القاهرة – أكرم علي نفت مصادر دبلوماسية في السفارة الروسية لدى القاهرة، أن يكون الرئيس محمد مرسي قد طلب من نظيره الروسي فلاديمر بوتين، رفع اسم جماعة "الإخوان المسلمين" من قائمة المجموعات الإرهابية، وبدء صفحة جديدة في العلاقات الدبلوماسية مع الجماعة المحظورة في روسيا.وقالت المصادر، في تصريحات لـ "العرب اليوم"، أن "روسيا لم تقرر حتى الآن النظر في رفع اسم جماعة (الإخوان المسلمين) من قوائم المجموعات الإرهابية، وسوف يتم بحث ذلك مع الوقت، وحسب وجهة النظر الداخلية للإدارة الروسية، وتصدر المحكمة العليا الروسية القرار في شأنها"، وأضافت أن "لقاء مرسي مع الرئيس بوتين تطرق إلى فتح المجالات المشتركة، والدعوة إلى بدء المشروعات الاستثمارية في مصر، والمساعدة في بعض الأمور الصناعية والاقتصادية، دون التطرق إلى رفع اسم الإخوان من قائمة الإرهاب".
وجاء وضع جماعة "الإخوان المسلمين" على هذه القائمة، لسبب علاقاتها مع الانفصاليين الشيشان، في تسعينات القرن الماضي، وأرجع خبراء روس، استمرار الجماعة على القائمة، إلى الآلة البيروقراطية الروسية الشهيرة، التي تعمل ببطء شديد.
وذكرت صحيفة روسية شهيرة، في وقت سابق، أنه" كان بالإمكان شطب الإخوان من القائمة، على أساس أن العديد من الدبلوماسيين ورجال الأمن الروس على قناعة الآن بأنه لا توجد لهم علاقة بالانفصاليين الشيشان، غير أن الأمر يتطلب على ما يبدو قرارًا سياسيًا لم ينضج بعد، على الرغم من أن "الإخوان يشاركون، بنشاط، في العملية السياسية في مصر والعديد من الدول العربية الأخرى"، ورأت أن "عدم رفع الإخوان من قائمة الإرهاب، ربما يعود إلى هواجس القيادة الروسية، من احتمال وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي وقتها، ديميترى ميدفيديف، عبَّرَ، منذ اللحظة الأولى لثورة "25 يناير"، عن مخاوفه من وصول من سماهم بالمتطرفين إلى السلطة، معتبرًا أن هذا "سيؤثر بصورة مباشرة على روسيا".
وكانت الاستخبارات الروسية قد أعلنت، في وقت سابق، أن لديها معلومات عن أنشطة منظمات أقامها الجناح الدولي المتطرف لـ"الإخوان المسلمين" في روسيا، ورابطة الدول المستقلة، كاشفة عن "إنشاء هياكل، من قبل مبعوثين للإخوان المسلمين، في 49 مناطق روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، وأن قيادة المتطرفين تنسق أنشطتها مع الجماعات الإرهابية المسماة بـ(الجماعة الإسلامية)، و(الجهاد الإسلامي)، و(القاعدة)، و(المتشددين البوسنة الخيرية)، وتستخدم الأعمال الخيرية، كواجهة لنشر أفكار التشدد الإسلامي".
يذكر أن المحكمة العليا الروسية تبنت، في عام 2003، قرار اعتبار أكثر من 12 منظمة إسلامية، بما فيها "الإخوان المسلمين"، كمنظمات إرهابية، وأدرجاتها في قائمتها السوداء لدعم مسلحين يريدون إقامة دولة إسلامية في منطقة شمال القوقاز، وذكر قرار قضاة المحكمة العليا أن "تنظيم الإخوان المسلمين يهدف إلى القضاء على الحكومات غير الإسلامية، وإقامة حكم إسلامي، في جميع أنحاء العالم، عن طريق إعادة الخلافة الإسلامية، على نطاق عالمي".