معتقلون أفغان بعد الإفراج عنهم في تشرين الثاني الماضي من سجن باكستاني
كابول ـ أعظم خان
أكدت مصادر رسمية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد أن "اثنين على الأقل من زعماء حركة طالبان الذين تم الإفراج عنهم أخيرًا من السجون الباكستانية، قد عادا إلى قتال القوات الأفغانية القوات الدولية في أفغانستان". يذكر أن قرار الإفراج عنهم جاء في إطار جهود دعم السلام بين حركة طالبان والحكومة
الأفغانية.
وكانت السلطات الباكستانية قد أفرجت عما يقرب من 30 مسجونًا في إطار محاولات بناء الثقة وإبداء حسن النوايا بين الحكومية الأفغانية والحكومة الباكستانية، وفي إطار تشجيع حركة طالبان على المشاركة في مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية.
وذكرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية أن "مكانهم بعد الإفراج عنهم غير معروف، وأن المسؤولين الأفغان أعربوا عن مخاوفهم بشأنهم خلال المحادثات التي جرت مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون الأسبوع الماضي في مقره الريفي، كما قالوا إن "الإفراج عنهم لم يسهم في دعم عملية السلام".
وأكد مصدر أمني في باكستان أنه "لم يعد أحد يعرف ما حدث لهم، بعد الإفراج عنهم". ويعتقد أن "اثنين أو ثلاثة منهم، قد عادوا للقتال على الخطوط الأمامية في المناطق الأفغانية الحدودية".
ونتيجة لذلك طلب المسؤولون في أفغانستان "منحهم دورًا في عملية الإفراج عن المعتقلين، وأحد الخيارات في هذا الشأن السماح لممثلين أفغان بلقاء المساجين أثناء الإفراج عنهم بهدف دعوتهم للانخراط في العملية السلمية، والمساعدة في إقناع رفاقهم بالتخلي عن الصراع المسلح".
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن "الوقت يمر سريعًا قبل إيجاد حل سياسي للأزمة في أفغانستان قبل انسحاب قوات التحالف الغربية مع نهاية العام المقبل، وتسليم المهام الأمنية إلى القوات الأفغانية".
وحتى الآن، فإن آمال الحكومة الأفغانية في أن تسهم عملية العفو والإفراج عن معتقلي طالبان في تحريك عملية السلام مع الحركة، لم تتحقق، إذ اختفى أغلب المفرج عنهم، ويعتقد أنهم يقيمون حاليًا مع عائلاتهم في بيشاور وكراتشي وكويتا.
ونسبت الصحيفة إلى أحد كبار المسؤولين في الحكومة الأفغانية قوله إن "الاتصال بهؤلاء يكاد يكون معدومًا، وأنهم جميعًا تحت سيطرة السلطات الباكستانية".
ويردد المسؤولون في أفغانستان أن "وزير العدل السابق في حركة طالبان، الملا نورالدين ترابي، الذي أفرج عنه، كان قد تعرض للتعذيب على يد الباكستانيين، وذلك على الرغم من أن طالبان نفسها قد نسبت إليه قوله إنه "لم يتعرض للتعذيب".
وفي هذا السياق، تنسب الصحيفة إلى المسؤول الأفغاني قوله "إن ترابي يعاني من ضعف شديد، وأنه مريض للغاية بسبب ما لاقاه من تعذيب.