الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
صنعاء ـ علي ربيع
أكدت مصادر أمنية يمنية أن الرئيس عبدربه منصور هادي، استجاب لمطالب مسلحين قبليين وأمر بالإفراج عن محكوم عليه بالإعدام من أقاربهم مقابل إطلاقهم سراح عضو في مؤتمر الحوار الوطني الدائر في صنعاء كانوا خطفوه في وقت سابق في منطقة نهم القبلية (شرق صنعاء)، وهي ذات
المنطقة التي تواصلت فيها الخميس، الهجمات على خطوط نقل الطاقة الرئيسية، للمرة السادسة خلال أربعة أيام، وسط مخاوف من تفاقم انفلات الأمن في ظل عدم قيام الحكومة بإجراءات جدية.
وقالت مصادر أمنية في صنعاء لـ"العرب اليوم" إن الرئيس هادي أمر شخصياً أجهزة الأمن بالإفراج عن سجين قبلي من آل الجرادي محكوم عليه بالإعدام استجابة لمطالب مسلحين من قبيلته في منطقة نهم، كانوا قاموا باختطاف عضو في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد في صنعاء منذ 18 آذار/مارس الماضي ويدعى محمد صالح عكوش.
واستقبل هادي، مساء الخميس، عضو الحوار عكوش الذي ينتمي إلى محافظة المهرة(شرق اليمن)، مساء الخميس، بعد إفراج المسلحين عنه، وقال المركز الإعلامي التابع لمؤتمر الحوار في بيان له إن الرئيس هادي"اطمأن على صحة عضو مؤتمر الحوار عكوش وأكد أن "ما حدث له أمر خارج عن القانون، وأن مثل هذه الأعمال لن تؤثر على سير أعمال الحوار وسيستمر بذات الوتيرة حتى يحقق هدفه".
وفي سياق ما يشهده اليمن من انفلات للأمن خلال الأيام الأخيرة، تجددت الخميس، هجمات المسلحين القبليين في منطقة نهم(شرق صنعاء) التي اختطف فيها عكوش، على خطوط نقل الطاقة الرئيسة القادمة من محطة التوليد الغازية الوحيدة التي يملكها اليمن في مأرب، في سادس هجوم من نوعه خلال الأربعة الأيام الأخيرة ما أدى إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء ومدن أخرى.
وقالت السلطات اليمنية إن الاعتداء الجديد حدث في الساعة الثامنة من صباح اليوم الخميس(بتوقيت صنعاء) وأن المسلحين استخدموا الخبطات الحديدية في هجومهم".
وشجع ضعف قبضة الحكومة على المناطق اليمنية وتراخيها عن توجيه إجراءات عقابية ضد المخربين في استمرار عصابات مسلحة بشن هجمات على منشآت توليد الطاقة ما أدى إلى انقطاع التيار عن مناطق واسعة من اليمن.
وكان هادي هدد قبل يومين في خطاب له لمناسبة ذكرى الوحدة في بلاده مرتكبي هذه الهجمات وقال "إن السلطات ستضربهم بيد من حديد"لكن لم تشهد البلاد حتى الآن أي إجراءات رادعة بحقهم.
وتنتج محطة مأرب الوحيدة التي تعمل بالغاز أقل من 400 ميغاوات من الطاقة، من إجمالي نحو 800 ميغاوات تنتجها محطات التوليد الحكومية الأخرى في حين تشهد اليمن عجزاً شديداً في الطاقة الكهربائية، حيث لا تلبي كمية الطاقة المنتجة تنامي الطلب عليها.
وتزايدت عملية الخطف وقطع الطرقات الرئيسة المؤدية إلى صنعاء، خلال الأسابيع الأخيرة، من قبل مسلحي القبائل على خلفية مطالب متنوعة، بالإضافة إلى عمليات تهريب الأسلحة، والاعتداء على خطوط الطاقة وتفجير أنابيب تصدير النفط.
ويخشى المراقبون أن تتمادى مظاهر انفلات الأمن في اليمن، لتشكل خطراً حقيقياً على عملية انتقال السلطة في البلاد، والتي ينعقد حالياً ضمن أحد أهم خطواتها مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمشاركة كل الأطراف والقوى السياسية، في سياق البحث في ملفات اليمن الشائكة وإيجاد حلول تتضمن كتابة دستور جديد تقام بموجبه انتخابات عامة في شباط/فبراير المقبل في ختام العامين الانتقاليين اللذين أعقبا تنحي صالح عن السلطة وتولي هادي الحكم خلفا له بموجب انتخابات توافقت عليها الأطراف السياسية.