أحد سواي"، ولم تستطع الجريدة التواصل مع الكردي لإطلاعه على أحدث الادعاءات.
من جانبها توسلت عمة الطفل إيلان فطيمة الكردي، واغرورقت عيناها بالدموع مطالبة الاتحاد الأوروبي بتبني خطة طوارئ لإعادة توزيع اللاجئين، وذكرت خلال مؤتمر صحافي خارج مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "افتحوا قلوبكم واتخذوا الإجراءات اللازمة وتوصلوا إلى خطة مشتركة من أجل اللاجئين، هذا هو سبب وجودي لتكريم عائلة أخي التي غرقت، فات الأوان بالنسبة لإيلان وغالب ووالدتهم ريحانة لكن ما زال هناك وقت لإنقاذ آلاف الأطفال والأسر التي تخاطر من أجل الوصول إلى ملاذ آمن".