القاهرة ـ أكرم علي رصد "العرب اليوم" إلقاء عدد من المتظاهرين المصريين زجاجات "المولوتوف" والحجارة على قوات الأمن أمام البوابة الرابعة من قصر الاتحادية الرئاسي (غرب القاهرة)، وردت قوات الأمن بإطلاق أعيرة الخرطوش في الهواء، فيما طالب قائد قوات الحرس الجمهوري المتظاهرين، بالالتزام بسلمية التظاهرات وعدم ارتكاب أي أعمال تخريبية في منشآت الدولة.
وألقى عدد من المتظاهرين الحجارة على بوابة 4 لقصر الاتحادية، مما أدى إلى تكسير أحد كشافات النور الموجودة أعلى السور، مرددين هتافات "ارحل ارحل"، فيما وردت قوات الحرس الجمهوري المتواجدة داخل القصر بإطلاق طلقات الخرطوش في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، بحسب شهود عيان.
كما أدى آﻻف المتظاهرين صلاة الغائب على روح شهيد الجمعة، أمام قصر الاتحادية، محمد حسين قرني الشهير بـ"كريستي"، كما قاموا بإشعال الشموع على روح الشهيد، وحمل بعض المتظاهرين الشموع السوداء، ورددوا هتافات منددة بجماعة "الإخوان" المسلمين والرئيس محمد مرسي، وقاموا بوضع النعش أمام باب 4 لقصر الاتحادية.
وقد وصل المئات من المتظاهرين، في وقت سابق السبت، إلى محيط قصر الاتحادية الرئاسي، في مسيرتين انطلقتا من ميدان التحرير ومن أمام مسجد النور في العباسية، لدعم المتظاهرين الموجودين بالفعل في محيط القصر بعد الأحداث التي وقعت الجمعة، حيث نددت المسيرتان بأعمال العنف التي ارتكبتها قوات الأمن المركزي المكلفة بتأمين القصر ضد متظاهري "جمعة الخلاص", وردد المتظاهرون هتافات منددة بالرئيس مرسي، وجماعة "الإخوان" ووزارة الداخلية.
ونظم العشرات من المتظاهرين سلاسل بشرية أمام بوابة القصر رقم 3، تنديدًا بما قام به عدد من قوات الأمن المركزي، من سحل وتعرية متظاهر الجمعة، وأزالوا الأسلاك الشائكة المتواجدة على بوابة قصر الاتحادية رقم 4 المطلة على شارع الميرغني، قبل أن يقنعهم البعض اﻵخر بالعدول عن قرارهم.
وأفاد شهود عيان لـ "العرب اليوم"، أن "نيران محدودة اشتعلت في أحد الدبابات التابعة لقوات الحرس الجمهوري، خلف أسوار قصر الاتحادية، إلا أن الجنود تمكنوا من السيطرة على النيران سريعًا، ووصلت 5 سيارات إسعاف إلى محيط القصر تحسباً لوقوع مصابين خلال الاحتجاجات"، فيما أكد قائد الحرس الجمهوري محمد ذكي، أن "القوات لن تنساق وراء أية أعمال استفزازية من بعض المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي"، مستنكرًا إقدام البعض من المتظاهرين مساء  "السبت" على إشعال النيران باستخدام مادة البنزين أمام الباب الرئيسي للقصر المواجه لمسجد عمر بن عبدالعزيز، بالإضافة إلى إشعال النار في الكاوتشوك، وإلقاء بعض العبوات المشتعلة والحجارة داخل القصر.
وقال قائد الحرس في تصريح لوكالة "الشرق الأوسط" الرسمية، إن "القوات التابعة للحرس الجمهوري هي من تتولى إطفاء هذه النيران باستخدام المياه"، مؤكدا عدم تواجد أي من عناصر الأمن المركزي في هذا المكان، تجنبًا لحدوث أية احتكاكات أو مواجهات من جانب المتظاهرين وعناصر الشرطة، مناشدًا جموع المتظاهرين السلميين المشاركين في المسيرة التي وصلت مساء السبت إلى قصر الاتحادية، الالتزام بسلمية التظاهرات، وأن يتدخلوا لمنع العناصر المخربة من القيام بهذه الأعمال، وأن تأخذ هذه التظاهرات طابعًا سلميًا بعيدًا عن ارتكاب أعمال تخريبية في منشآت الدولة.
في السياق نفسه، أمر رئيس نيابة مصر الجديدة إبراهيم صالح، بطلب نسخة حلقة برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة" الفضائية، والذي يظهر فيه مشهد اعتداء قوات الأمن على أحد المتظاهرين وسحله ونزع ملابسه، ومن المقرر أن يتم مواجهة المجني عليه حمادة صابر "48 عامًا"، عامل محارة بهذا الفيديو، وذلك بعدما أكد في أقواله أمام النيابة، أن قوات الأمن لم تعتد عليه بالضرب ولم يوجه أي اتهامات لأفراد الشرطة.
وكان المواطن حمادة صابر، الذي تعرض للسحل والاعتداء أمام قصر الاتحادية، قد فاجئ النيابة، بنفي قيام أي من أفراد الشرطة بالاعتداء عليه، الجمعة، أثناء مشاركته في تظاهرات الجمعة في محيط الاتحادية، وتبين للنيابة أن المجني عليه مصاب بطلق خرطوش في القدم وجروح في يديه.