واشنطن ـ يوسف مكي يبدأ ، الأربعاء، زيارة سريعة لعدد من عواصم الشرق الأوسط، تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية، والأردن، وهي الأولى منذ توليه ولاية الرئاسة الثانية في البيت الأبيض، في كانون الثاني/يناير الماضي . ويتناول جدول أعمال الرئيس أوباما وفقًا لكبار مستشاريه "الجهود الرامية إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي، والوضع الحالي فى سورية، والتطورات في المنطقة، والجهود المبذولة لدفع عملية السلام الفلسطينية/ الإسرائيلية، والعلاقات الثنائية مع هذه الدول".
وقال نائب المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض جوش إيرنيست، في حديث مع التلفزيون الألماني، الثلاثاء، "أنه ليس لدى الرئيس اُوباما خطة محددة للسلام  في الشرق الأوسط، لكنه يسعى بطبيعة الحال إلى اتفاقية سلام تصب في مصلحة الطرفين، حيث سيتحدث مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن الدفع بمحادثات السلام".
وأضاف جوش إيرنيست أن "زيارة أوباما لإسرائيل والضفة الغربية والأردن لها أهداف أخرى، فالرئيس مهتم بالتوجه إلى الشعب الإسرائيلي هناك، وإبراز دعمه، وإثبات التزامه تجاه إسرائيل وأمن الشعب الإسرائيلي، وهو أمر لاحظناه خلال العام الماضي أكثر من أي وقت."
ووصف نائب مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون الاتصالات الإستراتيجية بن رودس، في حديث مع الصحافيين، الإثنين، جولة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط بـ"المهمة جدًا"، مشيرًا إلى أنها "أول جولة خارجية له فى ولايته الثانية، وأول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة إلى إسرائيل".
وأكد بن رودس أن "الجولة مهمة أيضًا لتعزيز الدعم الأميركي للسلطة الفلسطينية، إذ أن الولايات المتحدة استثمرت كثيرًا مع السلطة الفلسطينية، كقيادة شرعية للشعب الفلسطيني، من خلال تطوير المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية، وتوسيع الفرص للشعب الفلسطيني، مع مواصلة العمل للتقدم في عملية السلام"، مشيرًا إلى أن الرئيس أوباما سيقوم برفقة زوجته ميشيل بزيارة مدينة بيت لحم الفلسطينية، حيث كنيسة "المهد"، التي شهدت ميلاد المسيح.
وشَدَد بن رودس على أن "العاهل الأردني الملك عبد الله حليف وشريك وثيق جدًا للولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتعاون مع الأردن بشأن مجموعة واسعة من القضايا الأمنية، بما في ذلك عملية السلام، ومعالجة الأزمة الإنسانية الخطيرة جدًا في سورية، والأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين داخل الأردن، منوهًا أن "الولايات المتحدة تقدم مساعدة كبيرة إلى الأردن، وغيرها من الشركاء الدوليين، للمساعدة على التخفيف من حدة أزمة اللاجئين"، ومؤكدًا على أن "الولايات المتحدة تدعم بشدة جهود الإصلاح السياسي في الأردن، وأن الأردن شهد أخيرًا انتخابات برلمانية"، معربًا عن رغبة واشنطن في أن ترى استمرار الزخم لتطبيق خطوات الإصلاح السياسي، التي دعمها عاهل الأردن.
وعن جدول زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال رودس "إن الرئيس أوباما سيصل إلى إسرائيل، الأربعاء، وسيبدأ برنامجه بمراسم الوصول في المطار مع الرئيس شيمون بيريز، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسيتبادل الحديث معهما، ثم يزور إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية، الذي يمثل أحد أهم مظاهر الدعم الأميركي لإسرائيل وأمنها، وسيجري سلسلة من الاجتماعات طوال فترة ما بعد الظهر مع بيريز في مقر إقامته، وسيدليان بعدها ببعض التصريحات، ثم سيتوجه إلى مقر إقامة نتنياهو، وسيعقدان اجتماعًا ثنائيًا، يعقبه مؤتمر صحافي ثم عشاء عمل".
وأشار رودس إلى أن "الرئيس أوباما قضى وقتًا في لقاءات ثنائية مع نتنياهو أكثر من أي وقت قضاه مع أي زعيم آخر منذ توليه منصبه"، ونوه بأنهما "سيجريان مناقشات واسعة النطاق بشأن مختلف القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، وبذلك سيختتم الرئيس أوباما يومه الأول في إسرائيل خلال هذه الزيارة".
وأوضح أن "أوباما سيبدأ يومه الثاني فى إسرائيل بزيارة إلى متحف إسرائيل، ثم سيزور أحد المعارض التكنولوجية داخل المتحف، للإطلاع على بعض معالم التقدم التكنولوجي في إسرائيل".
ولفت رودس إلى أن "الرئيس أوباما سيتوجه بعد ذلك إلى رام الله، حيث سيعقد اجتماعًا ثنائيًا مع رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس، يعقبه مؤتمر صحافي للزعيمين، ثم سيلتقيان بعده على غداء عمل".
وأوضح ردودس أن "الولايات المتحدة دعمت بناء المؤسسات المهمة، التي قامت بتنفيذها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية"، معتبرًا أن اللقاء سيتيح الفرصة لمناقشة استمرار الدعم الأميركي للسلطة الفلسطينية، فضلاً عن مناقشة السبل الكفيلة بدفع عملية السلام الفلسطينية/الإسرائيلية، وعقب غداء العمل، "سيلتقي الرئيس أوباما مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، في مركز شباب البيرة في رام الله، وستتاح الفرصة للرئيس لمشاهدة بعض الأعمال التي يتم تنفيذها، لتطوير المؤسسات في الضفة الغربية، وسيلتقي مع مجموعة من الشباب الفلسطينيين، ويستمع إليهم بصورة مباشرة، ليختتم بذلك زيارته إلى رام الله في هذا اليوم، ثم سيتوجه الرئيس أوباما، في وقت لاحق، إلى مركز المؤتمرات الدولي في القدس، وسيلقي خطابًا إلى الشعب الإسرائيلي، لاسيما الشباب، الذي سيحضر عدد كبير منهم، من طلاب الجامعات الإسرائيلية، التي تعمل في شراكة مع السفارة الأميركية في إسرائيل.
وأوضح رودس أن خ"طاب الرئيس سيركز على طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وجدول الأعمال واسع النطاق، الذي يعمل عليه الجانبان، من الأمن إلى السلام وتحقيق الرخاء الاقتصادي، ومستقبل العلاقات بين البلدين".
وفي أعقاب هذا الخطاب، سيستضيف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حفل عشاء على شرف الرئيس أوباما، تحضره مجموعة واسعة من القادة الإسرائيليين البارزين، في مقر إقامة الرئيس بيريز، وبذلك يختتم الرئيس أوباما جدول أعماله لليوم الثاني.
وأوضح نائب مستشار الأمن القومي الأميريكي للاتصالات الاستراتيجية بن رودس "إن الرئيس باراك أوباما سيبدأ يومه الثالث فى جولته الشرق أوسطية بوضع إكليلين من الزهور على قبري هرتزل وإسحاق رابين، ثم يتوجه مرة أخرى إلى بيت لحم، حيث سيقوم بجولة في كنيسة المهد، التي تمثل أهمية كبيرة للشعب الفلسطيني، وكذلك بالنسبة للمسيحيين في المنطقة والعالم، وبذلك سيختتم زيارته إلى كل من إسرائيل والضفة الغربية، ثم سيتوجه إلى الأردن، حيث سيستقبله العاهل الأردني الملك عبد الله في مراسم للوصول، ثم سيعقد الزعيمان اجتماعًا ثنائيًا، يعقبانه بمؤتمر صحافي مشترك، وفي تلك الليلة، سيستضيف الملك عبد الله حفل عشاء على شرف الرئيس أوباما، الذي سيقضي ليلته في عمان، ليتوجه، صباح اليوم التالي، إلى البتراء، التي يفخر ويعتز الشعب الأردني بها كثيرًا، لما تمثله من قيمة كبيرة".
وتوقع رودس "أن يبحث الرئيس أوباما مع العاهل الأردني قضايا الأمن الإقليمي، والوضع في سورية، والتحدي الكبير جدًا الذي يمثله تواجد اللاجئين السوريين داخل الأردن، والقضية الفلسطينية/ الإسرائيلية، والدعم الأميركي المستمر للإصلاح السياسي والاقتصادي في الأردن".