ميدان التحرير
القاهرة ـ أكرم علي
أكد رؤساء الأحزاب وممثلي القوى الوطنية التي حضرت حوار الرئيس محمد مرسي أمس الاثنين، أنه وافق من حيث المبدأ على إعادة النظر في الإجراءات الاستثنائية الأخيرة، ولم يتفق الحاضرون مع الرئيس بشان تشكيل حكومة وحدة وطنية لإنقاذ البلاد من الموقف السياسي الراهن.
وقال أحد المشاركين
في الحوار رفض الكشف عن هويته لـ "العرب اليوم" إن الرئيس محمد مرسي رفض مطالب جبهة الإنقاذ التي تطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني عاجلة، بل وافق الرئيس على النظر في القرارات الأخيرة، وندب قضاة لإجراء تحقيقات سريعة وعادلة لتحديد هوية القاتلين والمتسببين في الأحداث.
وأضاف المصدر أن الرئيس مرسي أعرب عن استعداده لمحادثة أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني للوصول إلى حوار مرضي لكافة الأطراف.
فيما أعلن رئيس حزب الحرية والعدالة، سعد الكتاتني إنه تقدم بمبادرة لتعديل قانون الانتخابات لتخفيف حالة الاحتقان والتوتر السائدة حاليًا.
وأضاف الكتاتني في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "أتمنى أن يراجع البعض مواقفهم وينضموا معنا للتصدي لمحاولات نشر الفوضي والعنف، فاللحظة الراهنة لا تحتمل إلا أن نسموا جميعًا فوق خلافاتنا الفكرية، وأن نضع أمن الوطن واستقراره فوق كل اعتبار، وأيدينا ممدودة للجميع".
وكان الرئيس محمد مرسي، قد دعا إلى حوار وطني مع رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة، لكن جبهة الإنقاذ الوطني، التي تشكل كتلة المعارضة الأكبر، رفضت حضوره دون ضمانات.
وعلى الصعيد الميداني عاد الهدوء إلى ميدان التحرير صباح الثلاثاء، بعد أن سيطرت الاشتباكات على محيطه طوال الليلة الماضية وحتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، ولم يتواجد في الميدان الآن سوى خيام المعتصمين، كما هدأت حدة الاشتباكات في منطقة كورنيش النيل بعد إلقاء المتظاهرون وقوات الأمن القبض على مجهولين حاولوا اقتحام فندق "سيمراميس" لسرقته.
وأكد شهود عيان لـ "العرب اليوم" أنه تم فتح ميدان التحرير جزئيا أمام حركة المرور حيث تم فتح مدخل الميدان من جهة قصر النيل باتجاه شارعى الفلكي وقصر النيل، بينما استمر إغلاق الميدان من شوارع قصر العينى وعمر مكرم والمتحف المصري.
وكان كوبري قصر النيل قد شهد أمس مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن فى الجهة المقابلة للجامعة العربية وامتدت فى بعض الأحيان إلى شارع كورنيش النيل، حيث قام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة وبعض مثيري الشغب برشق القوات بزجاجات المولوتوف الحارقة، بينما ردت القوات بالحجارة وبقنابل الغاز المسيل للدموع، والتي وصلت تأثير العديد منها إلى ميدان التحرير، بالإضافة إلى تمكن مجموعة من مثيري الشغب من الاستيلاء على مدرعتي شرطة وإشعال النيران بأحدهما بمنطقة جاردن سيتى والفرار بالأخرى باتجاه ميدان التحرير وحرقها داخل الميدان.
وتفقد رئيس الوزراء، هشام قنديل، صباح الثلاثاء، فندق سميراميس على كورنيش النيل بالقرب من مدخل كوبري قصر النيل، وذلك بعد إلقاء القبض على عدد من الملثمين الذين اقتحموا الفندق بعد كسر أبوابه، واستولوا على ماكينة صرف الأموال، ف يمالاحق بعض المتظاهرين اللصوص وتمكنوا من استرداد الماكينة وعدد من المسروقات الأخرى وسلموها إلى قوات الأمن.
واستعرض قنديل اسماء عدد من المتهمين الذين ألقت الشرطة القبض عليهم بمساعدة المتظاهرين داخل الفندق وفي محيطه، حيث شكل المتظاهرون لجنة شعببية لحراسة الفندق، قبل أن يكثف الأمن تواجده ويدفع بثلاث مدرعات في مدخل الفندق، ويطلب من المتظاهرين العودة إلى ميدان التحرير.
من جهة أخرى، ساد الهدوء التام محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة لليوم الرابع على التوالي، خاصة في ظل الغياب الملحوظ للمتظاهرين، وكذلك قوات الأمن المكلفة بتأمين مقر القصر، والتى تم تقليص عددها بشكل نسبي بسبب الغياب الواضح للمتظاهرين.