صنعاء ـ علي ربيع قُتِل جنديان يمنيان، وجُرِح 9 آخرين برصاص "مسلحين"، خلال حوادث متفرقة، الأربعاء، فيما يُرجح أن يكون وراء ذلك "أنصار المعارضة الانفصالية" في جنوب البلاد، بينما أكدت مصادر مطلعة "توقف المعارك التي بدأت الاثنين، بين قوات الجيش ومسلحين من تنظيم"القاعدة" إثر وساطة قادها زعماء قبليون. وقد قُتِل الجنديان اليمنيان واصابة التسعة آلاخرين، برصاص مسلحين، في محافظة الضالع جنوب البلاد، اذ يُعتقد أنهم من "أنصار المعارضة الجنوبية"، المطالبة بالانفصال عن شمال اليمن، فيما شنت قوات الأمن في المدينة حملة لمطاردة العناصر المسلحة، خاضت خلالها مواجهات عنيفة، أسفرت عن اعتقال عدد من المشتبه بهم، في ظل ترشح الوضع إلى مزيد من التأزم، في المدينة التي تتوسط بيئة قبلية تتنامى فيها النزعة الانفصالية مع ازدياد خيار اللجوء إلى العنف.
وقالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم"، إن "مسلحيِّن اثنين، كانا يستقلان دراجة بخارية، أطلقا النار على جنديين من اللواء "33 مدرع"، أثناء تواجدهما، ظهر الأربعاء، في سوق الجمرك وسط مدينة الضالع، ما أدى إلى مقتل أحد الجنديين وإصابة الآخرين، بينما لاذ المسلحان بالفرار"، فيما لفتت المصادر، إلى أن "قوات الأمن المركزي قامت، إثر الحادثة، بتنفيذ حملة واسعة وسط المدينة مدعومة بعربات مدرعة، وخاضت اشتباكات مع مسلحين، يعتقد أنهم من أنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال البلاد".
وفي حين تمكنت قوات الأمن من اعتقال العشرات من مالكي الدراجات البخارية بحثاً عن مشتبهين بارتكاب الحادث، أكدت المصادر "مقتل جندي آخر"، خلال اشتباكات الأمن مع مسلحين من "عناصر الحراك الجنوبي، بالإضافة إلى إصابة 8 آخرين، من بينهم ضابط برتبة عقيد، يدعى عبد الخالق شايع، يتولى مسؤولية البحث الجنائي في المحافظة المضطربة أمنيًا".
في سياق منفصل أفادت مصادر محلية وعسكرية لـ"العرب اليوم" بسقوط  50 مسلحاً من مقاتلي "تنظيم القاعدة" خلال العمليات العسكرية التي بدأها الجيش اليمني، الاثنين الماضى مستهدفاً منطقة المناسح، التابعة لقبائل قيفة في مديرية ولد ربيع، القريبة من مدينة رداع ثاني مدن محافظة البيضاء سعياً لتحرير زوجين فلنديين، ونمساوي، كانوا خطفوا من وسط العاصمة اليمنية، في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأكدت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" أن "وساطة قبلية يتزعمها شيوخ من قبيلة مراد اليمنية، تمكنت الثلاثاء، من إقناع السلطات المحلية بوقف الحملة العسكرية التي تستهدف مسلحي"القاعدة" في مديرية ولد ربيع، كما تمكنت من إقناع مسلحي "القاعدة" القبليين بوقف المعارك من جانبهم، وتسليم جثتي جنديين، قتلا في المواجهات.
 وقالت المصادر إن "هذه الوساطة سوف تقوم، الخميس، بمواصلة الجهود للتوصل إلى حلول ترضي الجميع، وسط مطالب المسلحين بانسحاب قوات الجيش إلى أماكن تمركزها السابقة قبل بدء الحملة العسكرية، فيما تشترط السلطات تسليم المخطوفين الأجانب، والتخلي عن إيواء مسلحي القاعدة القادمين من خارج المنطقة".
وفي حين لم تكشف السلطات اليمنية رسمياً عن وجود هدنة، قال مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع في تصريح رسمي مساء الثلاثاء، إن  "الوحدات العسكرية المشاركة في مهمة ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي تنفذ المهمة المسندة إليها, على أكمل وجه"، مؤكدًا أن الوحدات "تسيطر على الأوضاع سيطرة كاملة بعد توجيه ضربات قاضية إلى التجمعات الإرهابية".
وأوضح المصدر، طبقاً لما نقله عنه موقع وزارة الدفاع اليمنية على الانترنت "أن قادة ومقاتلي الوحدات المشاركة في المهمة قد أوقعوا خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين, حيث سقط العشرات منهم بين قتيل وجريح"، مشيداً بما وصفه بـ"المواقف البطولية التي أبداها المقاتلون خلال تصديهم للإرهابيين".